TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لكي لا يَصدُم الفيفا الوزير !

لكي لا يَصدُم الفيفا الوزير !

نشر في: 1 إبريل, 2017: 03:35 م

استفزّ إقصاء منتخبنا الوطني لكرة القدم من الدور الحاسم لتصفيات بطولة كأس العالم روسيا 2018 إثر إمتلاكه أربع نقاط يتيمة ضيّقت حساباته في مجموعته عقب خسارته الأخيرة من مضيفه المنتخب السعودي الذي وسّع آماله بإنجاز التأهل الخامس في تاريخه ، استفزّ شرائح مختلفة من العراقيين الذين طالب أغلبهم بتحميل اتحاد الكرة المسؤولية الكاملة لإهماله تحضير اللاعبين ثلاثة أشهر للفترة من كانون الأول 2016 إلى شباط 2017 ، وسماحه باستمرار الملاك التدريبي برغم تشاؤم السواد الأعظم من المتابعين لنتائج عمله وتكهنهم المسبق أن الأسود لن تعود لمستواها المعهود.
ربما نجد ألف عذر وعذر للجماهير إذا ما خرجت عن صوابها ورمت الانتقادات على عواهنها مستغلّة جميع المنافذ المتاحة لتصل أصوات غضبها الى المقصّرين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل sms وبقية البرامج المجانية المتاحة في أجهزة الاتصال الشخصية ، لكن أن ينتفض إثنان من نجوم الكرة العراقية المعروف عن صراحتهما وتشخيصهما دقائق الأمور في منظومة اللعبة من دون التورية في لقاءين منفصلين ضمن برنامج ( ستوديو الجماهير ) لقناة دجلة وتزداد قوتهما بجلد الحقيقة الموجعة التي تسبّبت بمقتل أمل كرتنا في التصفيات الثامنة عبر تاريخها منذ تأهلها للمرة الأولى والأخيرة الى المكسيك عام 86 ليقرّا بتحكّم المليشيات بمقدّرات أشخاص متنفذين في قرارات مجلس إدارة اتحاد كرة القدم ، السلطة التنفيذية لمنظومة اللعبة ، واستعدادهما لمواجهة أي شخص ينفي ذلك بالأدلة والوقائع ، فهذا الاعتراف بحاجة الى وقفة حازمة بعدما كان يتردد عبر البرنامج نفسه أو غيره وحتى بين أوساط الجماهير عن تأثير المليشيات وسطوتها على اتحاد كرة القدم من دون أن يسند أحدٌ قوله هذا بواقعة أو معلومة أو شهادة حيّة مثلما قدّمها يونس وإبراهيم.
بتقديري أن تلك الاتهامات ظلّت سائبة لسنين طويلة من دون إثبات رسمي يجري التحقيق فيه لكشف المتورّطين والمساندين والمتآمرين على مصلحة الكرة العراقية سواء من داخل مقر اتحاد كرة القدم أم خارجه ، فكلما انتكست اللعبة على يد مدربي الوطني أو الأولمبي وبقية اشقائهما سرعان ما توجّهت أصابع الاتهام الى رئيس واعضاء الاتحاد لضعف مقدرتهم على انتشال المنتخبات الوطنية وتهميش كفاءات مستقلة لا تنوي إزاحتهم عن مواقعهم في يوم ما بقدر حرصها على إدامة زخم القوة للاعبي منتخباتنا وإنهاء التراجع المخيف في التصنيف الدولي وإعادة رسم سياسة كروية صحيحة تبدأ من مراكز الإعداد للفئات العمرية وتمر عبر الأندية وتنتهي بالمنتخبات ، لكن أن يرفع يونس عبد علي يده وليس اصبعه ويشير بثقة متناهية الى أن الاتحاد يعاني تدخلات في شؤونه ويحتمي بالمليشيات المتواجدة في غرف الأعضاء ، ويؤكد معلومته إبراهيم سالم ويضيف مقترحاً بفتح مكتب في بغداد لحماية الرياضيين، الأمر بالفعل يحتاج الى تحقيق فوري من أعلى مسؤول في الرياضة الوزير عبدالحسين عبطان الذي ينبغي أن يكون شريطا البرنامج صباح اليوم التالي على طاولة مكتبه ويباشر باستدعاء رئيس الاتحاد عبدالخالق مسعود ويونس عبد علي وإبراهيم سالم لبيان تفاصيل أكثر عمّا أثير في سياق انتقادهما للاتحاد ليتخذ الاجراءات المناسبة في حال ثبت صحة إدعائهما.
نستغرب بشدة كيف تمرّ هذه المعلومات وغيرها على مسمع وزير الشباب والرياضة المتابع النهم للبرامج الحوارية أكثر من تفاعله مع ما يُطرح في الصحافة من آراء قيمة ومقترحات كما نعرف من خلال مكالماته الهاتفية للمداخلة أو رسائل التعقيب عن قضية ما ، كيف فات عليه وضع الإعلام والجمهور في دائرة الاهتمام بالموضوع حتى وإن كانت المعلومات غير دقيقة ، ليدفع في الأقل شبهات التقصير عن وزارته كون مقر اتحاد كرة القدم يقع ضمن المساحة الكبيرة لمقر الوزارة وتتحكّم بابٌ واحدة كما يفترض في مسألة دخول وخروج المراجعين فمن أين تدخل المليشيات وتتخذ مجلسها في مقر الاتحاد كما يؤكد يونس وأيّده إبراهيم في البرنامج المذكور؟!  
وإذا كان الجو الديمقراطي في عراقنا اليوم يُنعش المستفيدون منه فقط، كيف يزعم الوزير عبطان في مقابلة قبل ثلاثة أعوام بُعيد خسارة المنتخب في خليجي 22 أنه من حق الجماهير أن تتظاهر وتعبّر عن مشاعرها تجاه منتخب الوطن وتطالب بالإصلاح ، والجماهير تستعد خلال اليومين المقبلين للتحشّد أمام مقر اتحاد كرة القدم ومرآه شخصياً وموظفي الوزارة في تظاهرة سلمية تنشد تغيير سياسة البلادة التي اعتمدها الاتحاد في كل إخفاق مرير ، ومنح الثقة للكفاءات كي تضع برامج النجاح للمنتخبات الوطنية ، ألا يبادر لطمأنة الجماهير بموقف حازم ومسؤول، أن ساحة الرياضة آمنة وخالية من الطارئين ؟
عليك يا وزير الشباب أن تسارع لإعادة النظر وتحسم الأمر قبل أن يصدمك الفيفا هذه المرة بذريعة جديدة أن " رفع الحظر عن ملاعب الكرة أيسر من تهمة حظر الدخول الى بيتها!   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أبو أثير

    الموضوع الذي أثاره اللاعب الدولي يونس عبد علي وزميله ابراهيم سالم بتدخل الميليشيات المسلحة في أعمال أتحاد كرة القدم ... هي ليست وليدة اليوم أو عبر تصريح اللاعبان الدوليان في برنامج أستوديو الجماهير لمقدمه الشاب الجريء حيدر زكي ... بل أن الموضوع سبق أن عبر

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram