علي القيسيارتدت اعمدة الكهرباء في الشوارع والتقاطعات العامة، ومثلها واجهات البنايات العالية، حلة زاهية ، وجميلة من خلال اعلانات الدعايات الانتخابية ، التي هي بالوان متباينة، واحجام متنوعة, فضلا عن صور كبيرة لبعض المرشحين بلقطات مختلفة، تارة تبرز ضحكاتهم المفتعلة، واخرى وهم في ازياء عديدة منها الزي العربي "الكوفية والعقال"،
وفي غيرها يرفع احد المرشحين يده محيياً "جماهيره وانصاره".حتى كادت بغداد على سعتها تصبح بحراً يموج باعراس حقيقية ، وهي فعلا اعراس انتخابية رائعة. واحسب انه في ظل هذا العدد الهائل من المرشحين والشعارات البراقة، سوف يصاب الناخب بالحيرة في اختيار ما يطمئن اليه في هذا المحيط المترامي الذي تسبح به اللافتات وهي تحمل امنيات حالمة, لكن "ليس كل ما في المرآة يستحق الرؤية. ولا كل ما يسبح في المحيط سمك يؤكل لحمه؟! الامر الملفت في كل هذه الشعارات المطروحة امام الناخبين انها متشابهة ومشتركة وتسر الناظرين. وجميعها اكدت ملف الخدمات ، من ماء وكهرباء وتأمين صحي، وبعضها اعلن عن مشاريع لتزويج العزاب من المواطنين.. وتشترك اغلب اللافتات ايضا باناقة واضحة وهي غالية الثمن! وقد تكون تكاليفها مبالغ هائلة ، وما الضير في ذلك أليس العرس مكلفا للجيوب؟!والغريب ان بعض شعارات توفير الماء والكهرباء والخدمات الاخرى رفعها مرشحون من البرلمان الحالي والسؤال الان ما الذي منع السيد النائب المحترم من تنفيذ كل ذلك خلال عضويته للبرلمان في دورته المنتهية؟ ام هي مجرد شعارات تهدف الى استقطاب الناس البسطاء ومغازلة احلامهم؟ في خضم زفة العرس هذه ، التي ترتفع حماها كلما اقتربنا من يوم الفصل -7 آذار- ، تدق قلوب بعض المرشحين بقوة من دون توقف ، بل يكاد قلب بعضهم يقفز من صدره ساعة اعلان النتيجة، التي انتظرها على احر من الجمر ، وسعى من اجلها باذخا ًلها الغالي والرخيص من امواله. وهذه هي سنـّة الانتخابات التي هي الوجه الاجمل بين وجوه الديمقراطية. من المؤكد في نهاية المطاف سيذوق طعم الفوز عدد محدد من المرشحين، مثلما سيصاب العدد الاكبر منهم بالاحباط بعدما خاب ظنه بالناخبين الذين ضيعوا عليه لحظة قطف الفوز، ليسقط رهانه حتى سنوات قادمة. اذن العرس متوقف في جانب من جوانبه على رضا الناخبين الذين تتحكم بهم رغبات وحاجيات اساسية، مثلما يتوقف الفوز على المرشح نفسه ، اذ كلما كان قريبا من آمال الناس حظي بصوتهم. وهذا كله يأتي في وقت مغاير عما كان عليه الوضع عام 2005 حيث منح اغلب الناخبين صوتهم مجانا تحت تأثير عواطفهم ، الان الناخب سيمنح صوته -وصوته من ذهب – لمن يرى فيه المستقبل الزاهر له ولابنائه.
كلام ابيض :حتى موعد الزفة
نشر في: 16 فبراير, 2010: 05:56 م