إكرام زين العابدينتحولت قضية المحترف مصطفى كريم الذي انتقل مؤخراً من نادي الشارقة الإماراتي إلى نادي السيلية القطري بعد إن أخذت أبعاداً تنذر بحدوث مشكلة إذ هدد النادي القطري باللجوء إلى فيفا بحثا عن حقوقه المالية التي بلغت 300 ألف دولار.
وفرض اتحاد الكرة الإماراتي إجراءات جديدة على تسجيل اللاعبين الأجانب في أنديتها من خلال طلب بيان بمشاركة اللاعبين في المباريات الرسمية من عدمه بنفس الموسم المنتقلين إليه لأنديتنا، وذلك من الاتحاد المعني بإرسال بطاقة الانتقال الدولية، ليسبق اتحادنا الكروي جميع الاتحادات العربية والخليجية في هذا الطلب القانوني . اللاعب العراقي والعربي يختلف عن اللاعب الأجنبي من خلال التجربة الاحترافية المحدودة له وكذلك ثقافة الاحتراف التي لا يعرف بعض لاعبينا أبجديتها ، ولا يعرف من الاحتراف إلاّ مبلغ عقده والنادي الذي يلعب له . ومن خلال متابعتنا تجارب الاحتراف للاعبين العراقيين في السنوات الأخيرة لاحظنا ان اغلبهم لا يعرف وجهته الحقيقية ولا بطولة الدوري التي تناسبه وإمكانية النجاح فيها . تجربة اللاعبين المحترفين مصطفى كريم وسامر سعيد ماثلة للعيان بعد ان تخبطا في اختيار النادي الذي يلعبان له ووصل بهما الحال الى ايقاف الأول بشكل مؤقت ، وتوقيع الثاني لناد محلي ثم تركه دون إن يلعب معه أية مباراة رسمية والعودة من جديد الى قطر وتمثيل السيلية . إن اللاعب كريم نجح في تجربته الاحترافية مع الاسماعيلي المصري وكان يمني النفس بالوصول الى الدوري الأوروبي في المواسم المقبلة لكنه فضّل التحول الى الشارقة الإماراتي في دوري يضم عدداً غير قليل من نجوم الكرة العربية والأجنبية في تجربته الثانية ، لكنه تعامل بنرجسية مع مدرب الشارقة البرازيلي خاصة بعد نجاحه في تسجيل الأهداف وان النادي أصبح بحاجة ماسة له ولا يمكن ان يبعده احد . ولكن قرار المدرب كان واضحا من خلال إبعاده لأنه لم يتعامل باحترافية وتسبب بمشاكل للفريق ووصل بعدها إلى السيلية القطري الذي يتذيل قائمة دوري نجوم قطر ولعب مباراتين ونجح بتسجيل الأهداف والمساهمة بفوز السيلية على الوكرة . وهنا انتبه البعض من الذين يجيدون التعامل مع القوانين واشروا بان كريم لعب لأكثر من ناد ومسابقة خلال موسم واحد وقرروا إيقافه مؤقتا على أمل إن تحل قضيته بصورة نهائية . كنا نتمنى ان ينجح اللاعب مصطفى كريم بتجربته الجديدة بالموسم الحالي مع الشارقة وان يكون إضافة مهمة للمنتخب الوطني كونه لاعبا موهوبا ويملك حسا تهديفيا كبيرا خاصة بعد إن سجل ثمانية أهداف مع الشارقة ، وكان من الممكن ان يكون هدافا للدوري الإماراتي بعد ان يتنازل عن غروره وتعامله بجدية مع الكرة . لكنه للأسف لم يتعلم من دورس الأمس وتعامل بشكل بدائي مع الاحتراف وسيدفع ثمن عدم استعانته بمستشارين او محامين يرشدونه الى الطريق الصحيح وصولا الى الهدف الأسمى وهو الاحتراف الناجح الذي يعطي صورة ناصعة عن لاعبينا الدوليين .أما محترفنا الآخر سامر سعيد فإنه أكثر من تصريحاته في الأيام القليلة التي قضاها في بغداد واعلن عن نيته لتمثيل اكثر من ناد ولكنه ضرب كل الكلام عرض الحائط وطار من جديد إلى السيلية النادي الذي يلبي طموحات محبيه كونه يتذيل دوري النجوم القطري .
في المرمى :عقلية بدائية للاحتراف
نشر في: 17 فبراير, 2010: 05:42 م