TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شبابيك: جريمة فـي شارع مريدي

شبابيك: جريمة فـي شارع مريدي

نشر في: 16 فبراير, 2010: 05:25 م

عبد الزهرة المنشداوي لا اعتقد بان هناك شارع في العاصمة بغداد يضاهي شارع (مريدي) الشهير في أعداد المواطنين والباعة الذين يرتادونه وصار علامة من علامات مدينة الصدر ووصلت شهرته ربما الى بلدان أخرى.من اهم ما يميزه الفوضى العارمة التي تكتنفه  والتي أدت إلى انحراف مسير سيارات النقل عن الطريق الرئيسي بسبب افتراش الباعة أرضية الشارع
 وسد الطريق وحتى بعد إزاحتهم بقيت سيارات النقل لا تغامر بالمرور عليه خاصة في أوقات ما بعد الظهر من شدة زحمة المواطنين . هذا الشارع شهد أكثر من مجزرة إجرامية قام بها أعداء العراق لإيقاع اكبر عدد من الضحايا الأبرياء مستغلين الحشود فيه ولكن ذلك لم يغير في الأمر شيئاً فقد بقي  الشارع وبقي رواده.الجمعة الماضية وبعد ان شهد الشارع الاستقرار ولم تتكرر حوادث استهدافه نتيجة انتشار قوات الجيش والشرطة الملازمة على طول الشارع سمعت من يتحدث عن قيام احدهم باستهداف ضابط من الجيش يقف مع جنوده في نقطة التفتيش القريبة من سوق الحي بداية مدخل شارع مريدي ووصفت لي امرأة كيف سقط وهو بين جنوده الذين لم يستطيعوا التحقق من الجهة التي أطلقت منها النيران والحزن الذي بان على وجوههم لسقوط زميلهم وصفتهم بالقول (خطية ).البعض ذكر بأنه أي، الضابط ، أصيب بواسطة كاتم صوت بينما ذكر آخر بأنه استهدف بواسطة (قناص)!! ما يهم انه حادث محزن ومخل بأمن الشارع أخلالاً كبيرا بعد فترة الهدوء والسلام التي حظي بها. سألت اكثر من مواطن ومواطنة عن تفسيره ورأيه فيما إذا كانت هذه الجريمة من نوع الجريمة السياسية أو ان تعزى الى  ثارات شخصية كثيرا ما حدث مثلها  في مدينة الصدر وكنت جل ما أخشاه ان تكون حادثة تريد خلط الأوراق السياسية خلال الانتخابات التي لم يبق على أجرائها غير بضعة أسابيع ما يجعل الأمور غاية في التوجس والخوف والعودة الى تلك الأيام الدامية ليس في شارع مريدي فحسب بل في  العراق.ومن خلال تساؤلاتي انتحى احدهم جانبا بي ليقول : ان الأمر على غير ما تعتقد وعندما استفسرت منه أجابني بالقول ان هناك عدداً من العسكريين لا يتعاملون مع المواطن كما يجب التعامل فيستغلون الصفة التي هم عليها ليفرضوا على الآخرين ما لا يمت لعملهم بصلة.اعتقد، والقول لمحدثي، ان الضابط القتيل لم يكن مستهدفاً بل كان غيره ولكن تبادل الأماكن مع ضابط آخر جعل منه الضحية وان المستهدف الآن في غير مكان وقد شكا منه لعله في سوق مريدي. المطلوب من الجهات ذات العلاقة ان يكون اختيارها للأشخاص في هكذا أماكن على مهنية عالية وتعامل وفق القانون اما التعرض للمواطن فيجعل من الأمور على عكس ما يراد منها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram