TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إخفاقات متوارثة

إخفاقات متوارثة

نشر في: 31 مارس, 2017: 09:01 م

نقاش جمعني مع أحد الشخصيات الرياضية المعروفة بعد نهاية مباراة منتخبنا الوطني بكرة القدم أمام المنتخب السعودي ، وانتهت بهدف وحيد لصالحهم أنهى رسمياً أملنا في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018 ، فبعد أن أبدى أسفه لنتيجة المباراة والظهور المحبَط لمنتخبنا بكامل عدّته وعديده وإن اختلفت المسمّيات،  قال إن " من يريد الكتابة حول هذا الموضوع من رجال الإعلام لابدَّ له أن يُصاب بالحيرة لأن مواضيع الاتحاد والمدرب والخبرة قد استهلكت تماماً ولا جديد فيها كما هو الحال بعد كل نكسة كروية وإن كانت هذه التصفيات هي الأشدّ قسوة على جمهورنا وإعلامنا الرياضي".
الحقيقة إن ما قاله هذا الرياضي ينطوي على شيء من الحقيقة المرّة ويفرز ما في الأنفس من مرارة كنتيجة طبيعية لمأساة مررنا بها وتجرّعناها مُرغمين إلا أن الحال لا يُحتمل أن تكون الاشارات سلبية في التعاطي والإجابات لشرح مسببات الإخفاق فقط والصمت ونسيان كل شيء بعدها ، وكأن المسؤول عنها مُحصّن من أية طائلة برسم القانون الخارجي الذي يحميه بموقعه ولتذهب آمال ومشاعر الجماهير الى الجحيم ، والأصح من كل ذلك هو أننا لسنا في غابة ونطلب الانتقام والنيل من المسؤولين عن تهاوي اللعبة الأولى الأكثر شعبية في العراق ونزولها الى الدرك الأسفل ولكن الإمعان في الخطأ والفشل لابد له أن يثمر عن ردّة فعل تكمن في ترك فسحة من الأمل للغير ليعمل ويجدد ولا تحتمل أن نتعامل مع الشخوص بكل سلبياتهم وأعذارهم التي أكل عليها الدهر وشرب.
وهنا نستصرخ فيهم وازع الحرص والانسانية والمواطنة ليثبتوا لنا حُسن التصرّف في الوقت المناسب بموقف خالد للايثار يعلنون فيه تخليهم عن المناصب التي شغلوها بطيب خاطر وشجاعة الفرسان ، ولا زلنا نأمل منهم ذلك دون أن نكتب ونذكر ونعيد رسم الكلمات ، فلا بد لهم أن يدركوا مدى الحزن الذي تسببوا فيه لجمهورنا ورياضتنا على حدٍ سواء ويتركوا للتاريخ سابقة شجاعة تخلّدهم وليس حالات ميؤوس منها للتشبّث بالفشل على حساب المنافع الشخصية والمراهنة على النسيان ما أن تطل بطولة أخرى برأسها !
واستطيع أن أثبت وأوثِّق لهم أن فعلتهم التي ننتظرها منهم ستكون بمثابة شرارة الانطلاق الحقيقية لإصلاح البيت الرياضي العراقي المتهالك بمختلف الألعاب وليس كرة القدم وحدها ، فجميع من يفشل أو أعتاد وأدمن النكسات الرياضية سيضعكم نصب عينيه ويعيد تكرار تصرّفكم المشرّف في الوقت المناسب ليفسح المجال أمام الأقدر والأنسب ليعمل ويطوّر، أما إذا حدث العكس لا سامح الله وبقى الوضع على ما هو عليه ، وكأنك يا أبا زيد ما غزيت فإن جدول الإخفاقات ستتوارثها أجيالكم ويظل جمهورنا ناقماً عليكم ونصوم عن النصح والحديث معكم نزولاً عند رغبة الأخ الرياضي المعروف أو نقنع انفسنا بتشجيع ومتابعة الفرق الأخرى التي تطوّرت وعبرتنا بمراحل ، ونفوِّض أمرنا الى الله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram