أعوام كثيرة مرت والعاصمة بغداد مع عدد من المحافظات العراقية تستقبل الصيف بنقص كبير في تجهيز الطاقة الكهربائية، مع درجات حرارة وصلت في الاعوام الاخيرة الى ما يزيد على 50 درجة مئوية، ما اثار حركات احتجاجية واسعة النطاق. لكن لا حلول تذكر ولا معالجات تتم
أعوام كثيرة مرت والعاصمة بغداد مع عدد من المحافظات العراقية تستقبل الصيف بنقص كبير في تجهيز الطاقة الكهربائية، مع درجات حرارة وصلت في الاعوام الاخيرة الى ما يزيد على 50 درجة مئوية، ما اثار حركات احتجاجية واسعة النطاق. لكن لا حلول تذكر ولا معالجات تتم، وقد يكون هذا الصيف مختلفا، حيث افادت شركة "ماس غروب" القابضة (MGH ) الاردنية للطاقة في بيان بتوقيعها عقد شراكة مع شركة جنرال اليكترك الاميركية لبناء محطة طاقة كهربائية عملاقة في بغداد، فيما تؤكد وزارة الكهرباء ان محطة بغداد للطاقة التي ستكون طاقتها الانتاجية بعد اكتمالها 3000 ميغا واط، وينتهي العمل بها نهاية عام 2018، كما سيخصص الجزء الاكبر من انتاجها لتغذية العاصمة ، مما يؤمل له ان يسهم بحل ازمة الطاقة فيها بشكل كبير.
المتحدث باسم وزارة الكهرباء مصعب المدرس يقول في حديث لـ"(لمدى)، ان الوزارة ابرمت عقدا مع شركة ماس غروب القابضة لبناء محطة بسماية الاستثمارية، وهي بطاقة انتاجية 3000 ميغا واط، وتكون على اربع مراحل، الاولى بناء اربع وحدات غازية بطاقة 250 ميغا واط لكل واحدة، بطاقة اجمالية قدرها 1000 ميغاواط، اما الجزء الثاني من هذه المرحلة فهو بناء 2 وحدة مركبة تعمل على العوادم المنبعثة من الوحدات الغازية وتكونان مجاورتين للوحدات الغازية وطاقة كل واحدة منها ايضا 250 ميغاواط، بمعنى ان المرحلة الاولى ستصبح 1500 ميغاواط.
ويضيف المدرس: ان المرحلة الثانية هي بناء اربع وحدات غازية بطاقة 250 ميغاواط لكل وحدة، اي بطاقة اجمالية 1000 ميغاواط، كما سيتم بعدها بناء 2 وحدة مركبة بطاقة 250 ميغاواط بطاقة اجمالية 500 ميغاواط لتصبح طاقة المحطة بالكامل 3000 ميغاواط، مشيرا الى ان الشركة التي تم التعاقد معها انجزت الان اول اربع وحدات وقد دخلت للخدمة الان في مدينة بسماية، مشيرا: الى ان الـ"3000 ميغاواط التي ستكون الطاقة الكلية للمحطة بالتأكيد ستتغذى منها العاصمة، كون مدينة بسماية لا تحتاج سوى 50 ميغاواط، لذلك فان الـ" 1000 ميغاواط الاولى ستكون حصة العاصمة بغداد بالتأكيد، والـ" 500 ميغاواط التي ستدخل الخدمة قبل الصيف المقبل ايضا ستكون منها 90% للعاصمة بغداد، كما ان الـ" 3000 ميغاواط سنستفيد مستقبلا منها اكثر للعاصمة بغداد، وهذه المحطة ستكتمل في نهاية عام 2018 ، كما ستسهم بحل ازمة الطاقة في العاصمة بشكل كبير جدا.
رئيس مجلس إدارة "ماس غروب" القابضة أحمد إسماعيل قال في تصريحات صحفية مؤخرا لقد حققنا إنجازات بارزة في تشغيل ثلاث محطات لتوليد الطاقة باستخدام تقنيات ’جنرال إلكتريك‘، ونحن ملتزمون بالتعاون مع الحكومة العراقية للعمل معاً على تأسيس بنى تحتية قوية وعالية الكفاءة لقطاع الكهرباء في البلاد، وتمثل محطة بغداد للطاقة في بسماية خطوة سبّاقة على مستوى تفعيل دور القطاع الخاص في مناطق وسط وجنوب العراق، فمن خلال تعزيز إنتاجية شبكة الكهرباء، سنسهم في الدفع قدماً بمسيرة التنمية الاقتصادية، وتحقيق تطلعات الشعب العراقي".
كما ان الرئيس والمدير التنفيذي لمشاريع أنظمة طاقة الغاز لدى "جنرال إلكتريك" محمد علي هو الآخر اعلن في تصريحات صحفية مؤخرا، ان شركته نؤكد مجدداً عمق التزامها بدعم الجهود الرامية لتغطية الطلب على موارد الطاقة بما يسهم في تعزيز مسيرة النمو الاقتصادي في العراق، وبما يعود بالخير على الجميع، وان نستثمر جهودنا –بمشروع بسماية- الذي سيرسي معايير جديدة على مستوى قطاع الطاقة في العراق بالتعاون مع ’مجموعة ماس القابضة‘ من خلال محطة مستقلة لتوليد الطاقة تمتاز بالاستدامة المالية وتعتمد أفضل الممارسات للحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة وخفض تكاليف الصيانة".
وكانت شركة "جنرال إلكتريك" و"مجموعة ماس القابضة" اشارت في بيان لها امس السبت الى نجاح عمليات التشغيل التجاري بالدورة البسيطة لأربع توربينات غازية حديثة من طراز 9F طورتها "جنرال إلكتريك" ضمن المرحلة الأولى من مشروع "محطة بغداد للطاقة" التابع لوزارة الكهرباء في بسماية، حيث تقع المنشأة على بعد نحو 40 كيلومتراً شرقي بغداد، وهي أول محطة يتم تطويرها خارج حدود إقليم كردستان بنظام المنتج المستقل للطاقة على أساس البناء والملكية والتشغيل لصالح وزارة الكهرباء العراقية، حيث كانت مشاريع الطاقة السابقة مملوكة ومشغلة من قبل الوزارة.
واضاف البيان: كما ان المشروع الجديد تم إنشاؤه وسيجري تشغيله من قبل "مجموعة ماس القابضة" ليضيف عند استكمال جميع مراحله، (3000) ميغاواط إلى الشبكة الوطنية، مما سيسهم بدور جوهري في تلبية المتنامي على موارد الكهرباء، متوقعا بدء التشغيل التجاري للمرحلة الثانية من المشروع العام المقبل.
وكانت شركة جنرال اليكترك قد انشأت مشاريعها في اقليم كردستان حيث قد زودت محطات كهرباء اربيل والسليمانية ودهوك بالمعدات المتطورة لشركة ماس غروب للطاقة والتي تبلغ طاقتها التوليدية مجتمعة بحدود 4 آلاف ميغا واط .
يذكر أن العراق كله ما يزال يعاني من أزمة الكهرباء، نتيجة عدم مواكبة الإنتاج للزيادة المتفاقمة بالاستهلاك، في وقت يحتاج لنحو 6500 ميغا واط لسد حاجته من الطاقة، ويرى البعض أن حل أزمة الطاقة لا يتم إلا بالسيطرة على الضائعات وإدارة بيع التيار الكهربائي بنجاح وترشيد الاستهلاك.