بعــد أن سـطــع نجمه على مدار الأحد عشر عاماً الماضية، اصبح اسم (معرض أربيل الدولي للكتاب) قبلة ومقصداً لمختلف دور النشر، التي تحرص على التواجد في هكذا محافل أدبية وفكرية وثقافية. أكثر من ثلاث مئة دار نشر ومؤسسة مهتمة بهذا الشأن، حرصت على المشاركة في

بعــد أن سـطــع نجمه على مدار الأحد عشر عاماً الماضية، اصبح اسم (معرض أربيل الدولي للكتاب) قبلة ومقصداً لمختلف دور النشر، التي تحرص على التواجد في هكذا محافل أدبية وفكرية وثقافية. أكثر من ثلاث مئة دار نشر ومؤسسة مهتمة بهذا الشأن، حرصت على المشاركة في الدورة الثانية عشرة لمعرض الكتاب في مدينة أربيل.
من بين تلك الدور، كان هناك حضور لافت لدور ومؤسسات معرفية، أبت إلا أن تحجز لها مكانة في كرنفال أربيل، كما أشار (مهيار كردي) مدير دار (مؤمنون بلا حدود) للنشر والتوزيع اللبنانية، التي تشارك في معرض أربيل للكتاب للمرة الأولى، وعن اهمية المشاركة، قال كردي: إن دار مؤمنون من المؤسسات الفتية في عالم الكتاب، فلم يمض على تأسيسها سوى عامين فقط، حيث عكفت منذ تأسيسها على التواجد في معرض أربيل للكتاب. مستدركاً: لكن الاستعدادات التي تليق بهذا المكان، منعتنا من أن نكون حاضرين في الدورة السابقة، مما جعلنا نعد العدّة بشكل أكبر، لأن نكون متواجدين في هذه الدورة، وها نحن هنا اليوم، نعبّر عن شعورنا بالسعادة والفخر على هذا التواجد. مضيفاً: أن الدار عزّزت حضورها بقرابة المئتين عنوان، تنوّعت ما بين الفلسفة والفكر إضافة الى مجلتين دوريتين.
وتوقع كردي، أن تحقّق هذه الدورة، نجاحاً باهراً، بعد الارتياح الذي لمسه من قبل أهالي المدينة لإقامة هذا الكرنفال، اضافة الى توفر كافة الظروف التي تعزّز من فرص نجاح هذه الدورة، بعد أن تمت الدورتان السابقتان في ظروف بالغة الصعوبة.
بعد أن كانت تشترك في الدورات السابقة من المعرض عن طريق التوكيل، ها هي حاضرة اليوم بين أروقة الدورة الثانية عشرة، بعد أن رأت أن ذلك هو ضروري هكذا قال (شريف جوزيف رزق) مسؤول جناح (دار التنوير) التي تشترك بأكثر من (250) عنواناً في أول ظهور مستقل لها. وعن انطباعه عن الدورة الثانية عشرة، قال رزق: لا يمكن الحكم على نجاح هذه الدورة من عدمه في اليوم الأول، لكن جميع المؤشرات تدل على أنها ستكون مثالية بعد الاهتمام الكبير من قبل أعلى المستويات الرسمية في البلاد، فكما شاهدتم، أن ادارة اقليم كردستان عمدت الى توفير كل فرص النجاح، فقد اعطى تواجد السيد رئيس الإقليم في حفل الافتتاح، دعماً معنوياً للناشرين. مشيراً: الى أن معرض أربيل، يعد نافذة للوصول الى السوق العراقية، التي تعتبر إحدى أهم اسواق الكتاب في الوطن العربي. مضيفاً: أن القارئ العراقي مهتمٌ بجميع الإصدارات، سيما الفكرية منها والتي تهتم دار التنوير بإصدارها.
أما حبيب الضعضي مسؤول جناح (الطليعة الجديدة ) التي تشترك هي الأخرى للمرة الأولى، في فعاليات معرض أربيل الدولي للكتاب، عزّز ما اشار اليه زميله في دار التنوير، لافتاً الى اهتمام القارئ العراقي، بنتاجات المعرفة الفكرية، مما جعل دار الطليعة، تحرص على أن تكون حاضرة في هذه الدورة، كون أن إصداراتها تتناسب مع شهية القارئ العراقي المتعطش للإصدارات الفكرية . الضعضي أشاد بمستوى التنظيم الذي حظيت به هذه الدورة، وهذا ما يدل على الاستعداد الجيد لهذا الأمر الذي يبشر بنجاحها كما قال.
وعن مدى رضاه عن الإجراءات التنظيمية المتّبعة من قبل إدارة المعرض، قال الضعضي: إن جميع الإجراءات التي تقوم بها إدارة معرض أربيل للكتاب تجري بمنتهى السلاسة بدءاً من المطار، وصولاً الى الجانب التنظيمي وليس انتهاءً بتعامل أهالي المدينة مع ضيوفهم، كل هذا يجعلنا نحرص على تكرار تجربتنا في مدينة
أربيل .
مشاهدات
الأولى: ما أن أعلن عن انطلاق الفعاليات، حتّى تدفق المئات من المواطنين لأجنحة المعرض تتقدمهم بعض المدارس الابتدائية وعدد من رياض الأطفال، وهي بادرة تنمُّ عن حرص الإدارات على تنشئة جيل واعٍ متعلم تربطه علاقة وثيقة بالكتاب منذ الصغر. الثانية: منذ الساعات الأولى، بدأ الإقبال بالتزايد على شراء واقتناء الكتب، بمختلف الاختصاصات، مايدل على أن القراءة والمعرفة والإطلاع أكبر من الأزمة المالية والاقتصادية التي يعانيها مواطنو الإقليم. الثالثة: مجموعة من الشباب العاملين في المعرض، نظّموا دبكة كردية فلكلورية بالزي الكردي، وأخرى للجوبي العربي وبالزي العربي التقليدي، في بادرة تضفي روح المحبة والإخوة على أجواء المعرض وأيامه التي ستكون حافلة بمبادرات
كهذه.