قال جيش كوريا الشمالية امس (الجمعة) إنه سوف يدمّر الولايات المتحدة «من دون رحمة» إذا قررت واشنطن مهاجمة بلاده. جاء ذلك في وقت اتجهت فيه مجموعة قتالية على رأسها حاملة طائرات أميركية إلى المنطقة وسط مخاوف من احتمال إجراء بيونغ يانغ تجربة نو
قال جيش كوريا الشمالية امس (الجمعة) إنه سوف يدمّر الولايات المتحدة «من دون رحمة» إذا قررت واشنطن مهاجمة بلاده. جاء ذلك في وقت اتجهت فيه مجموعة قتالية على رأسها حاملة طائرات أميركية إلى المنطقة وسط مخاوف من احتمال إجراء بيونغ يانغ تجربة نووية سادسة. ونقلت «وكالة الأنباء المركزية الكورية» الرسمية عن الجيش قوله في بيان «سيكون رد فعلنا على الولايات المتحدة وقواتها البحرية من القسوة بحيث لن يترك للمعتدين فرصة للنجاة».
وكانت كوريا الشمالية دانت في وقت سابق امس الولايات المتحدة لجلبها «أصولاً استراتيجية نووية هائلة» إلى شبه الجزيرة الكورية. وأصدر الناطق باسم «معهد نزع الأسلحة والسلام» التابع إلى وزارة الخارجية في كوريا الشمالية بياناً ندد فيه بنقل الولايات المتحدة أصولاً نووية إلى المنطقة. ونقلت وكالة «الأنباء المركزية الكورية» عن البيان قوله «فَرَضَ هذا وضعاً خطراً قد يتسبب في اندلاع حرب نووية في أية لحظة في شبه الجزيرة وشكل تهديداً خطراً للسلام والأمن العالميين ناهيك عن السلام والأمن في شمال شرق آسيا». وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول من أمس أن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع الأزمة المتعلقة بكوريا الشمالية من دون الصين إذا اقتضت الضرورة، فيما تدرس إدارته تشديد العقوبات الاقتصادية التي قد تشمل حظراً نفطياً. حذر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الخميس، مجددا بيونغ يانغ، مؤكدا أن "كوريا الشمالية مشكلة، وستتم معالجة المشكلة". وقال فى هذا السياق "لا أعرف إذا كان هذا بمثابة رسالة إلى كوريا الشمالية، لكن لا فرق إذا كانت كذلك أو لم تكن"
وتزايدت التوترات منذ أن أطلقت البحرية الأميركية 59 صاروخا «توماهوك» على قاعدة جوية سورية الأسبوع الماضي رداً على هجوم بغاز سام أوقع عشرات القتلى ما أثار مخاوف من خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال كوريا الشمالية التي أجرت تجارب صاروخية ونووية في تحدٍ لعقوبات الأمم المتحدة.
وحذرت الولايات المتحدة من أن سياسة «الصبر الاستراتيجي» التي انتهجتها مع بيونغ يانغ انتهت. ويسافر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى كوريا الجنوبية بعد غد ضمن جولة آسيوية تستغرق 10 أيام كان مخططاً لها منذ فترة.
ولا تزال كوريا الشمالية في حال حرب مع كوريا الجنوبية من الناحية الفنية ،إذ انتهت الحرب التي دارت بينهما بين 1950 و1953 بهدنة من دون توقيع معاهدة سلام. وأجرت بيونغ يانغ تجارب صاروخية ونووية تزامناً مع أحداث سياسية كبرى وتهدد في كثير من الأحيان الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان. وتحتفل كوريا الشمالية غداً بـ «يوم الشمس» الذي يوافق الذكرى 105 لميلاد كيم إيل سونغ مؤسس الدولة. من جهتها، دعت الصين، الحليف الرئيس الوحيد لبيونغ يانغ التي تعارض على الرغم من ذلك برامجها للأسلحة، لإجراء محادثات من أجل التوصل إلى حل سلمي وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي. وقال وزير خارجية الصين وانغ يي للصحافيين في بكين أمس إن «القوة العسكرية لا يمكن أن تحل المسألة» وأضاف «وسط التوترات سنجد أيضاً فرصة ما للعودة إلى المحادثات».
ودعا «الكرملين» جميع الجهات المتنازعة الى ضبط النفس، بحسب ما ذكر الناطق باسمه ديمتري بيسكوف، موضحاً أن موسكو «تفضل الطرق الديبلوماسية في حل كل الأزمات ومن بينها الأزمة في شبه الجزيرة الكورية وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ في شأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية». وتابع في مؤتمر صحافي «ندعو كل الدول إلى ضبط النفس والامتناع عن أية أعمال قد تصل إلى حد الخطوات الاستفزازية»
من جانبه حذر وزير الخارجية الصيني وانغ يي، من "نزاع يمكن أن ينشب في أية لحظة" في كوريا الشمالية، بعد تهديدات جديدة أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد بيونغ يانغ، مؤكدا أنه "لا أحد سيخرج منتصرا" من نزاع كهذا. وقال وانغ في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان مارك آيرولت في بكين، الجمعة، إن "الحوار هو المخرج الوحيد" للأزمة، بعدما صرح ترامب أن "كوريا الشمالية مشكلة ستتم معالجتها".
وأكد وانغ أن الطرف الذي سيشعل نزاعا في شبه الجزيرة الكورية "ينبغي أن يتحمّل مسؤولية تاريخية ويدفع ثمن ذلك". وحذر وانغ دون أن يسمي التهديدات الأخيرة للرئيس الأميركي من أن "المنتصر لن يكون الطرف الذي يطلق أشد التصريحات أو يستعرض عضلاته. إذا وقعت حرب فإن أحدا لن يخرج منها منتصرا". وأضاف: "لدينا شعور بأن نزاعا يمكن أن يندلع في أية لحظة. أعتقد أن كل الأطراف المعنية يجب أن تتنبه إلى هذا الوضع". وأشار المسؤول إلى أنه يتوقع أن تقوم بيونغ يانغ باختبار جديد، إما نووي أو لصاروخ بالستي، لكن السؤال هو "متى؟" من جهة اخرى صرح المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميترى بيسكوف امس الجمعة، بأن روسيا تدعو كافة الدول لضبط النفس بشأن الوضع فى كوريا الشمالية. ونقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية عن بيسكوف تحذيره فى تصريحات للصحفيين من الأعمال الاستفزازية فى المنطقة، مضيفا أن "روسيا اتخذت موقفا متسقا حول ملف منع انتشار الأسلحة النووية، ولا زالت على موقفها وستظل داعمة للسبل السياسية والدبلوماسية لحل جميع الأزمات بما فيها كوريا الشمالية".
وتصاعدت التوترات فى شبه الجزيرة الكورية أوائل عام 2016 عندما أجرت بيونغ يانغ تجربة نووية تحت الأرض، واختبرت فيما بعد صاروخا باليستيا وفى أيلول 2016، أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية أخرى إلى جانب اختبار نحو 20 صاروخا فى غضون عام واحد.