لم يكن أكثر المتفائلين بمشاركة منتخبنا النسوي الكروي في تصفيات آسيا التي أقيمت في طاجيكستان يتوقع أفضل من النتائج التي حصل عليها هذا الفريق وإن كنتُ أتحفظ كثيراً على كلمة أو مصطلح منتخب حيث لا توجد أبسط دعائم ومكونات هذا المنتخب المفترض اختياره من استحقاقات ودوري كروي يوازي اسم العراق ومكانته في مشاركة من هذا القبيل وهو يتلقى 22 هدفاً في 5 مباريات كانت أفظعها مع الأردن بعشرة اهداف من دون أن يتمكن الفريق من تسجيل هدف الشرف الوحيد على أقل تقدير في مبارياته .
إن مناسبة الحديث عن هذا الموضوع وإن لم تكن تحمل في طياتها أي شيء جديد أو غريب ، لكن لأجل استذكار الحديث الذي جمعني بأحد أفراد كادر الفريق في قناة تلفازية أثناء تسجيل أحد البرامج وتكلّم الرجل بشيء من الثقة بأن المشاركة لن تكون تكميلية فقط لتسجيل موقف المشاركة بنظر الاتحاد الآسيوي كيما تضاف نقاط جديدة الى رصيد اتحادنا المحلي ، بمعنى أن المشاركة ستكون إيجابية ، ويقيناً أن العكس تماماً هو جدوى المشاركة منها ، وإن كانت على حساب اسم العراق وسمعة الرياضة فيه التي تمرَّغت بوحل الهزائم المنكرة!
لقد أخبرت المعني بأن المشاركة لا تنطوي على أية فائدة تذكر إن لم يكن العكس هو الصحيح وليثبت لنا من يشاء خلاف هذه الفرضية ، وقد انصبّت حججهم قبيل الوصول الى العاصمة الطاجيكية دوشنبه على أن المنتخب قد استعدَّ جيداً لهذا الاستحقاق بمعسكرات داخلية وخارجية مع الاستعانة بعدد كبير من لاعبات إقليم كردستان ، وهناك مواهب عدة ستفرض نفسها وترسم صورة لغد مشرق بمسمى اللاعبات الموهوبات ، وصوروا لنا بأن الفريق ذاهب الى المنافسة الحقيقية وليس التواجد، وهو ما أفرزته لنا المباراة الأولى التي أظهرت مجموعة اللاعبات عواجيزاً لا يفقهن من أمور التوقف داخل الملعب أي شيء يذكر ، كما حصل في عشرات المناسبات السابقة التي كانت النتائج فيها ماركة مسجلة بهزائم ثقيلة للفريق مع توالي المدربين والمعسكرات والاحاديث الرنانة التي تدعو الصحافة الى مساندة المنتخب وشدّ أزره ، فماذا حصل ؟ يقيناً أن المشكلة لم تكن مجرد تجميع لاعبات والاستعراض بمعسكرات عبثية وأحاديث رنانة ، بل في أن يكون المنتخب صورة لفريق حقيقي للاعبات يتعاطين كرة القدم باحساس وموهبة تسمح لهن مقارعة الغير واللعب بندية معهن.إن هذه الاشارات التي نضعها أمام الاتحاد المركزي لمرات عدة تستلزم الإجابة عن أكثر من سؤال متشعّب كي لا نضيع في عتمة هذه المشاركات العبثية مرة أخرى وليرجع مَن قرر المشاركة الى سجلات التاريخ ويرى ما الجديد الذي تحقق وما القفزات التي سُجّلت لهم ، أو هل يجوز لهم التلاعب باسم كرة القدم العراقية التي نزل المنتخب النسوي يرتدي قمصانها ؟ أليس من الأجدر معرفة امكاناتنا قبل الشروع بأية بطولة سواء كانت لكرة القدم الشاطئية أم مشاركة النساء بالاسم فقط ، لماذا هذا الاسراف والتعاطي مع ملفات خاسرة فشلت قبل أن يكون لها حيزاً من الوجود؟
نحن اليوم طالما دخلنا طريق الإصلاح والمطالبة الجدية بتصحيح جملة الأخطاء السابقة أن يكون لهذه المشاركات نصيبها من العلاج والتعامل مع جذر الأزمة والخلل المشخّص أصلاً بعدم وجود أندية ومدارس ومراكز حقيقية لنشر اللعبة واكتشاف المواهب وتطويرها محلياً ومن ثم التفكير بالمشاركة الخارجية لتجاوز عقدة الفشل الأبدية !
النسوي ماركة للإخفاقات
[post-views]
نشر في: 14 إبريل, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
اختيار نواف سلام رئيساً للحكومة اللبنانية
البرلمان يُنهي القراءة الثانية لقانون الموازنة ويرفع جلسته
"تقدم" تقاطع جلسات البرلمان احتجاجاً على عدم إدراج قانون العفو العام
مصير قانوني العفو العام والأحوال الشخصية "غامض": لا اتفاق سياسياً على التمرير
التجارة تطلق وجبة جديدة من الطحين لصالح البطاقه التموينية
الأكثر قراءة
الرأي
من المسألة الصهيونية إلى التحدي الفلسطيني: ماهي الوسيلة نحو الانعتاق الذاتي وبناء الذات
محمد صبّاح (1-2)في نهاية القرن التاسع عشر، كانت أوروبا تمر بتحولات فكرية واجتماعية عميقة، حيث نشأت أفكار جديدة تتعلق بالهوية القومية والعرقية، وعلاقتها بالدولة. في هذا السياق، ووسط الأزمات التي كان يعيشها اليهود في...