عبد الزهرة المنشداوي هناك حكاية عن احدهم تقول أنه نذر نذرا يضحي به ان تحقق ما كان يتمناه وبالفعل كان له ذلك بالمصادفة.. والمتعارف عليه في مناطق الارياف ان الأضاحي والنذور من الذبائح لايستفيد منها صاحبها بقدر ما يستفيد منها المسكين وابن السبيل والجائع .
الذين ذكرناهم تحرقوا ليوم تنفيذ نحر ذبيحة النذر ليصيبوا منها نصيبا ولكن لم يكن لهم ما تمنوا وتبين ان صاحب الذبيحة اقتصرها على أفراد عائلته وبخل بها على الغير، لذلك تجد البعض من أهالي الأرياف والمناطق الشعبية يرددون مثلاً شائعاً لديهم يقول (نذر عيادة لولاده ) ويظهر ان بطل الحكاية اسمه عيادة.ما يهمنا مما ذكرناه ان المرشحين لإشغال المقاعد النيابية للدورة المقبلة يمكن تشبيه شعاراتهم وبرامجهم بالنذر الذي سيتم تفريقه على جموع المحتاجين والعاطلين والأرامل واليتامى وتوفير السكن وفرص العمل وما الى ذلك من وعود قد لا نستطيع عدها وحصرها في هذا المجال.وجل ما نخشاه هو ان يحصل المرشح على ما يبغي ويتمنى ولكنه آخر الأمر يسير على هدى (عيادة) اذ ما ان يحصل المرشح على كرسيه حتى يتناسى وعوده وأولئك الذين صوتوا له وينتظرون منه تحقيق ما يصبون إليه من فرص عمل او خدمات يمكن ان تغطي المناطق التي تعيش في حالة يرثى لها. مستنقعات ترتع فيها الضفادع وشوارع ملؤها الحفر والمطبات وطوابير من المواطنين تنتظر فرصة العيش كما يحياها الآخرون، وآخرون يلتحفون السماء ويفترشون الارض او اضطروا اضطرارا للسكن في أوكار وزاويا مظلمة.المرشح الذي نتمنى له من قلوبنا ان يكسب جولته الانتخابية ولكن تمنياتنا تشترط عليه ان لا يجعل المقعد البرلماني حكرا على مصالح العائلة وعلى الكسب الوفير من خلال استغلال المنصب هذا الأمر عانى منه المواطن حينما تنكر له من مثله في المجلس الحالي وأولاه ظهره وعمل جهده على إرضاء الحزب والكتلة والأقربين، اما ما عداهم فلم يجدوا لهم ذكرا في أجندته النيابية، وهذا ما شكل خيبة امل للكثير من المواطنين وهم اليوم أكثر انتباها وأكثر تمحيصا لمن يمثلهم في البرلمان يريدون منه ان يشاركهم ما يعانون منه لكي يقف على المنبر ويطالب بحقوق بسيطة، وعلى بساطتها فأنها بدت بعيدة المنال، لما اكتنف عمل المجلس الذي هو في سبيل الانفضاض في أمور بعيدة كل البعد عما كان منتظرا منها .ليقف من يحالفه الحظ في الانتخابات المقبلة مع المواطن المنهك ومع عائلة لا تجد مأوى يظلها ومع عائلة أخرى راح معيلها ضحية للعمليات الإرهابية لكنها لم تجد من يتفهم ما معنى ان تفقد عائلة معيلها .قد نجد بعض العذر للسابقين كونهم ونقولها بصراحة عملوا جاهدين لإرضاء الكتلة التي أجلستهم تحت قبة البرلمان وللحزب الذي جاء بهم عن طريق القائمة المغلقة في حين ان الوقائع أثبتت آخر الأمر بأنهم لا يعرفون المواطن ولا المواطن يعرفهم. والآن تغير الحال وأصبحت للمواطن اليد الطولى لذلك يريد ان يكون وجهة النائب الأولى والأخيرة وليثبت بما لا يقبل الشك مدى تفاعله مع المشكلات التي لن نستطيع عدها وتحيط بشرائح المجتمع من كل جهة.
شبابيك: حكاية للمرشحين
نشر في: 17 فبراير, 2010: 05:25 م