TOP

جريدة المدى > سينما > "3 دقائق.. فـي 3 أيام" .. أوّل مهرجان سينمائي عراقي بتنظيم عال

"3 دقائق.. فـي 3 أيام" .. أوّل مهرجان سينمائي عراقي بتنظيم عال

نشر في: 30 مارس, 2017: 12:01 ص

جهودٌ ذاتية، وأحلامٌ معلقة لبعض الشباب، تنتظر من يمنحها فرصة الانطلاق والتحليق نحو المجد، أو في الأقل، فرصة لتحقيق هذه الامنيات، والرغبات، وتلك المواهب التي كُبتت خلف الحرمان، واللا وجود، والممنوع، والمحال، باتت تذبل، فهي عطشى لعصا سحرية قادرة على إي

جهودٌ ذاتية، وأحلامٌ معلقة لبعض الشباب، تنتظر من يمنحها فرصة الانطلاق والتحليق نحو المجد، أو في الأقل، فرصة لتحقيق هذه الامنيات، والرغبات، وتلك المواهب التي كُبتت خلف الحرمان، واللا وجود، والممنوع، والمحال، باتت تذبل، فهي عطشى لعصا سحرية قادرة على إيقاظها من جديد..

لتُخلق المبادرة في مدينة الفن للسينما والتلفزيون الـ "ART CITY "  والتي اطلقها مدير هذه المؤسسة الانتاجية د. حكمت البيضاني، من خلال مهرجان (3MINUTES….3DAYE) ثلاث دقائق ... ثلاثة ايام، بدورته الثانية لعام 2017.
تميّز هذا المهرجان بالرقم ثلاثة، حيث ينطلق في الشهر الثالث من كل عام، وتستمر مدة المهرجان لثلاثة ايام، بأعضاء لجنة تحكيم ثلاثة، ومدة الافلام المتنافسة ثلاث دقائق، والفائزون بالمهرجان 3 ، وانطلق المهرجان يوم الثلاثاء الساعة الثالثة مساءً.
كوني صحافية، فوجئت بالدعوة التي وصلتني عن مؤسسة  "ART CITY  "  والتي كانت تتمتع بذوق وتنظيم على مستوى عال، ولكني فوجئت أكثر، حين حضرت المهرجان لتغطيته، فكان مقترباً جداً من التنظيم الاحترافي، لولا صغر المساحة المقامة على أرضها المهرجان، وما سيزيد صدمة الحاضر للمهرجان، أنه مُقام بجهود ذاتية من قبل مؤسسة مدينة الفن.
حيث الأضواء، والسجاد الأحمر الذي يذكرنا بمهرجانات سينمائية دولية "مصغرة "  انطلق الحفل، وكانت بداية الاحتفاء بعرض فيلم وثائقي لاستذكار الفنانة الراحلة ناهدة الرماح، تلاه عرض اوبريت السينما العراقية لمؤلفه الشاعر حيدر الساعدي.
ليعتلي رئيس المهرجان د. حكمت البيضاني المنصّة لإلقاء كلمته التي تضمنت "بجهود ذاتية تنطلق النسخة الثانية من مهرجان 3 دقائق في ثلاثة ايام السينمائي، مستفيدين من الوقائع والمؤشرات التي تمخضت عنها الدورة الأولى، حيث يتواصل المهرجان في تأسيس ثقافة سينمائية وجمالية، ذات أبعاد رصينة".
ويجد البيضاني، أن محاولات الارتقاء بالخطاب السينمائي، تأتي من خلال بناء قاعدة شبابية محترفة في صناعة الفيلم القصير، المبني على الكثافة الفكرية، وعمق الرؤيا، وواقعية وفرادة الموضوع، وتنوع الأفكار ومعالجتها للواقع، مؤكداً أن "هذا ما يسعى المهرجان لتحقيقه، من خلال دعم انتاج فيلم قصير في وقته، وكبير في مضمونه، ودفع هذه الأفلام للمشاركة في مهرجانات محلية وعربية ودولية، لتأخذ السينما الشبابية العراقية موقعها في الساحة السينمائية في العالم".
