انتهى حُلم التأهل الى نهائيات كأس العالم 2018 بعد أن سقطت من بين أيدينا كل حسابات المنطق ورسمت العشوائية والمكابرة والتخطيط البدائي لاتحاد الكرة ومن بعده الملاك التدريبي ملامح الوصول الى آخر مراحل النفق المظلم.
البداية كانت في عدم استشعار الاتحاد لحجم المهمة الملقاة على عاتقه في تحقيق إنجاز التأهل الى النهائيات بعد أن تعامل مع حملة التجهيز والتهيئة بروتين ممل بعيداً عن العلمية والمهنية بدءاً في اختيار الملاك التدريبي المناسب ومدى امتلاكه الخبرة والوسائل في قيادة المنتخب وسط منافسة شرسة تتطلب ان تتوافق أفكاره وخططه مع نوعية اللاعبين ولديه الرؤية في كيفية التعامل مع فرق المجموعة ، وبدلاً من ذلك فإنه رمى بالمسؤولية نحو لجنة المنتخبات الصورية في اسمها والمجردة من تأثيرها الحقيقي ومن ثم انفتح على مواقع التواصل الاجتماعي ليحصي عدد الأصوات المطالبة بهذا المدرب أو ذاك ، ليتحوّل الى المنفذ المطيع لكل الطلبات ، ويتحصّن بها كذريعة عند الخسارة !
وتتواصل عبثية التخطيط ، عندما سلّم مقدّرات المنتخب بيد الملاك التدريبي تحت عنوان ( عدم التدخل ) متناسياً دوره في المراقبة والتدقيق وتصحيح المسار عندما تثبت الوقائع والنتائج أن هناك قصوراً فنياً يتطلب معالجة فورية تحترم تاريخ الكرة العراقية وآمال الجماهير، ولا تتأثر بالمجاملات أو الخوف من بنود العقد أو الشرط الجزائي وأن هذا الإجراء لا يدخل في التقليل من المدرب او ملاكه وانما هي توضيحات ترسم له رؤية اكثر وضوحاً لتدارك الموقف قبل فوات الأوان.
ومع هذه السقطات الإدارية القاتلة.. تعاقبت الأخطاء وتشتت الجهود فتلاشى الزمن بين تجريب لاعبين ومعسكرات لا فائدة لها ، لنضرب رقما قياسيا في تغيير التشكيلة سواء في المباريات الودية أو الرسمية فضاع الاستقرار والانسجام وتحوّلت المهمة نحو تحفيز وشحن اللاعبين الذين تحمّل البعض منهم العبء الأكبر وقدموا كل خزينهم المهاري الذي اصطدم بضعف التوظيف لهم في الميدان فاصبحوا يجرون وراء الكرة ويستنزفون قواهم البدنية من دون أن يكون لهم تأثير فعلي على الخصم.
لا نريد التقليل من امكانية الملاك التدريبي ، إلا اننا نقول أن فلسفة عمله لم تكن تتناسب مع طموح ومشروع بناء منتخب بروحية وأداء فني جديد يواكب التطوّر العالمي وربما خانته الامكانيات والظروف حتى بات البحث عن عناصر مؤثرة بديلة في مراكز الضعف في الخط الهجومي ووسط الملعب عصياً عليه بعد استبعاد وابتعاد اسماء يونس محمود ونشأت أكرم وقصي منير وغيرهم.
باختصار، الاستقالة الطوعية لاتحاد الكرة والملاك التدريبي وحلّ المنتخب احتراماً لمشاعر الجماهير وتاريخ الكرة العراقية هي الرسالة الوحيدة التي يمكن أن تشكل انطلاقة جديدة في رحاب إحداث نقلة في تأسيس نهج حديث لبناء المنتخبات الوطنية تأخذ من الأخطاء درساً لها وترسم للمستقبل بمهنية بعيداً عن العلاقات والمحسوبيات أو التعكّز على الوضع المالي ونفاد الخزينة ، إنه منتخب وطن وليس "مُلك صرف" مسجّل باسم أحـــد !
منتخب خارج الحسابات !
[post-views]
نشر في: 29 مارس, 2017: 09:01 م