يعقد وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى اجتماعاً في ايطاليا يتوقع أن تهيمن على جلساته قضية إيجاد موقف موحد من الصراع في سوريا عقب الهجوم الكيماوي الذي وقع في سوريا الأسبوع الماضي.ومن المقرر أن يركز المجتمعون على كيفية ممارسة الضغط على روسيا للنأي
يعقد وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى اجتماعاً في ايطاليا يتوقع أن تهيمن على جلساته قضية إيجاد موقف موحد من الصراع في سوريا عقب الهجوم الكيماوي الذي وقع في سوريا الأسبوع الماضي.
ومن المقرر أن يركز المجتمعون على كيفية ممارسة الضغط على روسيا للنأي بنفسها عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما سيطلب وزراء الخارجية توضيحات من الولايات المتحدة حول سياستها في سوريا، بعد ما بدا أنه رسائل متناقضة ترد من واشنطن.
وعشية الاجتماع، وجّه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون انتقاداً حاداً للسياسة الروسية، إذ قال إن روسيا فشلت في منع وقوع الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون الواقعة تحت سيطرة المعارضة الذي راح ضحيته 89 قتيلا من بينهم أطفال.
وقالت روسيا إن المعارضة هي المسؤولة عن الهجوم لأنها كانت تخزن أسلحة كيماوية في مخزن للأسلحة استهدفته غارة جوية سورية، بينما تتهم جهات أخرى الحكومة السورية باستهداف البلدة بأسلحة كيماوية.
وقال تيلرسون فيما بعد إنه لا تغيير للموقف العسكري في سوريا وإن أولوية الولايات المتحدة هي هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. وجاءت هذه التعليقات بعد أن صرحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بأنه لا سبيل إلى استقرار سوريا مع بقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة. وكانت المندوبة قد صرحت الأسبوع الماضي بأن إسقاط نظام الأسد لم يعد أولوية أمريكية.
وتضم مجموعة الدول السبع الكبرى كلا من كندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة إضافة إلى ممثل عن الاتحاد الأوروبي يشارك في اجتماعات توسكاني في ايطاليا.
ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية جيمس روبنز إن الاجتماعات في ايطاليا سيطغى عليها البحث عن طرق لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف الدعم العسكري للرئيس السوري بشار الأسد وتسريع عملية الانتقال السياسي. ومن المتوقع أن يُثير وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون خيار فرض عقوبات على موسكو إن لم تغير موقفها، بحسب مراسلنا. يذكر أن روسيا تواجه بالفعل حزمة من العقوبات الأمريكية والأوروبية بسبب أزمة القرم وأوكرانيا. من جانب آخر هدد مركز للقيادة المشتركة يضم روسيا وإيران وتحالفا لجماعات مسلحة ويدعم الرئيس السوري بشار الأسد بالرد على أي هجوم أميركي جديد على سوريا، معتبرا أن الضربة الأميركية لقاعدة الشعيرات تجاوزاً للخطوط الحمراء.
وأطلقت الولايات المتحدة عشرات الصواريخ على قاعدة جوية سورية يوم الجمعة قالت إن هجوما داميا بأسلحة كيماوية شُن منها الأسبوع الماضي مصعدة بذلك الدور الأمريكي في سوريا ومثيرة انتقادات من جانب حلفاء الأسد ومنهم روسيا وإيران.
وجاء في البيان الذي نشره مركز القيادة المشتركة على موقع الإعلام الحربي التابع له "إن ما قامت به أميركا من عدوان على سوريا هو تجاوز للخطوط الحمراء، فمن الآن وصاعداً سنرد بقوة على أي عدوان وأي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل أي كان وأميركا تعلم قدراتنا على الرد جيدا."
من ناحية أخرى، ألقى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون اللوم في ذلك على التقاعس الروسي قائلا إن موسكو لم تنفذ اتفاقاً أُبرم عام 2013 لتأمين الأسلحة الكيماوية في سوريا وتدميرها.
وقال إن الولايات المتحدة تتوقع أن تتخذ روسيا موقفا أكثر صرامة ضد سوريا عن طريق إعادة النظر في تحالفها مع الأسد لأنه "كلما وقع أحد هذه الهجمات المروعة تقترب روسيا بدرجة ما من المسؤولية عنه." وقال مركز القيادة المشتركة في بيانه كذلك إن وجود القوات الأميركية في شمال سوريا "غير قانوني".
وتابع البيان "روسيا وإيران لن تسمحا لأميركا أن تهيمن على العالم وتفرض نظام القطب الواحد عبر استمرار العدوان المباشر ضد سوريا عن طريق خرق القوانين الدولية والعمل خارج إطار الأمم المتحدة، وستقفان في وجه أميركا بكل قوة ولو بلغ ما بلغ.."
وينظر العديد من السوريين الذين يعارضون حكم الأسد إلى حزب الله اللبناني والقوات المدعومة من إيران على أنها قوات احتلال طائفية، ويحملون إيران وحلفاءها مسؤولية تهجير الملايين إلى خارج البلاد.
وينظرون إلى روسيا كذلك باعتبارها محتلا أجنبيا أدت غاراتها الجوية العنيفة على مناطق تسيطر عليها المعارضة إلى قتل آلاف المدنيين.