بغداد / وائل نعمةبدأت الثورة العلمية المتطورة تضع اقدامها الاولى  ولا شك في ان الفرص التي تتيحها لنا هذه الثورة في حال الاستفادة منها بصورة كاملة ستؤدي الى تغيير واسع في أساليب الإدارة في دوائرها لانجاز وظائفها. وفي هذا الاطار اعلنت وزارتا الاتصالات والعلوم والتكنلوجيا ان العام الحالي 2010 سيشهد انجاز البنية التحتية للاتصالات في عموم العراق تمهيدا لاطلاق مشروع الحكومة الالكترونية لتأمين الخدمات كافة للمواطنين والادارات الحكومية .
 واوضح وزير الاتصالات فاروق عبد القادر ان المواطنين في عموم العراق سينتفعون من مشروع الحكومة الالكترونية سواء كانت هذه الخدمات متمثلة بالكهرباء او الماء او مايتعلق بالرواتب التقاعدية او المعاملات الادارية وغيرها،ما يغنيه عن المراجعات والكتب الرسمية والوقوف في طوابير طويلة امام الدوائر الحكومية والوزارات .مفهوم الحكومة الالكترونيةظهر هذا المفهوم على المستوى العالمي في أواخر سنة 1995 حيث بدأت دائرة البريد المركزي في ولاية فلوريدا الأميركية تطبيقه على إدارتها من خلال فكرة مكننة مكاتب الإدارات فيها ثم توسعت هذه العملية الى كل مرافق الدولة.ان فكرة مكننة مكاتب الإدارات في مؤسسات الدولة والشركات في القطاع الخاص ليست جديدة فعمرها يزيد عن نصف قرن ، بدأت بإدخال الهاتف والآلة الكاتبة ثم وصلت أخيراً إلى أجهزة معالجة المعلومات مثل الحاسبة الالكترونية(الكومبيوتر).وبفضل هذه الأجهزة الالكترونية وملحقاتها وخاصة فيما يخص أجهزة الاتصالات أصبح بالإمكان التوسع في تقديم الخدمات بأنواعها المختلفة.المهندس قاسم حسن ( مهندس اتصالات ) يقول « ان المفهوم الأهم الذي يجب أخذه بعين الاعتبار في نطاق إدخال المكننة لدوائر الدولة هو لمواجهة المشكلات المعقدة التي تشتكي منها  اليوم دوائر الدولة لانجاز الأعمال لتقديم الخدمات الى المواطنين.»ان تطور تقنيات الاتصالات وثورة المعلومات أدت الى مساعدة مؤسسات دوائر الحكومة الالكترونية وذلك من خلال تجهيز مكاتب الإدارات الحكومية بالأجهزة والمعدات وملحقاته لانجاز أعمالها بواسطتها وذلك لتسهيل وتسريع العمليات والإجراءات اليومية لدوائر الدولة وهذا يعرف بـ(الحكومة الالكترونية) تقوم الحكومة الالكترونية بتأسيس شبكة معلوماتية مركزية ترتبط دوائرها ومؤسساتها في المحافظات كافة بما فيها المدن والقرى ، اذ تتيح للمواطن الذي يسكن محافظة البصرة مثلاً للحصول على صورة قيد العائلة وهو هناك إذا كانت نفوسه في بغداد او في النجف او في كركوك وغيرها وهذا المثل ينطبق على جميع الخدمات الأخرى.وزارة العلوم والتكنلوجياالدكتور محمود قاسم شريف مدير عام دائرة تكنلوجيا المعلومات في وزارة العلوم والتكنلوجيا حدثنا عن مفهوم الحكومة الالكترونية وخصائصاها وماستقدمه من فوائد للمواطن العراقي .حيث قال « اريد ان ابدأ  بالحديث عن الحكومة الالكترونية  من الفعالية الاخيرة التي اقيمت  في جامعة بغداد بين وزارة العلوم والتكنلوجيا ووزارة الاتصالات ، وفي حديثي بالفعالية تناولت موضوعة  (الحكومة المجوقلة)  وهي تعني ان  نستخدم الموبايل للتخاطب  مع المواطن من قبل الحكومة وبالعكس بدلا من  الحواسيب والانترنيت وهي اسهل واسرع وسيلة لتحقيق الخدمات الالكترونية ، وهناك سوء فهم عن الحكومة الالكترونية التي يعتقدها البعض بأنها حكومة بديلة ، ولكنها حكومة خدمات ، عنوانها الحقيقي هو توفير خدمات الكترونية للمواطن ، وتؤدي عملها  في تحسين علاقة المواطن بالحكومة وبالعكس ، ونشر الشفافية ، ودعم ثقة المواطن بالحكومة ، ومكافحة كل انواع الفساد ،  فحينما تكون المعلومة متاح لكل المواطنين ويمكن لاي شخص ان يطلع على كيفية صنع القرار بشكل شفاف يمكنه ان يتعرف على حقوقه ويمكنه ان يحاسب ويراقب الحكومة ،  لذلك الحكومة  الالكترونية هي خطوة اولى لنشر الشفافية ومكافحة الفساد» .ويمكن ان نقوم بحملة الانتخابات عن طريق التصويت الالكتروني ويمكن للكتل ان تتصل بالمواطن عن طريقها ويمكن البرلمانيين ان يتحدثوا مع الممثلين عن طريق الخدمة الالكترونية .البنى التحتيةاما بالنسبة للبنى التحتية فقد شاركت  وزارة العلوم والتكنلوجيا  في قمة المعلومات بمؤتمر جنيف في سنة 2003 وفي تونس سنة 2005 وتحدث المجتمعون عن بيئة تمكينية تتضمن الشبكات الفيزياوية (شبكات الانترنت) التي تربط الوزارات مع بعضها والمواطن بالوزارة وهي شبكات سلكية ولاسلكية وفوق الارض او تحت الأرض، تستخدم تقنات متتعدة ، ومن خلالها يتم النفاذ الى الشبكة الدولية للتواصل مع العالم وعن طريق الحاسوب او الموبايل الذي فيها خواص حواسيب.ويعتقد الدكتور محمود بسبب عدم توفر البنى التحتية الملائمة  في العراق والمعروفة للكل من كهرباء وشبكات اتصالات دقيقة ، لذلك  لم تستطع الجهات المعنية ان توفر بيئة معلوماتية و وسيلة للاتصال بين المواطن والحكومة، والحكومة والقطاع ،الأعمال، و المواطن، والمواطن، والحكومة مع بعضها ، ولكن صار التوجه الى استثمار شركات الهواتف النقالة التي لها قدرة ونسبة عالية على  النفاذ والوصول الى المواطن قد تتعدى  نسبة الوصول الى 60 او 70 % ستتيح للمعلومة ا