لم أكن أتمنى أن يخرج رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية رعد حمودي بتصريح عبر الزميلة (الملاعب) يعبّر عن وهن الموقف الرسمي للجنته وحذره الشديد شخصياً باعتباره جزءاً فاعلاً من تاريخ كرة القدم العراقية، التي تتعرّض اليوم إلى حملة جماهيرية لحل مجلس إدارتها الذي خسر الثقة بعمله سواء خرج أنفارٌ من المحتجين أو الآلاف في التظاهرة طالما، أن الفشل واضح للعيان ولا يمكن للاتحاد، أن يجد التبرير للتغطية عليه أو معالجته ببيان أقبح مما اقترفه في ملف المنتخب الوطني.
المسؤول الرياضي بموقع رئيس اللجنة الأولمبية يعني الكثير في عالم الرياضة اليوم، باعتباره معنيّاً بشكل مباشر عن أيّ ضرر مادي أو معنوي يلحق بأيّ جزء منها، وغير مقبول منه إبعاد الأنظار عن دور لجنته في أزمة لا يمكن تهوينها أو التقليل من تأثيرها في الشارع الرياضي وتشظياتها التي لا تحمد عقباها، بعد أن توعّد أحد قادة التظاهرة، أن يكون التحرّك أقوى في الأيام المقبلة.
لا يكفي رئيس اللجنة الأولمبية مشاطرته الجماهير الحزن على ضياع فرصة التنافس للاستئثار ببطاقتي مونديال روسيا أو الملحق، أو الطلب من الاتحاد نفسه مراجعة أوراقه والاستماع الى النقد، فكلا الطلبين لا يدل على معالجة عميقة للأزمة، بل هروب خجول وتراجع كبير يؤسف له ولا يستقيم مع القيمة المعنوية للمنصب، ورؤيته للأحداث من زاوية مصلحة البلد وليس الأشخاص، فالاتحاد كيان مستقل لا غبار على ذلك، وإن تتصرّف هيئته العامة بمصير رئيسه واعضائه أيضاً، هو كلام سليم، لكنّ كلا الطرفين، مجلس الإدارة والعمومية، محاسبان أمام المسؤول الأول في الرياضة، إذا ما أخفقا في تحقيق النجاح وخلّفا مشاكل جمّة تنم عن سوء اتخاذ القرار وتسطيح المهام وإيكالها إلى أشخاص ليسوا بالقدر العلمي والفني المؤهلين للإنجاز، فكيف نأمل الإصلاح من اتحاد اعتاد أن يبرر الفشل ولا يسمح بالتدخل في شؤونه؟
كلا يا رئيس اللجنة الأولمبية، موقفكم الخجول هذا يشجّع الاتحاد على المضي بلملمة الفضيحة وتجاهل مشاعر الرأي العام ومواصلة ارتكاب الأخطاء التي يرافقها هدر كبير للمال العام الذي تمنحه أولمبيتكم، ولست أدري، أي مفهوم ينطلق منه دعمكم اللوجستي للاتحادات، هل اصبحت المنتخبات كالبضائع ترد إلى اصحابها إن خسرَت وكسدَت ؟! إن كان الجواب بلا، إذن لماذا احتضنتم المنتخب الأولمبي وحرصتم أن لا أحد يمّس كيانه الفني أو المالي أو الإداري، ثم ألَمْ تجاهلون آراء كثيرة من الهيئة العامة لاتحاد الكرة، وجدت استفرادكم بمقدّرات الأولمبي سطوة ذات أبعاد عدّة وتهميشاً لدور الاتحاد واستلاباً لشخصية المنتخب المعنوية؟!
أصارحك القول، لم يحزننا انهيار حلم التأهل الى المونديال بقدر حزننا على تعامل اللجنة الأولمبية الوطنية تحت قيادتك وأنت تكمل (أمس الثلاثاء) ثماني سنوات منذ اختيارك مسؤولاً لها أوّل مرة، في الرابع من نيسان عام 2009، وكنا نتأمل منك دوراً كبيراً لإحياء اللعبة التي عرفك الناس من خلالها، أبداً لا يمكن تبرير هذا الضعف بقيود النظام الداخلي واللوائح التي تحكم تسيير شؤون اتحاد كرة القدم، فاللقاءات الإصلاحية لقائد مثلك سبق أن قال (لا) لانتخابات الكرة في نادي الصيد يوم السابع والعشرين من حزيران عام 2004 اعتراضاً على شخوص بعينهم والطريقة التي شكّلت بها الكتلة المنافسة والمنهج الذي سار به مجلس الإدارة في وقته برئاسة زميلك حسين سعيد لم يأت من فراغ أو كانت لمصلحة انتخابية ضمن جبهة الانقاذ! ذلك لا يعفيك من الانسلاخ عن اللعبة، بل لابد أن تباشر غداً بتفعيل دور لجنة الخبراء المشكلة لتقييم الاتحادات وتكلّف الخبير المختص بشؤون اللعبة "الأمين" أحمد عباس لتضييف رئيس اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات والمباشرة بدراسة ملف المنتخب الوطني وتجلس بينهم بصفتين، قائد منتخب الأمس بكل تاريخك المفعم بالإنجاز، وقائد الرياضة المخلص لبحث مخرج لمنتخب اليوم بمشورة وليس وصاية تُعرض على الهيئة العامة التي تنتمي اليها ومنحتك التمثيل عبر نادي الشرطة في وقتها لتنال شرعية لولوج الأولمبية، فكيف تدير ظهرك لها؟
لدينا الثقة الكبيرة، أن هناك استجابة واعية لتحرّك الرئيس حمودي هذه المرة ليكون جزءاً من حل أزمة كرة القدم ولا يرضى لنفسه الفُرجة أو تمرير تصريحات خجولة في مرحلة خطيرة يُعد فيها سكوت الأولمبية اسهاماً شريكاً في ترك الساحة لتصرّفات غير محمودة العواقب!
خجل حمودي لا يحمد عقباه!
[post-views]
نشر في: 4 إبريل, 2017: 03:55 م
جميع التعليقات 1
أبو أثير
لا توجد ثقة بالسيد رعد حمودي رئيس اللجنة ألأولمبية العراقية ... من أنجاز أي عمل رياضي يعيد مسار الكرة العراقية بمسارها الصحيح ... والسبب هو كون السيد حمودي أدار الرياضة العراقية بعصى كان يمسكها من الوسط وعلى مدى 8 سنوات وبالتوافقية والتردد وعدم المجابهة ف