المهرجان يشكل تجربة تكاد أن تحقق نوعاً من الريادة محلياً وعربياً، فضلاً عن تكريس التقاليد المعتمدة، في تنظيم واقامة المهرجانات السينمائية العربية والدولية.. وأشار البيضاني في ختام كلمته الى، أن نجاح هذا المهرجان، مرهون بتضافر جهود اللجنة التحضيرية وباقي اللجان، فضلاً عن الجهات الراعية".
لجان التحكيم والمسؤولة عن تقييم الأعمال المتنافسة، جاءت بثلاثة أهمّ اسماء سينمائية عراقية والتي تتضمن الناقد السينمائي علاء المفرجي، والمنتجة والمخرجة السينمائية فرات الجميل، والمؤلف والمخرج السينمائي والمنتج محمد الدراجي، هذه الأسماء ستكون مسؤولة عن تقييم الأفلام ذات الثلاث دقائق، وفق مقاييس سينمائية معروفة دولياً، وهي ذاتها المقاييس التي تم الإعلان عنها في الموقع الالكتروني للمهرجان..
عضو لجنة التحكيم في المهرجان المنتجة والمخرجة فرات الجميل، قالت "دعيت لأكون في لجنة تحكيم هذا المهرجان من قبل د. حكمت البيضاني، وهذا المهرجان يعدّ خطوة مهمة جداً في مجال السينما العراقية، لأنه يمنح فرصة للشباب المبدع والموهوب أن يقدموا اعمالهم، وتكون لهم خبرة في المشاركة في المهرجانات، وجهود الدكتور حكمت، واضحة من خلال التنظيم والعمل على هذا المهرجان".
وتشير الجميل " فيما يخص الأفلام المشاركة، فنحن لم نطلع على جميعها بعد، أضف الى هذا، أن لجنة التحكيم تشاهد الفيلم بزاوية تختلف تماماً عن الجمهور البسيط، خصوصاً، أننا سنعمل على مشاهدة الفيلم لأكثر من مرة، وسنختار الأسماء الفائزة وفق مقاييس دولية معروفة سينمائياً".
 عضو لجنة التحكيم والناقد السينمائي علاء المفرجي، يعدّ المهرجان واحداً من المهرجانات السينمائية المحلية، ولكنه استطاع التميّز عنها " بدقة التنظيم التنظيم، واختياره لأفلام معينة تنصب بشكل عام على رقم ثلاثة، فالمهرجان لا يحتفي بالشكل كما يبدو ذلك للوهلة الأولى، ذلك أن جميع تفاصيل المهرجان تنضوي تحت هذا المسمّى، بما يعزز الجانب الفني للمهرجان وحرص منظموه  على استيفائها".
وبحسب رؤيا المفرجي النقدية والتي عادةً ما تكون بعيدة عن المجاملات، يجد أن "حتّى هذه اللحظة، قدم المهرجان أفلاماً قصيرة جديرة بالمشاهدة، وبأساليب مختلفة ورؤى قاربت الى الموضوعات التي يمر بها البلد ومواطنوه".
الحضور الإعلامي والثقافي والفني الذي شهده المهرجان كان واسعاً، فمثل الحضور حشداً زاخماً جداً، وتميّز كذلك بأسماء كبيرة حاضرة في السينما العراقية سابقاً، إضافة لأسماء تحمل تجارب جديدة، بذلك نستطيع الإشارة إلى، أن القائمين على هذا المهرجان، كانوا حريصين على انتقاء الشخوص الحاضرة، والتي كانت منحسرة في مجال السينما، كما شهد المهرجان حضور ممثلين عن وزارة الثقافة، والتي وفق أراء جماهيرية كانت عاجزة عن اقامة مهرجان سينمائي يرتقي ولو بشكل بسيط، لمستوى هذا المهرجان، وهذا الرأي كان لأغلب الحاضرين.
