ضمن المنهاج الثقافي للدورة الثانية عشر لمعرض الكتاب في أربيل أقيمت جلسة حوارية لمناقشة آفاق التواصل بين مشرق العالم العربي ومغربه حملت عنوان (ملامح التواصل الأدبي بين المشرق و المغرب العربي ) أدارها الاعلامي علي وجيه تحدث فيها كل من الروائي العراقي ب
ضمن المنهاج الثقافي للدورة الثانية عشر لمعرض الكتاب في أربيل أقيمت جلسة حوارية لمناقشة آفاق التواصل بين مشرق العالم العربي ومغربه حملت عنوان (ملامح التواصل الأدبي بين المشرق و المغرب العربي ) أدارها الاعلامي علي وجيه تحدث فيها كل من الروائي العراقي برهان الشاوي والروائي الجزائر سمير قسيمي . الذي بيّن أن الأدب الجزائري هو أحد أهم أنواع الأدب في المغرب العربي فإن الهوية الأدبية للشعب الجزائري هي هوية مركبة أثرت على الأدب كما أشار قسيمي فيما تبدو من الظاهر هوية عربية لكنها في الحقيقة مكونة من الهويتين العربية والامازيغية .
اشار الروائي الجزائري أن الاختلاف واضح بين الثقافتين المشرقية والمغربية للوطن العربي مشيرا الى أن اللهجة الجزائرية خير دليل على هذا الاختلاف في الثقافات وهذا ما يؤدي الى اختلاف الأدب .
الامازيغية تنقذ لغة العرب في بلاد المغرب
بعد أن منعت السلطات الفرنسية التي احتلت الجزائر منعت الحديث بأية لغة غير لغة المحتل حصل ذلك في العام 1918 كما أشار قسيمي إلى أن اللغة العربية اضمحلت و شارفت على انقراض لكن دور الزوايا الصوفية التي كان يديرها الأمازيغ أسهمت في حفظ هذه اللغة من الزوال لتعزز الحركة المعرفية بعد الاستقلال من تقوية مكانة اللغة في المجتمع عبر البعثات الدراسية اضافة الى الكوادر التعليمية التي كانت تدرس في البلاد من العراقيين والمصريين على وجه الخصوص.
الفكر يبرز اللغة في البلاد العربية
فيما أشار الروائي برهان شاوي الى أن الأحزاب التي تشكلّت في العالم العربي بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الامبراطورية العثمانية أسهمت في تقوية مكانة اللغة في جميع مفاصل الحياة ولاسيما الأدبية منها بعد أن كانت اللغة التركية هي المتسيدة للمواقف. كما أن تلك الأحزاب تمكّنت من تشكيل الظواهر الفكرية . مضيفا: أن هناك لغات أخرى تكتب في العراق و الدول الأخرى لم تأخذ نصيبها الكافي من الاهتمام كالكوردية والامازيغية .
شاوي ذكر أيضا أن الأدب أحد العوامل التي عزز التواصل بين المشرق والمغرب العربي فالتصور العام عن الشعوب انبثق عبرالادب. مستدركا: لكن علينا التعرف أكثر على أدب الآخر الذي تغير و تطور كثيرا . لافتا الى أن الجوائز الادبية العربية كانت نقطة لالتقاء الأداب التي تعرّفت على بعضها البعض .
عوائق التواصل
الروائي الجزائري عاد وذكر ان هناك اسبابا عديدة أسهمت في إحداث نوع من القطيعة بين المغرب والمشرق العربي ولاسيما في المجال الأدبي ومنها إن الذائقة الأدبية لجماهير المشرق العربي مكتفية ذاتيا ومنغلقة على نفسها وهذا ما جعلها تعزف على تذوق الأدب المغاربي بكل انواعه اضافة الى الفوقية التي يتعامل بها الشرقيين مع النتاجات والاصدارات الادبية التي تصل من الجهة الاخرى. متابعا: كما أن الاهتمام بما يقدم من نتاجات مغاربية يتم عن طريق الواجهات الرسميّة دون الانشغال بالبحث في أعماق الشارع الثقافي لدول المغرب ، كل ما ذكر إحدث فجوة عميقة يجب ردمها بكل الوسائل . مؤكدا أن كل ما ذكر لا يمنع من وجود تقصير من قبل الساحة الثقافية في المنطقة الغربية من جسد الوطن العربي .
المداخلات
س/ كيف يمكن تجسير الهوة بين العالمين الشرقي والغربي في الوطن العربي ادبيا على الأقل .
ج / شاوي: علينا تقبل المجتمعات الاخرى على طبيعتها بغية خلق فرص ومناخ للتواصل معها وتقبل الحقيقة كما هي دون حذف جزء من تفاصيلها .
س/ أين تكمن حرية المرأة في الثقافة المغاربية
قسيمي : للمرأة مكانة خاصة ومميزة داخل المجتمعات المغاربية والتي انعكست على واقع الثقافة ولاسيما في المجتمع الجزائري الامازيغي الذي منح لها دور كبير لم نجده في الضفة الشرقية من الوطن العربي . ففي مناطق معينة من الجزائر تسمى البيوت بأسماء النساء إضافة الى أن الرجال هم من يغطوا وجوههم وليس النساء كما معمول به في الشرق . ناهيك على ان حظوظ زواج المرأة المطلقة أو الارملة أكبر من الباكر ، كل ذك شكل مكانة عظيمة للمرأة المغاربية أسهمت في رفع شأنها لمقامات
عالية .
س / ألا تعتقدون أنّ البحث عن المشتركات القومية تسبب في دمج الثقافات المختلفة.
ج / قسيمي : البحث عن مشتركات في اي مسألة ليس بالامر السلبي وانما التطرف في ايجاد هذه المشتركات يسهم في خلق مشاكل حتى مع النظريات والافكار الجميلة.
شاوي/ ان المشاريع التوعوية الفكرية جاءت من المغرب العربي الى شرقه . فعملية مراجعة التراث المغاربي نوقشت في تسعينات القرن المنصرم في حين لم يتم مناقشة مراجعة التراث الشرقي للعالم العربي إلّا بعد الاحداث الاخيرة التي عصفت في المجتمعات الشرقية من العالم العربي .
مداخلة : عبدالرحمن رمضان أستاذ جامعي : عملت في التدريس الجامعي في الجزائر لسنوات عديدة كما ذهبت في زمالة جامعية الى المغرب ولدي اطلاع كبير على الشارع الثقافي في تلك الدول . ما أودّ قوله ان المثقف المغاربي اعمق من المثقف الجزائري بسبب اطلاعه الكبير على النتاج العالمي مما اسهم في توسيع افقه ..