rnعادل الهاشمي rnrnالصوت النسوي العراقي بقي يعمل طبقا لمداراة خالصة خصته بها الاراء النقدية على امتداد حقبة زمنية كاملة. ان هذه الاراء كانت متأثرة بالمرأة نفسها.. بل انها عدلت عن تناول الصوت المغنى في المرأة! انما تناولت غناءها من خلال انوثتها وجمالها وبقيت العواطف الزائدة هي التي تتولى طرح الاراء في الصوت النسوي.. فهي طفح مريب من الوجدانات الكاذبة كثيرا ما دارت عجالة الحاجة العاطفية:rn
rnاما نطاق الخبرة والمعارف والاحتكام الى القواعد الاساسية في فن الغناء فبقيت محاطة بتلك الانشغالات الهاشمية التي زينت الغناء في انوثة المرأة المغنية لا في صوتها! ان النقد الفني يتشكل من خلال الموضوع الفني.. ولتعترف ان الانتشار السهل لتلك الاراء الناقمة عمل على محاصرة النمو الفني في الصوت النسوي العراقي. ان الحواس الانسانية الماهرة وهي تبدو كقوى للكائن البشري، كان لابد لها من ان تنمي وتنتج.. فهي تهدف الى تحسين المعرفة وإماطة اللثام عن خصوصيات العمل الفني. الا ان هذه الحواس انحصرت في تجريبية ضيقة غير متلمسة ولا زاهية..عملت على اشهار تقاليد محددة تبنت مهمة الدفاع عنها. بقيت العلاقة بين الصوت النسوي والاراء السطحية المحزنة حيث اندمجت في مشاطرة جاهلة لفترة طويلة من الوقت! ان الصوت النسوي اظهر مقاصده الفنية بطريقة سهلة ولم تكن الاراء التي واجهت هذه المقاصد الا احكامها مستعارة لا من صوتها وقواعده الفنية والعلمية.. انما هي مستعارة من كائنها ايضا! ان الاراء هذه نجحت تماما في شطب الادوار الفنية التي يلعبها الصوت النسوي في الغناء وباشرت في التعبير عن الاعجاب بالادوار التي تلعبها المرأة المغنية.. انها اراء مارست تأويلاً ارغامياً على نحو متدهور ورث.. المناخ السيكولوجي والاجتماعي اسهم في خلق هذه الاراء المجاملة دوما للصوت النسوي على حساب الحقائق والمصنفات الفنية وقواعدها وشروطها. ان مجالات التأويل الناشطة التي مارستها الاراء النقدية فيما يخص المحتوى الفني للصوت النسوي العراقي عملت على ان تبعد الفن الغنائي من حظيرة المعاني الاساسية الخاصة بكل قيمة صوتية. بل ان هذه الاراء جعلت من الاصوات النسوية حتى التي ليست لها قيمة فنية – تلاوة سحرية واداة جمال او تعبير! مترفا عن المتعة النموذجية. ان الجانب التدميري الذي من الغناء النسوي وطوقه هو ان هذه الاراء النقدية لم تكن التمرين الاكبر لها.. فثمة اصوات نسوية يقود نبراتها الغنائية كائن مجهول يجعل من هذه الاصوات اداة له! لايعرفون الصدق لأنهم لم يمارسو المعاناة الفنية الحقيقية.. ان اصواتهم المتواضعة المختنقة العاجزة الخالية من لمسات الاصالة والتألق.. ليست فيها اية مسحة للمجاهدة او المران.. انها أصوات تزوغ باستمرار من الرئات الانسانية التي تمس شغاف القلوب وتهتز لتوافقات الالحان، انها كيانات تنتسب الى الفن بشكل مدبج ناقص وركيك. ان الواقع الاجتماعي اسهم بدفع كثير من هذه الاصوات الى الانتماء الهش للغناء وبقيت الحياة الفنية تتحمل العبء الاكبر في دفع هذه النماذج اللافنية الى منحدرات بعيدة عن مواقع فنهم الذي ارتبطوا به! في الفترة التي امتدت ما بين عام 1917 وحتى السنوات الاخيرة من الاربعينيات اتخذ الفن الغنائي وطنه في اصوات معدودة، لقد برزت اسماء كثيرة من المغنيات..لكن المدهش حقا ان الكثير الغالب من هذه الاصوات كانت متواضعة في كلشيء!في مقالنا هذا سنقصر في الحديث عن اربعة اصوات نسوية عراقية كان لها شأن فاعل في حياتنا الفنية بالرغم من السياقات النقدية الساذجة التي احاطتها الاراء انذاك اصوات: زكية جورج، سليمة مراد، زهور حسين، وصديقة الملاية وسيكون مقالنا المقبل عن الاصوات النسوية الحالية.rnrn rnrn rnزكية جورج بدأت حياتها الفنية راقصة واستمرت في اداء هذا الفن ثم نزحت من مدينة حلب ما اختها الى بغداد عام 1920 تتلمذت على يد الملحن الكبير صالح الكويتي الذي دربها وبذل جهدا خارقا في اعدادها لأداء اصول الغناء ولحن لها اجمل الاغاني واستمرت في الغناء حتى عام 1942 حيث عادت الى مسقط رأسها في مدينة حلب. صوت زكية جورج من الاصوات الجميلة الرخيمة الدافئة المتمكنة الجذلة.. لها اقتدار في الانتقالات بين نغم واخر حيث تسري في نبراتها حلاوة خاصة وهي بهذه الصفات كانت متأثرة تماما بمدرسة منيرة المهدية في الغناء بالرغم من فارق المساحة الصوتية بينهما.. فأن منيرة المهدية تفوقها في المساحة.. ولما ظهرت ام كلثوم وجدنا تأثرات المدرسة الكلثومية تأخذ طريقها الى حنجرة زكية جورج.. كما انها تأثرت في جواباتها بالصداحات الفنية التي تصعد اليها باقتدار حنجرة المطربة اللامعة فتحية احمد.. ينتمي صوت زكية جورج الى القسم الثاني من الاصوات النسوية، وهو "السوبرانو" أي الندى الثاني ولكن على الطريقة الشرقية. في صوتها الذاهب في الاسماع تكمن همة فنية.. وهي ان استمرارها في الغناء يدفع نبراتها الى المنح والعطاء.. الا ان هذه النبرات سرعان ما تتكدر في القفلات الغنائية على نحو لاتخطئه الاسماع... من اشهر اغانيها (وين رايح وين – تاذيني- انا من كولن آه- يهل خلك من شاف حبي وعرفه –يا من تعب ما شكه –يا بلبل غني لجيرانك –من غير اهل حبيت انا) وغيرها. rnسليمة مراد نبوغ في فن الغناء واقتد
الاصوات النسائية في الغناء العراقي
نشر في: 17 فبراير, 2010: 04:37 م