حيث يذكر نقيب الفنانين صباح المندلاوي "بادرة هذا المهرجان جيدة لتحريك الحياة الثقافية والجو الثقافي، إضافة الى ما أثير من جلسات نقدية وأفلام وملاحظات حول تلك الأفلام، كان هذا كفيل بخلق جو فني افضل".
فنانون متابعون للمشهد الثقافي والفني السينمائي، وآخرون لهم حضور سينمائي فعّال ومختص، عبروا عن آرائهم في هذا المهرجان، وكانت أغلب الأراء إيجابية،  حيث عدّ المخرج فارس طعمة التميمي، هذا المهرجان كتظاهرة فنية، قائلاً "نحن بحاجة لهذه التظاهرات، خاصة فيما يخص الشباب السينمائي، وعلى الصعيد الشخصي، أنا سعيد بمثل هذا الجمع الغفير من الشباب الذين عملوا تحت مظلة الدكتور حكمت، الذي وفق بمنحهم هذه الفرصة، أما مستوى الأفلام، كمشاهدة اولى نجد أن مستواها متذبذب، في الأقل ضمن الخمسة افلام الأولى المعروضة، والتي شاهدتها حتى الآن، وكان من افضلها فيلم "مصور بغداد" أما بقية الافلام الخمسة، فكانت جيدة مع بعض الهفوات".
 وكرؤية مصور سينمائي محترف، ودولي ذكر المصور السينمائي عمار جمال قائلاً إن "تنظيم المهرجان ارتقى الى مستوى جيد جداً مقارنة بتنظيمات المهرجانات السينمائية المحلية، ما يعيبه فقط هو صغر المكان". وأشار جمال قائلاً "الجهة المنظمة اختارت بامتياز الشخصيات المدعوة والحاضرة، فكان هذا المهرجان الأول الذي تميّز حفل  افتتاحه  بحضور متخصص، وكان متقناً جداً، أيضاً الأفلام التي عرضت حتّى الآن، كانت جميلة، ولكن لاتخلو من الهفوات على المستوى العام 70% هي أفلام جيدة".
بدوره أشار الناقد علي حمود الحسن الى أن "تنظيم المهرجان محترم وحرفي، بدءاً من الدعوة الى الترتيب، وهو مهرجان مذهل بالنسبة لما يحدث في مهرجاناتنا، وقد وازن بين ما هو تجاري وفني، ولأوّل مرة، صنّاع السينما ينتمون لحاضنة حقيقية، بداية من الدعوات وحتى الآن".
وأشار الحسن الى أن "الأفلام المعروضة جيدة، بعضها يصل الى الحرفية من حيث الموضوعة، والعمل، ويبدو أن صنّاع السينما من الشباب، وصلوا إلى درجة الوعي، حيث تخلّوا عن الأفكار المترهلة في السينما، ويجدر بنا الإشارة الى أن بعضهم، قدموا أعمالاً حرفية مثل فيلم "مصور بغداد " ذي فكرة احترافية و ذكية جداً".
بدوره أشار الفنان فلاح ابراهيم الى أن "المهرجان جيد وبجهود فردية، اسطاع إسقاط حجة عدم التمويل، والدعم، فبجهود بسيطة، استطاع د. حكمت البيضاني، خلق مهرجان مهم ذي قيمة فنية وجمالية عالية، حتى الأفلام التي شاهدتها، تعد أفلاماً جيدة وممتازة".
هذا واستمر المهرجان لثلاثة أيام، تضمّن اليوم الأول الثلاثاء، حفل الافتتاح مع عرض ما يقارب الـ15 فيلماً من أصل 48 فيلماً، ليشهد اليوم الثاني من المهرجان وهو يوم الأربعاء، عرض بقية الأفلام، ويستمر المهرجان حتى يوم الخميس الثلاثين من آذار، حيث يتمّ في هذا اليوم، اختتام أعمال المهرجان وإعلان أسماء الفائزين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram