اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > موقف عراقي ناقص حيال سوريا

موقف عراقي ناقص حيال سوريا

نشر في: 8 إبريل, 2017: 05:42 م

adnan.h@almadapaper.net

توافق رئيس الوزراء ووزارة الخارجية العراقية  وحكومة إقليم كردستان على موقف حيال التطورات الأخيرة في سوريا، هو في الواقع نصف موقف، فالاطراف الثلاثة اختارت أن تمسك العصا من الوسط،  فيما الوضع يتطلّب موقفاً آخر، فسوريا مهدّدة بالخراب الشامل والشعب السوري يواجه خيار الفناء أو خيار اللجوء الى المنافي.
لا يكفي أن يندّد  رئيس الوزراء،  ومثله وزارة الخارجية وحكومة إقليم كردستان، باستخدام السلاح الكيمياوي في مجرى الصراع السوري - السوري، ولا الدعوة الى التحقيق لتحديد المسؤولية. استخدام السلاح الكيمياوي سواء كان من فعل النظام أو من صنع  معارضيه إنما هو  من نواتج هذا الصراع، وهذا الصراع ما كان له أن يتطوّر الى مستوى تدمير مدن وأحياء بكاملها وموت سكانها أو فرارهم الى ما وراء الحدود وجعل سوريا برمّتها لعبة كرّ وفرّ للقوى الإقليمية والدولية متباينة المصالح ومتعارضة الأهداف، لو أن النظام السوري كان قد اتّخذ موقفاً مختلفاً حيال الحراك الشعبي الذي انطلق منذ ست سنوات من أجل إصلاح النظام السياسي باطلاق الحريات العامة والانتقال الى نظام حكم ديمقراطي بعد  نصف قرن من ديكتاتورية متوحشة حوّلت سوريا من دولة واعدة بشعب مرفّه الى دولة فاشلة  يقف نظامها على أبواب  العواصم القريبة والبعيدة مستجدياً الطحين والزيت .... والسلاح الذي يستخدمه في قمع شعبه.
كان على مَنْ يقدّمون أنفسهم بوصفهم أصدقاء لسوريا وشعبها أن  يبذلوا جهودهم لاقناع النظام السوري  بالتفاعل ايجابياً مع استحقاق الاصلاح، فإن فشلوا في هذا تعيّن عليهم الضغط عليه، أو دعوته في الأقل، لاستقالة رأسه، بشار الأسد، حفظاً لحياة الشعب السوري ومصالح الدولة السورية.
مطلب استقالة الاسد أصبح ضرورة ملحّة لأنقاذ سوريا من المصير الرهيب الذي يتربّص بها مع تمسّك الأسد بالسلطة  وإصرار داعميه الاقليميين والدوليين ( إيران وروسيا)  على إبقائه  تحقيقاً لمصالحهم وليس مصالح الشعب السوري.
في هذا الإطار يبدو الموقف الذي أعلنه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، هو الأنضج عراقياً بدعوته الى أن تكفّ الولايات المتحدة وروسيا وسواهما أذاها عن سوريا، وفي الوقت نفسه الى استقالة بشار الاسد بقوله: " لعلي أجد من الإنصاف أن يقدّم الرئيس بشار الأسد استقالته وأن يتنحّى عن الحكم حباً بسوريا الحبيبة ليجنبّها ويلات الحروب وسيطرة الارهابيين، فيعطي زمام الأمر الى جهات شعبية نافذة تستطيع الوقوف ضد الارهاب لانقاذ الاراضي السورية
بأسرع وقت ليكون له موقف تاريخي بطولي قبل أن يفوت الأوان".
هذا الضبط ما كان يتوجب أن يكون عليه موقف الهيئات الرسمية العراقية، مستعيدة خبرة التاريخ العراقي بالذات، فقبل أربع عشرة سنة (2003) وقبل ست وعشرين سنة ( 1991) كنّا نحن العراقيين قد واجهنا وضعاً مماثلاً عشية حرب تحرير الكويت وعشية حرب إسقاط نظام صدام وقبلهما في حقبة الحرب ضد إيران، كنّا ندعو صدام الى الاستقالة ليجنّب  العراق ويلات الحروب المدمّرة،وسعى غيرنا بمن فيهم زعماء دول إقناعه بذلك، ولم يفعلها ، فكان  أن تسبّب في كل هذا الخراب الذي لم ينقطع منذ تلك التواريخ البعيدة...  ولا يُراد له أن ينقطع..
هل كنّا سنكون بكل هذا الخراب لو صدام كان قد استقال؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    استاذ عدنان حسين منذ متى ومواقف حكومة غلمان الأحتلال لهم مواقف ثابتة وغير ناقصة وأولهم حيدر العبادي عندما كان يواعد المتظاهرين ضد الفاسدين وهم حيتان الفساد كما اطلق عليهم من وزراء ونهاب وناهبات حكومة التنك والفافون في البرلمان اللا وطني الطائفي اللا عراقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram