جميل مشاريبعيدا عن كل ما قيل عن زواج المطرب المتألق من سلطانة الطرب سليمة مراد او كما يحلو للبعض بتسميتها بـ ( سليمة باشا ) ونقصد به هنا الفنان ناظم الغزالي وعن فارق العمر..و..و.. المهم انه الحب الذي جمع قلب الاثنين وتتوج بالرباط المقدس واصبحا زوجين توالت ابداعاتهما وقدما للجمهور اعذب الاغاني التي ما زالت ترن وتز هو حتى هذه اللحظة.
 ولكن في عام 1963 حدث ما لم يكن في الحسبان ووقعت الصدمة الكبرى حين هوى نجم ناظم الغزالي بموته المفاجىء الذي اذهل عشاقه ومحبيه واذهلت هذه الفاجعة زوجته سليمة مراد واعتكفت في دارها لفترة طويلة ولم تعد تذهب الى الاذاعة او الحفلات.. ومرت عدة سنوات وفي احد الايام ذهبت الى نادي الهندية في الكرادة لترفه عن نفسها في ذلك الجو العائلي وهنا يحدثنا الشاعر عبدالحميد الفتلاوي عن هذه الليلة حيث يقول كنا نجلس انا والفنان عباس جميل واذا بسليمة مراد تدخل النادي فدعاها الفنان عباس جميل وجلست على نفس الطاولة واخذ الحديث يتشعب في تلك الجلسة الجميلة وعادت الذكريات وجمالية الايام الخوالي. وهنا قال لها الفنان عباس جميل الى متى تبقين بعيدة عن فنك وجمهورك وهل بهذا العمل ستعيدين ناظم الى الحياة..؟ فقالت له وبحة الحزن في صوتها وهل هناك غناء بعد ناظم ثم سكتت.. ولكن عباس جميل اردف يقول: وما هو ذنب جمهورك ثم المفروض ان تخرجي من هذا الحزن الذي سيدمر حياتك وتعودي لترفهي عن نفسك على اقل تقدير؟ ويقول الفتلاوي اجابت سليمة واين هو الكلام الذي يخرجني من هذا الصمت.؟ وهنا علت الابتسامة وجه عباس جميل وقال لها وهو لم يصدق.. النص موجود والملحن فالتفت الي وقال: ياعبدالحميد اسمعها النص فقرأت لها الكلام الذي كان قد لحنه عباس والذي يقول: يايمه ثاري هواي.. سلوه الي بدنياي بالكاس اشوفه يلوح.. لوردت اشرب الماي واكملت لها البقية فقالت والله هذا هو الذي ابحث عنه ثم اسمعها عباس جميل اللحن بصوت خافت فاطربت له وبعد ان اعتلى عباس جميل المسرح غنى الاغنية للجمهور على العود فكانت سليمة تدندن مع نغمات اللحن وهي جالسة بالقرب مني وبعد ان نزل الفنان عباس جميل اتفق الاثنان على موعد للذهاب الى قسم الموسيقى لاجازة الاغنية وحجز الاستوديو وخلال اسبوع تم تسجيل هذه الاغنية التي اعادت المطربة سليمة مراد الى الغناء بعد وفاة زوجها ناظم الغزالي وهي من كلمات الشاعر عبدالحميد الفتلاوي والحان عباس جميل.