rnصافي الياسريوبرغم انه كان يعرف بعض المعلومات عن (الغرامفون) إلا انه صدقني في حكاية الجنيات المغنيات، وكان مرعوباً وخائفاً من التعرض لهن، بينما كنت مطمئناً وطمأنته إلى ان من يمتلكن تلك العذوبة والرقة في اصواتهن لا يمكن ان يؤذين، وهكذا دخلنا غرفة الجد في غيابه وفتحنا (صندوق الجنيات) وقلبناه بحثاً عنهن دون جدوى أتلصص على جارنا الكبير السنrnrn rn rn
وهو مستلق في ساحة الحوش الرحبة مفتوناً بتلك الأغاني التي ترددها أصوات الجنيات المختبئات في (صندوق القوان) أو (الغرامفون) كما عرفت فيما بعد من صديقي حفيد الرجل الكبير. وذات يوم أقنعته ان نحاول معرفة أين تختبئ تلك الجنيات وكيف يجعلهن جده يغنين ومن أين تأتي تلك الموسيقى التي ترافق اصواتهن؟وبرغم انه كان يعرف بعض المعلومات عن (الغرامفون) إلا انه صدقني في حكاية الجنيات المغنيات، وكان مرعوباً وخائفاً من التعرض لهن، بينما كنت مطمئناً وطمأنته إلى ان من يمتلكن تلك العذوبة والرقة في اصواتهن لا يمكن ان يؤذين، وهكذا دخلنا غرفة الجد في غيابه وفتحنا (صندوق الجنيات) وقلبناه بحثاً عنهن دون جدوى، وعندها دخل الجد وفاجأنا ونحن نقلب الصندوق فسألنا: لماذا؟ ـ اخبرته السبب، فضحك وتقدم إلى الصندوق المفتوح وقال: انه يدعى الحاكي وليس صندوق الجنيات: وحرك أبرته إلى الاعلى والى اليمين ثم انزلها على اسطوانة سوداء دوارة، عندها انطلق صوت انثوي عذب في اغنية (هذا مو انصاف منك) وعرفنا الجد بالمغنية فقال: هي سليمة مراد باشا أو سليمة باشا وهي مطربة بغدادية شهيرة ومن الطائفة اليهودية ويقع قصرها في محلة كنكيجة وهي محلة تسكنها غالبية يهودية. في قصرها كانت سليمة تعقد صالوناً ادبياً وسياسياً في أوقات محددة من كل أسبوع وتجالس سياسيين معروفين بينهم وزراء ورؤساء وزراء ورؤساء احزاب ووجهاء متنفذين، إضافة إلى عدد من الادباء والشعراء وكتاب الاغنية والموسيقيين من اليهود والمسلمين، كما كانت تقيم في قصرها الحفلات الغنائية وتشرك معها بعض المطربات المعروفات أو المطربين المعروفين ومنهم ناظم الغزالي الذي نشأت بينه وبينها علاقة حب سريعة تزوجا على أثرها وسليمة مراد التي يلقبها المقربون منها سليمة باشا بسبب نفوذها القوي على الساسة العراقيين آنذاك وثرائها حتى قيل أنها كانت تقرض الباشا نوري السعيد ما يحتاج من أموال بين الحين والآخر، هي واحدة من يهوديات العراق اللواتي رفضن الهجرة إلى إسرائيل ابان الفرهود الذي تعرضت له دور اليهود والمضايقات التي تعرضوا لها بعد إعلان قيام الدولة العبرية وفشل العرب في القضاء عليها.ولم تكن سليمة وحدها نجمة المجالس التي كانت تقيمها في قصرها بل هناك أيضاً شقيقتاها، ريجينا وروزة وكانت ريجينا بارعة الجمال حتى وصفها احدهم أنها (تفك المصلوب).rnكيف أثبتت سليمة هويتها للجرخجي؟يروى (الباصوان) أو الجرخجي أو الحارس الليلي عباس صالح العقبي الذي كان يتولى الحراسة ليلاً في محلة كنكيجة حيث يقع قصر سليمة باشا الطرفة التالية (كانت نوبتي في الحراسة في احدى الليالي تبدأ بعد منتصف الليل ويقع قصر سليمة ضمن حراستي وكان هناك يهودي كبير السن يدعى أبو نسيم يخرج مبكراً من الكنيس اليهودي في تلك المحلة ويمر ببيوت اليهود ويناديهم باسمائهم واحداً واحداً (شاؤول، خضوري، أنور، أبو منشي، لاوي اقعد) ويستدير إلى الجانب الآخر من (العكد) لينادي أسماء أخرى (حسقيل، أبو الياهو، شوميل، ساسون، موشي، زعرور، اقعد صلاة الصبح مليحة ومليح من يصلي الصبح). وكنت أعرفه جيداً إلا اني استغربت تلك الليلة خروج امرأة من قصر سليمة في هذا الوقت المتأخر لتمشي خلف (أبو نسيم) وقد ارتبكت عندما رأتني فاسرعت بخطواتها عندها أثارت شكوكي وزادتني شكاً فخامة ملبسها، فلاحقتها ثم اطلقت صفرة قوية من صافرتي وطلبت منها ان تقف. rnلحظتها فر أبو نسيم وتوقفت المرأة مرعوبة وحين دنوت منها اخبرتني أنها سليمة مراد المطربة، ولم أكن قد رأيتها من قبل لكني سمعت في الراديو صوتها مراراً فطالبتها باظهار دفتر الجنسية وسألتها إلى أين تمضين في مثل هذه الساعة؟فقالت أنها لا تحمل دفتر جنسيتها وانها ذاهبة لوداع قريبة لها تحتضر وانه يمكنني مرافقتها إلى دار تلك القريبة والتأكد من صحة كلامها فقلت لها انني لا أستطيع مغادرة منطقتي المسؤول عنها، عندها التفتت إلي وقالت اسمعني اذن واندفعت تغني (يا صياد السمك صيدلي بنية) فتذكرت صوتها في الاذاعة واعتذرت منها
كيف أثبتت سليمة هويتها للجرخجي؟
نشر في: 17 فبراير, 2010: 04:43 م