علي النعيميعجبا أمرالبعض والأكثرغرابة هي تلك النوازع حينما تغضب وتُشحن بروح الإقصاء تمانع واقعها مهما تعددت صوره المشرقة وبلغت الأحداث قمتها إلا أن تلك النوازع لا تزال مكبلة المشاعر وحبيسة الرفض الداخلي ما دام هؤلاء يفكرون بروح المقولة الساخرة لبرنادشو" يحاكي مرارة الماضي بشهد الحاضر"..
وعلى الرغم من إيماننا المطلق بأن الآراء تولد وتشاع حرة لا تذوى غصونها ابداً ولا تقطع رؤى طلعها النضيد مهما كانت جرأتها إلا أن هناك من يحاول أن يقتلعها عنوة من مهدها بملء إرادته خشية الإحراج كأنه يراقب حركة الشفاه ليرتقب بما سوف ينطق به وهو يطفو على متن ظاهرة " الاستنفاع " المستشرية! بل المصيبة أن هناك مَن رّوج لمفهوم غريب حيث قسّم الوسط إلى" فسطاطين" الأول تولدت لديه قناعات راسخة غير قابلة للتغيير ولا يمكن الرجوع عنها بغض النظر أن جاءت هذه القناعة مغايرة لمتغيرات الحاضر وأن أي نقلة "شطرنجية" كتابية على بساط صاحبة الجلالة كفيلة بأن تفقده مكاسب معنوية ومادية، بل حتى أن الألقاب لا تزال تعطى كالهبات نسمع بها سواء كانت مرتجلة وليدة الموقف ام أنها جاءت مؤتلفة متفقة مع آراء جماهيرها. إما الفسطاط الثاني فانه يقف عند متغيرات الحدث ويتوقف بدقة عند تفصيلاته شاهرا سلاح قلمه الناقد بالسلب والإيجاب يكتب بأفكار متحررة لا يقرنوا قطرات حبرهم الداكن غير (المتلون) برضا فلان او بتحسسه من علان، لا يجيدوا فن "استجداء" عطف الجماهير والتمرس خلفها لأنهم يكتبون بعقيدة المهنة وينثرون كلماتهم بعفوية ويتهمون الرهط الأول على أنهم أقلام تتجه نحو خط ما لا علاقة له بتوجهات المطبوع جازمين على أن قلم الرقيب لن يجتث أي كلمة إشادة أن كانت موظفة بمعناها الحقيقي. وبعيداً عن تبعات هذه القسمة المريبة لكننا احترنا في تفسير كتابات البعض وهم ينتقصون من تألق عماد محمد في إيران ويقللون من شهية السفاح للأهداف وروعة أهداف مصطفى كريم ومثابرة قصي منير وفدائية رحيمة واستبسال شاكر وغيرهم حتى نشأت البعيد في هولندا لم ينج بدوره من نقدهم حيث ما فتئوا يجلدونهم بسياط الإقصاء من كأس العالم وينغزون خواصرهم بنصل إخفاقة خليجي مسقط وثمن الولاء للاحتراف والتقاعس مع المنتخب، إما جائزة عدنان حمد والسكوت المطبق عنها فحدث بلا حرج، لأن الخوض في فصول هذه الحكاية سيبعد البعض وسيقرب الآخر وفق مفهوم "الفسطاطين"، بل توقعنا أن يهتم إعلامنا أكثر باستثناء محطة فضائية واحدة مثلما فعلت الصحف المصرية مع الفائز بذات المسابقة" شحاتة "فقط انطلاقاً من تلك المهنية لا غير فتحت مظلتها انتقدناه شرّ انتقاد عند كل خسارة وبذات مبادئها نبارك له الجائزة العالمية ولبقية نجومنا المحترفين أداءهم الرائع، لأننا نؤمن بكل رياضي مميز في الخارج هو ثروة رياضي-ة حقيقية. وقفة: هل نحن نكتب إرضاءً لذاتنا او طمعاً بنيل رضا الآخرين؟ فأن هي كذلك لنتصالح اولاً مع ذاتنا على ان نعد توصيف قناعاتنا ثانية، ولننفض عنها غبار تقييمات الماضي "المقدسة"علّها تتجرد من أية حسابات أخرى!.
رؤى بلا حدود:أقلامنا رهينة الفسطاطين
نشر في: 17 فبراير, 2010: 04:51 م