الكتاب: حياة كلينت ايستوودتاليف: مارك اليوتترجمة: ابتسام عبد الله في هذا الكتاب يسرد مارك اليوت، عمل كلينت ايستوود كعمدة لكارمل من عام 1980 والى عام1988، كي يبرهن عمق الصلة بين ادوار ايستوود وعمله الحقيقي. فهذا الفنان القدير يمثل شخصية الامريكي المتمرد على الشاشة، في افلامه السينمائية البارزة، وهو كذلك في حياته الحقيقية،
ويتجاوز في هذه المسألة كافة الممثلين من زملائه في هوليوود. ويصف المؤلف ذلك بقوله " من الصعب جداً التمييز اوالفصل بين كلينت في الحياة وكلينت في السينما. ومع ذلك، فان مايسرده المؤلف بعد ذلك، متطرقا الى تفاصيل تلك الحياة، تكاد تنافض تلك المقدمة في كتابه. اننا وكما نعرف، ان الشخصيات التي يقدمها في افلامه هو متمردة،قاسية، وهي صفات لاتنطبق عليه في الحياة، لانه دمث الاخلاق، متمسك بقواعد السلوك وكثير التشكي. والافلام تجعلنا نعتقد ان عبوسة وتجهمه هو علامة على عدميته. وذلك العبوس قد لازمه منذ اولى افلامه الايطالية عن" الغرب الامريكي" والى "هاري القذر"، الذي ادى فيه بنجاح بالغ دور الشرطي-مشيرا بمسدسه نحو وجه رجل ويساله ان كان محظوظا. امافي الحياة، فان الامور التي جعلت كلينت ايستوود يعبس فهي اقل تعقديا: اجواء جيدة، اطفال شرعيون، مناقشات مخطط لها ونقاد مزعجون.ولد ايستوود عام 1930، في خلال اعوام القنوط الاقتصادي، وسافر والده الى اماكن شتى بحثاً قدر امكانه عن عمل: بيع الثلاجات والعمل في محطة للوقود، وقد ورث كاينت ملامحه وطبعه المتدفق. وبعد فترة قصيرة في الجيش،" امضاها في تعليم السباحة، عمل ايضا في محطة للوقود. وفي عام 1954، اكتشف في نفسه ميلا الى التمثيل وبدا العمل مع شركة يونيوفرسال. اول ادواره كان في التلفزيون عام1958 –دور شبه صامت ولكنه بدا ساحرا، وسيما ببندقية سريعة الطلقات وقبضة اسرع". وهو من ذلك الحين يقدم ذلك الدور مع بعض التغيير. وفي خلال 50 عاما، نجح كلينت ايستوود بامتياز في ايجاد توازن وتوفق كمخرج وممثل في السينما الاميركية. كما انه قدم في العقد الاخير مجموعة من افضل الافلام منها: غراند تورينو، طفل بمليون دولار، رسائل من ايو جيما والنهر الغامض، وختمه اليوم اعلى واغلى مما كان في أي وقت مضى. وقد وصف الناقد السينائي ديفيد نومسون كلينت بقوله"ملكي حديث حديث بين" القله من الامريكين الذين ينالون الاعجاب في البلاد وخارجها. ويتحدث المؤلف عن كيفية نضال ايستوود للحفاظ مرتبته العالية. فهو لم يقع قط في مصيدة النجومية، مع بقاء صورته كرجل جاد، امام الناس. وهو لم يكن قط ذا حصة كبيرة في أي شيء المال، الاستحقاق والمصلحة، اوبريق النجومية. وكان طوال الوقت حريصا على ان يكون الفريق الذي يعمل في فيلمه من الممثلين " الاقل بريقا منه".وفي عام 1977، ارادت ستديوهات وارنر وضع باربراستريند بطلة لفيلم "هاري القذر"، محتجا انها لاتناسب الدور سنا (كانت في الـ47). واسند الدور الى ساندرا لوكي، صديقته آنذاك. وقد تزوج ايستوود مرتين، ففي الزيجية الأولى كان يصف نفسه بـ " العازب المتزوج"، ولذلك، كانت لديه في تلك المرحلة صديقات كثيرات، وعلاقات متشابكة. لكن تلك الصفة لم تؤثر في بريق حضوره على الشاشة. فما ان يشاهده المتفرج وهو يتقدم نحو مدينة ما، يحدق بعينين نصف مغمضتين في اشعة الشمس،حتى ينسى كل مايقال عن صداقاته النسوية المتعددة. وهذه هي السينما، عالم يجعل من يتفرج عليه يصدق مايراه، وفيه يحتل كلينت ايستوود مكانا في القمة. rn
حياة كلينت ايستوود
نشر في: 16 فبراير, 2010: 05:11 م