قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إن إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد أولوية لسياسة واشنطن في سوريا، فيما يعد تغييراً كبيراً عن موقف إدارة الرئيس الأمريكي، السابق باراك أوباما من القضية. وقالت السفيرة نيكي هايلي "أولويتنا لم تعد البقاء ه
قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إن إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد أولوية لسياسة واشنطن في سوريا، فيما يعد تغييراً كبيراً عن موقف إدارة الرئيس الأمريكي، السابق باراك أوباما من القضية. وقالت السفيرة نيكي هايلي "أولويتنا لم تعد البقاء هناك وإبعاد الأسد عن السلطة. أولويتنا هي البحث عن كيفية إنجاز الأمور، ومن نحتاج أن نعمل معه لإحداث فرق حقيقي للشعب السوري".
وأضافت "لا يمكننا بالضرورة التركيز على الأسد كما كانت الإدارة السابقة تفعل".
وكان موقف الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما، منذ بداية الصراع في سوريا، أن الأسد يجب أن يرحل. وبحلول سبتمبر/ أيلول 2015 عدلت إدارة أوباما موقفها بصورة طفيفة، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري، إن الأسد يجب أن يرحل، ولكن توقيت ذلك يجب أن يحدد عن طريق المفاوضات.
قالت نيكي هايلي مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة "أولويتنا لم تعد البقاء هناك وإبعاد الأسد عن السلطة"، من جانبها رحبت الحكومة السورية بالتصريحات الأمريكية التى أشارت إلى أن أولوية واشنطن، لم تعد إزاحة الرئيس بشار الأسد. وأعرب وزير شؤون المصالحة الوطنية على حيدر في تصريح خاص لراديو "سوا" الأمريكي أمس الجمعة - عن استبشار دمشق بالموقف الأمريكي الجديد، مضيفاً " أن الإدارة الأمريكية، مضطرة لإجراء مثل هذه الانعطافات في سياستها تجاه سوريا، وأن الأمر متعلق بالعلاقات الروسية - الأمريكية بالدرجة الأولى". وتابع الوزير السوري قوله "إن دمشق كانت تنتظر مثل هذا التحول الأمريكي الذي سينقل واشنطن من كونها طرفاً في الصراع إلى راع للحل في سوريا." وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، قد صرح في تركيا، بأن مصير الأسد يحدده على المدى الطويل الشعب السوري، وعقب اجتماعه في أنقرة مع الرئيس رجب طيب أردوغان ووزراء بارزين في الحكومة التركية، قال تيلرسون إنه «لا مسافة» بين تركيا والولايات المتحدة في ما يخص عزمهما هزيمة تنظيم داعش.
وقال تيلرسون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو "ما ناقشناه اليوم هو الخيارات المتاحة لنا. إنها خيارات صعبة. ولأكن صريحاً للغاية... إنها ليست سهلة... إنها خيارات صعبة يجب أن نتخذها".
وقال تشاووش أوغلو، إن واشنطن قبلت بعدم وجود فرق بين «وحدات حماية الشعب» و«حزب العمال الكردستاني». وأدان تيلرسون هجمات شنها «العمال الكردستاني» في الآونة الأخيرة لكنه لم يقرّ بما قاله تشاووش أوغلو. وقال، إن محادثاته ركزت على إنشاء «مناطق آمنة» في سورية ليتسنى للاجئين العودة إلى وطنهم، وإنه يجري بحث عدد من الخيارات في شأن تأمين تلك المناطق. وتؤوي تركيا أكثر من مليوني سوري، ودعت منذ فترة طويلة إلى إنشاء مناطق آمنة، لكن الفكرة لم تنل الكثير من التأييد من الحلفاء الغربيين، الذين يتساءلون عن كيفية إقامة مثل تلك المناطق من دون وجود عسكري أجنبي كبير.
وقد انتقدت المعارضة السورية على لسان، فرح الأتاسي، عضو الهيئة العليا للمفاوضات، الرسائل المتناقضة التي يبعثها البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية.
وقالت الأتاسي للصحفيين في جنييف، إن "الولايات المتحدة يجب أن تضع ضغوطاً على روسيا، وأن تنظر إلى المعارضة السورية المسلحة كشريك يعتمد عليه ضد الإرهاب، قاصدة بذلك ليس تنظيم داعش فقط، ولكن أيضاً، الميلشيات المدعومة من إيران مثل حزب الله والحرس الثوري الإيراني".
وقالت الأتاسي، إن المعارضة السورية عقدت اجتماعاً ناجحاً جداً، الخميس، مع مايكل رانتري مبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط ، على هامش محادثات السلام في جنييف، وإنها تقدر دور الولايات المتحدة كشريك وحليف في الأعوام الستة الماضية.
من جانب آخر قال الجيش التركي يوم الجمعة، إنه سيواصل جهوده للحيلولة دون تشكل أي "كيان غير مرغوب فيه" في سوريا حتى بعد انتهاء عمليته العسكرية في شمالها. وأضاف في بيان "نواصل عملياتنا لحماية أمننا القومي والحيلولة دون (وجود) أي كيان غير مرغوب فيه والسماح لإخوتنا السوريين المشردين بالعودة إلى بلادهم والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة." وأعلنت تركيا بدء عملية درع الفرات في شمال سوريا، قبل أكثر من ستة أشهر، لإبعاد مقاتلي تنظيم داعش عن حدودها ووقف تقدم المقاتلين الأكراد.