فيما تسعى إدارة محافظة ذي قار لطرح مطار الناصرية، الذي افتتح في العاشر من آذار الجاري، للاستثمار وانشاء منطقة حرة فيه من أجل إنعاش القطاعات الصناعية والسياحية، وتحفيز رؤوس الأموال على الاستثمار في المحافظة، يؤكد خبير في الشأن الاقتصادي
فيما تسعى إدارة محافظة ذي قار لطرح مطار الناصرية، الذي افتتح في العاشر من آذار الجاري، للاستثمار وانشاء منطقة حرة فيه من أجل إنعاش القطاعات الصناعية والسياحية، وتحفيز رؤوس الأموال على الاستثمار في المحافظة، يؤكد خبير في الشأن الاقتصادي أنه يمكن جعل المطار بقدرة تتسع لمليون مسافر سنوياً ومنشأة توفّر ثلاثة آلاف فرصة عمل لأبناء المحافظة.
رئيس هيئة استثمار ذي قار الدكتور لؤي الخير الله يقول، في حديث لـ(لمدى)، إن استثمار مطار الناصرية سيكون له تأثير كبير على الحركة الاستثمارية، كما سيسهم في تطوير القطاعات الاقتصادية التي ترتبط بقطاع النقل، لذلك نحن بصدد عرضه للاستثمار أمام الشركات الراغبة بالعمل في مجال تقديم الخدمات في مجال النقل الجوي، لافتاً الى، أن بعض الشركات أبدت رغبتها للاستثمار، وتم تزويدها بالمعلومات المطلوبة لدراسة المطار كمشروع استثماري واعد، "خاصة وأننا سابقاً، كنا نواجه من المستثمرين في محافظة ذي قار، سواء أكانوا عرباً أم محليين، بالقول بضرورة وجود مطار مدني لتسهيل تنقلهم وعملهم وإيصال المعدات بصورة مباشرة الى مواقع العمل في أي مشروع، بدلاً من تفريغها في البصرة أو بغداد وإنفاق كلف إضافية لنقها الى محافظة ذي قار.
محافظ ذي قار يحيى الناصري، يدعو بدوره المستثمرين الى "توظيف إمكاناتهم في مشاريع استثمارية ضمن القطاعات الخدمية في مطار الناصرية، خاصة وأنه مطار يمتلك كل مقومات تسهيل العمل واستثماره يمكن أن يسهم في تطوير قطاعات النقل والسياحة والاستثمار والقطاعات الأخرى، فما تمتلكه المحافظة من أهوار وثروات نفطية وموارد أخرى، تستدعي وجود وسائط نقل متطورة".
الناصري يؤكد أيضاً في حديث لـ(لمدى)، أن مطار الناصرية، يكتسب اهمية في التأسيس لبنى تحتية تدخل في تشجيع السياحة والاستثمار وتطوير الصناعة النفطية من خلال الخدمات التي سيقدمها للشركات النفطية التي تعمل في المحافظة، لذلك فإن محاولة جذب الشركات الاجنبية وتشجيعها على الاستثمار في المحافظة، يتطلب أن تكون هناك وسائط نقل حديثة ومطارات قريبة من موقع العمل، لتسهل عملية نقل المعدات والمواد المطلوبة في تنفيذ المشاريع الاستثمارية، الأمر الذي نسعى لتطويره في عمل مطار الناصرية للارتقاء بالعمل من المحلية الى العالمية، ومنها إنشاء منطقة تجارية حرة، متوقعاً، أن ينعكس مشروع استثمار المطار إيجاباً على جميع القطاعات والمجالات الاقتصادية في المحافظة، ناهيك عن توفيره لفرص عمل كثيرة للخريجين.
من جهة أخرى، يعبّر رئيس مجلس محافظة ذي قار حميد الغزي، في حديث لـ(لمدى)، عن رغبة المحافظة برفع حجم مواردها المالية من خلال تشغيل مطار الناصرية، كما تم الاتفاق مع وزارة النقل، على أن تكون موارد المطار مناصفة بين الوزارة والحكومة المحلية في ذي قار وادارة المطار مشتركة، مشيراً في الوقت ذاته، الى الأهمية الاقتصادية الكبيرة لمحافظة ذي قار، كونها تضمّ العديد من المرافق السياحية، التي لو استثمرت بشكل صحيح، ستكون لها مردودات مالية هائلة للبلد، وتنهض بالوضع الخدمي والاقتصادي لأبناء المحافظة.
واستثمار المطار يأتي استكمالاً لخطوة ضمّ الأهوار والآثار في المحافظة للائحة التراث العالمي، كما يقول الغزي مواصلاً حديثه: "أن كل ما تقدم، مضافاً له أن الاستثمار لهذا المطار، سيسهم أيضاً، بخدمة الشركات النفطية العاملة في المحافظة، يحقق الجدوى الاقتصادية التي أنشئ من أجلها، خاصة وأن الناصرية لا تمتلك منفذاً حدودياً، وهي بهذا المطار، ستنفتح على العالم، كما نأمل بتحويل رحلات المطار من الداخلية الى الدولية في المستقبل القريب".
وبشأن أهمية استثمار مطار الناصرية، يبيّن الخبير الاقتصادي، وسام طاهر، في حديث لـ(لمدى)، أن محافظة ذي قار، تقع بين خمس محافظات وسطى وجنوبية (البصرة ـ ميسان ـ واسط ـ المثنى ـ القادسية)، وإن مجموع سكان محافظة ذي قار مع المحافظات المجاورة يبلغ 9.1 مليون نسمة، ولا يوجد مطار في جميع هذه المحافظات، سوى واحد فقط في محافظة البصرة، فيما معظم سكان هذه المحافظات، لا يمكنهم الوصول الى البصرة إلا من خلال ذي قار، وهنا تتجلى أهمية وجود مطارها واستثماره.
وتشير احصاءات لمكاتب السياحة في البصرة وذي قار، الى أن 60% من المسافرين من محافظة ذي قار، يسافرون عبر مطار البصرة.
ويؤكد طاهر، أن "اللجنة المشتركة التي ضمّت خبراء في قيادة القوة الجوية مؤخراً، أشارت الى إمكانية الاستخدام المزدوج للمطار على أن يقام المطار المدني في القسم الجنوبي من قاعدة الإمام علي الجوية، وعلى مساحة 20 ألف متر مربع، وبسعة مليون مسافر سنوياً، كون المطار يضمّ مدارج قادرة على استقبال الطائرات الكبيرة، منوهاً الى، أن اللجنة أكدت بأن إنشاء مطار مدني في القاعدة، لن يؤثر في استخدامها العسكري ولو بنسبة 1% حتى في المستقبل، عند استيراد المزيد من الطائرات العسكرية، وخصوصاً طائرات أف 16".
وعن فرص العمل التي من المتوقع أن يوفرها المطار، يرى طاهر أن "المطار يمكن أن يوفر بجميع مفاصله الأمنية والإدارية، قرابة ألفي فرصة عمل مباشرة، وعند التوسعة يمكن أن تصل الى 3 آلاف فرصة عمل، كما سيوفر فرصاً كثيرة بصورة غير مباشرة للقطاعات الساندة لنقل المسافرين، وتقديم الخدمات لهم، مما يساعد ابناء المحافظة في تنمية وتطوير مهاراتهم وخبراتهم في مجال الطيران المدني.
وكشفت حكومة ذي قار المحلية، أمس الأربعاء، عن تقديمها عروضاً للاستثمار لدى الفاتيكان، مشيرة الى، أن تلك العروض تضمّنت مشاريع مهمة عدة للمحافظة، سيما في المناطق الأثرية ومطار الناصرية، مبينة أن هناك زيارة خاصة للفاتيكان إلى ذي قار.
وسبق لوزير النقل كاظم فنجان الحمامي وأن رجّح خلال افتتاح مطار الناصرية، إمكانية تسيير رحلات أخرى مستقبلية باتجاه النجف ومشهد ومكة المكرمة من مطار الناصرية، كاشفاً عن موافقة الفاتيكان على انشاء فندق سياحي لاستقبال الحجّاج المسيحيين، أثناء زيارتهم بيت النبي إبراهيم الخليل في مدينة أور الأثرية.