وديع غزوان يتيح استقرار الوضع الامني في إقليم كردستان لمرشحي الكيانات السياسية إقامة الندوات واللقاءات الجماهيرية المباشرة وهي مناسبة للتحاور الحر والواقعي مع كل مرشح توفر فرصاً للطرفين، الجماهير والكيانات، لتبيان وتوضيح وجهات نظرها.
ونعتقد ان مدن كردستان اعتادت مثل هذه الفعاليات المباشرة واللقاء بالمسؤولين والتي نفتقدها في بغداد ومدن أخرى منذ زمن لأسباب عديدة في مقدمتها بالتأكيد الجانب الأمني.. غير ان هذا لم يشفع للمسؤولين خاصة أعضاء البرلمان الذين تعرضوا لنقد ولوم المواطن الذي اشر ابتعاده عن الوسط الجماهيري، بل ان المسؤول او عضو البرلمان ما ان يتبوأ مقعده حتى يتحين الفرصة لإسكان عائلته في إحدى دول العالم وقضاء اكثر وقته بالسفرات والايفادات، ولا يتذكر منطقته او وطنه الا عند أزوف وقت الحملة الانتخابية، ليكرر نفس الشعارات وربما يحلف أغلظ الإيمان ان قلبه وضميره مع الشعب وان هدف سفراته نبيل وامتيازاته ورواتبه يوزعها على المساكين . مثل هذه المواقف تذكرني بأحد الأصدقاء الذي عاد الى الوطن في الأيام الأولى من نيسان 2003 مع حزبه المعارض، هذا الصديق دأب لأشهر على تفقد القريب والبعيد وكان يروي كيف ان رئيس وزراء الدولة التي يحمل جنسيتها يتجول في (week end) على دراجته الهوائية وانهم استفادوا من تجارب هذه الدول وقبول مسؤوليهم النقد وطموحهم بتحويل العراق تدريجياً الى مثل هكذا حالة.لاحظ صديقي ابتسامتي الساخرة وتساءل عن أسبابها فقلت له العبرة بالأفعال وليس بالأقوال والأيام هي الحكم، المهم ان صديقي هذا ما ان تبوأ مقعده في الجمعية الوطنية حتى وضع السكرتيرات والحمايات وغادر المكتب الذي اعتاد ان يلتقينا فيه، بل انه لم يسأل حتى عن أقربائه، ولم نره الا ابان الحملة الانتخابية الحالية بعد ان عاود الاتصال بنا مجدداً من خلال احد أقاربه الذي استحلفنا ان نذهب اليه ونستفسر منه عن سر رجوعه للوطن بعد هذه الغيبة عله يخجل ويعرف ان خطابه لم ولن ينطلي علينا .ما نريد ان نقوله هنا ان رأس مال أي مسؤول خاصة البرلماني منهم هو محبة الناس وقربه منهم وبصراحة ان البعض منهم لم يكن بمستوى الحد الأدنى من المسؤولية والا بماذا يمكن ان يفسر تصريح رئيس البرلمان عندما قال ان البعض من البرلمانيين كانوا يوقعون بدلا من زملاء لهم متغيبين عن الجلسة، وآخرين قدموا رشى لماسك سجلات الغيابات في مجلس النواب؟!بموضوعية نقول ان تجربة الإقليم البرلمانية او الحكومية ليست مثالية، لكنها نأت بنفسها عن هذا المستوى، وهنالك بحسب معلوماتنا العديد من الأنشطة واللقاءات مع شرائح متعددة من المواطنين او ممثليهم.وما نتمناه تفعيل مثل هذه الأنشطة والحرص على ان لا تكون شكلية تفقدها روحها وجوهر أسباب انعقادها.
كردستانيات: تواصل جماهيري
نشر في: 17 فبراير, 2010: 05:28 م