اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل من دخان أبيض من بيت الجبوري؟

هل من دخان أبيض من بيت الجبوري؟

نشر في: 14 إبريل, 2017: 06:49 م

adnan.h@almadapaper.net

أشكّ كثيراً في أن رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، كان يعني تماماً ما قاله أمس في مدينة الديوانية. إذا كان يعنيه حقاً فإن انحرافاً كبيراً (بالمعنى الايجابي) سيحدث في تاريخ العراق، وانقلاباً حقيقياً سيجري في حياة العراقيين.
دعكم من كلام السيد الجبوري أمام ما وُصِف بأنه تجمّع موسّع لشيوخ ووجهاء العشائر في محافظة الديوانية، بأن العراق "يُراهن على شعب مثقف واع علّم الدنيا وكتب لها أسفار الحضارة الاولى، ويراهن على تعايش حقيقي حميم بين أطيافه صمد لمئات السنين" ... هذا كلام إنشائي لزوم الحملة الانتخابية التي انطلق بها مبكّراً الجبوري وحليفه غير المعلن رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.
الجبوري أقرّ في كلامه بأنه "ليس لدينا عراق آخر. لقد قررنا أن نُغلق بابنا علينا ونسوّي خلافاتنا بأنفسنا ونصبر على بَعضنا، ونتنازل لبعضنا". هو بالطبع يعني ألأقطاب الرئيسيين في العملية السياسية الذين تحكّموا بمساراتها وبمصائر الناس في هذي البلاد .. أشعلوا نار الحرب الطائفية ووجّهوها على النحو الذي يضمن مصالحهم الشخصية والحزبية.. أعني زعماء أحزاب الاسلام السياسي الشيعية والسنّية (الطائفية حكماً).
على مدى أكثر من عشر سنين، أصرّ هؤلاء الزعماء وأحزابهم على أن يبقوا أبوابهم مغلقة أمام السلم الأهلي، لينفخوا من خلف أسوارها في أبواق الكراهية والتعصب الطائفي والتحريض على القتل على الهوية. الحصيلة: قتلى بمئات الآلاف ومُصابون  ومُضارون من ثكالى وأرامل وأيتام ونازحين بأعداد أكبر، ودمار مادي مهول لا يُقارن إلا بدمار الحروب العالمية والاقليمية الكبرى، عدا عن الاجتياح الداعشي بكل ويلاته ومصائبه ومحنه وكوارثه المتواصلة حتى اليوم، والباقية آثارها وتداعياتها إلى ما بعد عشر سنين وأكثر.
لو كانت هذه الاحزاب وزعماؤها قد أغلقوا الابواب عليهم وسوّوا خلاقاتهم بأنفسهم وصبروا على بعضهم البعض وتنازلوا لبعضهم بعضاً، كما يُعلن السيد الجبوري الآن، ما كان قد حصل كل ما حصل منذ 2003 حتى اليوم. الشعب كان يريد هذا منهم ويطالبهم به، لكنّهم لم يفعلوه، لأن مصالحهم الحزبية والشخصية اقتضته، ولم تزل تقتضيه .. هم جميعاً ما كانوا سيكونون شيئاً من دونه. هو الذي جعل منهم أشياء وأرقاماً.
هذا بالذات هو أساس الشكّ في كلام السيد الجبوري بأنه وأخوته الأعداء في العملية السياسية قد قرّروا إغلاق الباب عليهم ليسووا خلافاتهم ويتنازلوا لبعضهم البعض. هذا سيعني، وسيقتضي، تعديل مسار العملية السياسية وإصلاح النظام السياسي بالتخلّي عن نظام المحاصصة وتشريع قانون عادل ومنصف للانتخابات وتشكيل مفوضية للانتخابات مستقلة على أنقاض المفوضية غير المستقلة، ووقف عملية النهب الكبرى للمال العام التي تقودها هذه الأحزاب وزعماؤها بكفاءة نادرة.
هل في وسع السيد الجبوري إطلاق الدخان الابيض من خلف بابه المغلقة؟
الشكّ عظيم في الواقع .. والموعد ليس ببعيد .. ليس أكثر من سنة من الآن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. بغداد

    استاذ عدنان حسين لا دخان ابيض ولا هم يحزنون يخرج من مدخنة سليموف الجبوري ابو قنفة ابو براطم الأخونجي الطائفي بل سيخرج دخان اسود ويطلعون من المدخنة هو وربعه الحرامية مصخمة وجوههم من صخم الله وجوههم في الدنيا والأخرة وخطاب هذا المنافق سليم الجبوري رئيس برل

  2. أبو أثير

    على ضوء ما يمر به العراق من تداعيات بائسة وغير منسجمة نظير تسلم ألأحزاب ألأسلامية بمكونيها الحكم والسلطة منذ أكثر 13 سنة وتقوقعهم داخل أنفسهم وأحزابهم ... يحتاج العراق اليوم الى نهضة فكرية وثورية شاملة على كل القيم والعادات والممارسات والمنهج الذي خططه دع

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram