نقاش جمعني مع أحد الشخصيات الرياضية المعروفة بعد نهاية مباراة منتخبنا الوطني بكرة القدم أمام المنتخب السعودي ، وانتهت بهدف وحيد لصالحهم أنهى رسمياً أملنا في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018 ، فبعد أن أبدى أسفه لنتيجة المباراة والظهور المحبَط لمنتخبنا بكامل عدّته وعديده وإن اختلفت المسمّيات، قال إن " من يريد الكتابة حول هذا الموضوع من رجال الإعلام لابدَّ له أن يُصاب بالحيرة لأن مواضيع الاتحاد والمدرب والخبرة قد استهلكت تماماً ولا جديد فيها كما هو الحال بعد كل نكسة كروية وإن كانت هذه التصفيات هي الأشدّ قسوة على جمهورنا وإعلامنا الرياضي".
الحقيقة إن ما قاله هذا الرياضي ينطوي على شيء من الحقيقة المرّة ويفرز ما في الأنفس من مرارة كنتيجة طبيعية لمأساة مررنا بها وتجرّعناها مُرغمين إلا أن الحال لا يُحتمل أن تكون الاشارات سلبية في التعاطي والإجابات لشرح مسببات الإخفاق فقط والصمت ونسيان كل شيء بعدها ، وكأن المسؤول عنها مُحصّن من أية طائلة برسم القانون الخارجي الذي يحميه بموقعه ولتذهب آمال ومشاعر الجماهير الى الجحيم ، والأصح من كل ذلك هو أننا لسنا في غابة ونطلب الانتقام والنيل من المسؤولين عن تهاوي اللعبة الأولى الأكثر شعبية في العراق ونزولها الى الدرك الأسفل ولكن الإمعان في الخطأ والفشل لابد له أن يثمر عن ردّة فعل تكمن في ترك فسحة من الأمل للغير ليعمل ويجدد ولا تحتمل أن نتعامل مع الشخوص بكل سلبياتهم وأعذارهم التي أكل عليها الدهر وشرب.
وهنا نستصرخ فيهم وازع الحرص والانسانية والمواطنة ليثبتوا لنا حُسن التصرّف في الوقت المناسب بموقف خالد للايثار يعلنون فيه تخليهم عن المناصب التي شغلوها بطيب خاطر وشجاعة الفرسان ، ولا زلنا نأمل منهم ذلك دون أن نكتب ونذكر ونعيد رسم الكلمات ، فلا بد لهم أن يدركوا مدى الحزن الذي تسببوا فيه لجمهورنا ورياضتنا على حدٍ سواء ويتركوا للتاريخ سابقة شجاعة تخلّدهم وليس حالات ميؤوس منها للتشبّث بالفشل على حساب المنافع الشخصية والمراهنة على النسيان ما أن تطل بطولة أخرى برأسها !
واستطيع أن أثبت وأوثِّق لهم أن فعلتهم التي ننتظرها منهم ستكون بمثابة شرارة الانطلاق الحقيقية لإصلاح البيت الرياضي العراقي المتهالك بمختلف الألعاب وليس كرة القدم وحدها ، فجميع من يفشل أو أعتاد وأدمن النكسات الرياضية سيضعكم نصب عينيه ويعيد تكرار تصرّفكم المشرّف في الوقت المناسب ليفسح المجال أمام الأقدر والأنسب ليعمل ويطوّر، أما إذا حدث العكس لا سامح الله وبقى الوضع على ما هو عليه ، وكأنك يا أبا زيد ما غزيت فإن جدول الإخفاقات ستتوارثها أجيالكم ويظل جمهورنا ناقماً عليكم ونصوم عن النصح والحديث معكم نزولاً عند رغبة الأخ الرياضي المعروف أو نقنع انفسنا بتشجيع ومتابعة الفرق الأخرى التي تطوّرت وعبرتنا بمراحل ، ونفوِّض أمرنا الى الله.
إخفاقات متوارثة
[post-views]
نشر في: 31 مارس, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
اختيار نواف سلام رئيساً للحكومة اللبنانية
البرلمان يُنهي القراءة الثانية لقانون الموازنة ويرفع جلسته
"تقدم" تقاطع جلسات البرلمان احتجاجاً على عدم إدراج قانون العفو العام
مصير قانوني العفو العام والأحوال الشخصية "غامض": لا اتفاق سياسياً على التمرير
التجارة تطلق وجبة جديدة من الطحين لصالح البطاقه التموينية
الأكثر قراءة
الرأي
من المسألة الصهيونية إلى التحدي الفلسطيني: ماهي الوسيلة نحو الانعتاق الذاتي وبناء الذات
محمد صبّاح (1-2)في نهاية القرن التاسع عشر، كانت أوروبا تمر بتحولات فكرية واجتماعية عميقة، حيث نشأت أفكار جديدة تتعلق بالهوية القومية والعرقية، وعلاقتها بالدولة. في هذا السياق، ووسط الأزمات التي كان يعيشها اليهود في...