اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تأملات فـي الشعر: الجميل والجليل

تأملات فـي الشعر: الجميل والجليل

نشر في: 7 إبريل, 2017: 09:01 م

(1-4)

كان مطلوباً من الشاعر حتّى وقت قريب، أن تكون مفاهيمه عن الحياة واضحة، معروفة، أحادية الجانب، سياسية بوضوح، وجودية بشكل محدّد، اجتماعية صارمة،… إلخ. لم يكن متيسّراً أن تكون مفاهيمه ومعتقداته، بل انشغالاته العميقة أكثر تعقيداً وتداخُلاً من مخطط الماضي الذي، فلنقل، كان تبسيطياً نوعاً ما. إشكالية راهنة ملموسة بشكل جديّ ومُقْلِق.
°°
كل شاعر ميّت لم يُثَّمَنُ، يحتقر معاصريه.
°°
متى يحوز المرء هذه الصفة العليا: الشاعر؟ عندما يَعْرف أو يَتلمّس في العتمة ملامح ما يَعْرف.
°°
الشعر ليس ذكرى، إنه تذكار.
°°
أحياناً، أسوأ الشعراء هم الذين يُتقنون تقنيات اللغة والمعجم، والأوزان فيما سبق، دون روح جموح. ولعل أسوأ الرسّامين هم الذين يعرفون تقنيات الرسم، الضرورية بالطبع والتي يمكن تعلمُّها، كما في الشعر، دون روح أيضاً، ودون رؤيةٍ وفكرٍ، وأحياناً بروح شرس متعالٍ، معهود، للأسف، عند الرسّامين العرب أكثر من الشعراء.
°°
دائماً ما نجد في الماضي الأدبيّ بعض "السوريالية" أو كلها. (دمعة عرجاء من عين عوراء غنيمة). مثل من أمثال العامة في زمن الثعالبيّ، (التمثيل والمحاضرة).
°°
من الواضح أن بلزاك لم يكن ميّالاُ إلى الشعراء، مع أنه ذكر ملاحظات صحيحة، ما زالت راهنة، تماماً.
°°
أثناء ترجمة مقتطفات واستشهادات (حول الفنّ الشعريّ)، ترى أن أسوأ صورة قُدّمت لشاعر في العربية، هي صورة الفرنسيّ فيكتور هيغو. ثقافياً ومعرفياً: هيغو يتجاوز كثيراً صورة رومانسيّ (أحدب نوتردام) التي فُسّرتْ عربياً أيضا بميوعة وأيّما ميوعة وهشاشة.
°°
ما على الشاعر تعلُّمه، آجلاً أم عاجلاً، هو تجاهُل معاصريه، بهذا القدر وذاك. نجاحه عبر رضاهم آنيّ، مؤقت، ولعله زائف في النهاية.
°°
أيّ يقين يجعل الشاعر يعتقد أنه خير من معاصريه، وأنه أعلى منهم شاناً، وأنه يتجاوزهم، وقد أيقن أن التاريخ لصالحه حتى لو حَطّ من قدر كل أحد؟ الشاعر سعدي يوسف مثال جيد. إنه يقين ميتافيزيقيّ.
°°
الشاعر "الشهير" في العالم العربي، يرغب بأتباع ومريدين له. الشعر لا يَحتمل ذلك أبداً، بسبب طبيعته النافرة التي تشكّ ولا تحتمل أيّ يقين جدير وضروري لوجود الأتباع والمريدين نفسه.
°°
بعدئذ، تُدْرك ان الشعرَ مفهومٌ يتعلق بالأحرى بتعاطي العالم ورؤيته، وليس شكلاً أو تقنية، لذا تَمحّي الحدود بين الأنواع عند الحديث عن (الشعريّ)، ومن هنا يطلع مفهوم (الشعريات)، بكل بساطة.
°°
بعضنا، من الشعراء وغيرهم، يقترب من الموت، وهو يمتلك تصوّرات زائفة عن نفسه. كارثة وجودية.
°°
لا أظن أن أحداً يضع فناناً، شاعراً، مفكراً، كبيراً، أو في الأقل جاداً، ويتعامل معه وفق التصنيفات المرجعية: الدينية، أو الطائفية، أو الجغرافية أو اللغوية أو العرقية. أبداً. إن المتلقين، حتى العرب الأحياء القلائل، يتجاوزونها وليس لها اعتبار في أذهانهم.
°°
عندما يتنكّر اليوم الوسط الثقافي في العالم العربيّ (للقيمة) التاريخية والأخلاقية، وخاصة الروحية للشعر والشاعر، خلافاً للعالم أجمع، فهو أقرب إلى الابتذال مما هو إلى الرصانة، أقرب للرطانة والإغماء. نستشهد هنا بكلمة لصلاح ستيتيه، تصلح للمقام: "الباحثون عن الصلابة مُلّاكٌ. الباحثون عن السيولة شعراء".
 °°
في الشعر العربيّ المعاصر، كم أكذوبة يا تُرى ترتِّل بصوت نبويّ في حواضر المدن المخرّبة؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram