تحدثنـا عن الفنانـة الرائدة صديقه الملايـه وهي تترك لنـا نتاجات غنائية من المقامات والأغاني العراقيـة , لاحظنا هـذه الفنانـه التي كانت لها قنـاعة أساسية بأداء المقام العراقـي وتصميماً على الثبات بكـل شجاعة .. للمساهمة فـي أيجاد عالـم جمالي أفضل للأداء المقامي نـراه بوضوح فـي نتاجات خليفاتها مـن النساء اللاتي كانت اقربهن سليمه مراد كجيـل اخر جـاء بعـد جيـل صديقه الملايـه بالرغم من تقاربه نسبيـاً .. ولحقبة تطورية مستمرة كانت نتاجات سليمه مراد من الاغاني اوضح تسجيلاً واكثر نظامـاً وأفضل نوعية من حيث البناء اللحني والموسيقى للأغنية العراقية
rn.. ولكن هذه الأغاني بقى معظمها يـدور فـي فلـك ايقـاع الجورجينـه الثقيل العراقيشلون شلون يالله – مومني كل الصوج . ولكن سليمه مراد بهذه النتاجات كانت تبحث عن لحظات متعددة من المتعة .. لحظات تلغي اشياء كثيرة وتنشيء بدلاً عنها عالماً جديداً مليئاً بالخيالات والتأملات ، وفوق كل ذلك تبرز سليمه مراد من خلال نتاجاتها ، أكثر سعة وامكانية وروعة ..ان نسبة كبيرة من الشعر الغنائي وألحان هذا الشعر وغنائه في هذه الحقبة من التحولات .. تصور انعكاسات الحياة المعاشة بصدق عفوي ، وكنتيجة طبيعية ، كانت سليمه مراد انعكاس طبيعي لهذه الاتجاهات الفكرية والجمالية وهي تعيش حقبة التحول ، شأنها في ذلك شأن معاصريها رجال ونساء . فقد غنت الكثير من أغاني العتب واللوم مثل أغاني – الهجر مو عاده غريبه – مليان كل كلبي حجي – خيه لوصي المار – ليش ليش– هو البلاني – وين المروه – ذوب وتفطر – هذا موانصاف منك ، التي تتواصل معها بمقام البنجكاه – كلبك صخر جلمود – يعاهدني – تنكر غرامي – حكم العشك … وقد كانت سليمه مراد في هذه الأغاني وغيرها تبحث عن التحول الذي تهدف إليه المرأة العراقية .. وبذلك فقد شاركتها في هذه التطلعات اقرانها من النساء المغنيات .. وهناك مواضيع اخرى في أغانيها مثل أغاني مناجاة الحبيب مثل – يانبعة الريحان – ياحمام الدوح – ونراهـا تغني فـي الندم أغنية – جان الكلب ساليك – و – مومني كل الصوج .. أما في موضوع خيانة الحبيب فنراها تغني - يادموعي سيلي – ياهل خلك – ثم تبكي الحبيب وتتوسل إليه فتغني له – يادمعتي بين الجفون – ويل كلبي – ساعدوني يارفاكه – من همي نحل جسمي – لبجي وهيم الروح – نوحي عالعافوج – خدري الجاي خدريه – نعيمه – أما في أغاني الغزل فنراها تكثر فيه فتغني أغاني مثل – نوبه مخمره- علشوملي – ايها الساقي – ان شكوت الهوى – طولي ياليله – منك يالاسمر – يالماشي الله وياك – والاخيرة فيها غزل ونصيحه … ثم تعرج سليمه مراد على موضوع أغاني الفرح فتغني – هاليوم الدنيا زهت – ياهله – شلون شلون بالله – وفي جمال الطبيعة غنت أغنية على شواطي دجلة .ان عملية تنوع المواضيع وان كانت دوافعها طبيعية باعتبارها انعكاساً طبيعياً للحياة، هـذا التنوع يفرضه الذوق في أي زمن ويتطلبه الحس المرهف ويحتاجه الفنان لأمــورعديدة، لعل في مقدمتها تأكيد مقدرته واتساع موهبته لتشمل مواضيع عدة ومن ثم نكسب اكبر قدر من المستمعين ، فأن هذا التنوع ضروري لتجربة جديدة في هذه الحقبة كتجربة الأداء النسوي الممتعة في الغناء المقامي للتحول وغالباً ما ، كان غناؤنا وموسيقانا في حقبة التحول يتسم بالشجن والنجوى ، كما أن الكلام المغنى كان على العموم وفي معظم الاحيان تتلائم معانيه مع المسارات اللحنية الموضوعة له لتصوير هذه المعاني المرتجاة التي يجسدها المؤدي أو المؤدية بصوتها وتعبر عنها ..ان لغة جميع أغاني سليمه مراد، تذكرنا بالمضامين التعبيرية المقامية، التعابير البغدادية – التعابير العراقية.. وفي هذه الأغاني نفهم أن سليمه مراد تصور تأكيداً تعبيرياً.. على أننا يجب أن ندرك الحاضر وأن نعيش فيه لاقصى طاقة ممكنة .. وعليه يمكننا القول أن هذه الأغاني وكل نتاجات سليمه بصورة عامة.. مرجعها عراقي.. في الشكل والمضمون.. في الكلام واللحن والأداء.. أن التغيير الذي طرحته حقبة التحول معروف بطبيعته.. فالمسيرة بدأت من جديد وهي تتجه نحو الاجود.. وهكذا يستمر التطور الفني لغنائنا وموسيقانا. ففي بعض أغاني الغزل أو الفرح التي غنتها سليمه مراد .. تتحول فيها الأغنية مع نصها الشعري واللحني والادائي من ركود نسبي للحياة إلى مشاريع تعبيرية متفائلة.. أن مهمة الفنان الاصيل.. هي إعادة الحياة الطبيعية لموسيقى وغناء بلده وطرحها إلى العالم .. كما أنه لايقبل أي تشويه في حقائق التعبير الوطنية.. فهو يحاول جاهداً بأن تكون كلمات غنائه وألحان أغنياته واداؤه لها .. أساساً جديداً أو إعادة الاكتشاف الأصلي لغناسيقى بلده.. ولذلك نرى أن معظم أغاني هذه الحقبة تكون فيها العلاقة بين العملية الأدائية سواء للأغنية أم للمقام ككل مع الشعر المغنى واللحن الموضوع في غاية الأهمية، ونلاحظ ذلك بوضوح في معظم أغاني ونتاجات سليمه مراد.. وفي هكذا مستوى من الأعمال ، نستطيع أن نصل بها إلى قمة الانجاز .. وبه يستطيع الفنان الواعي، ان يتحرر من
سليمة مراد.. وروح الغـنـــاء الكــــلاسيكـــي
نشر في: 17 فبراير, 2010: 04:30 م