اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الانسانية ليست ديناً ..

الانسانية ليست ديناً ..

نشر في: 24 إبريل, 2017: 09:01 م

في عام 2010 اختارت مجلة تايم الشهيرة مؤسس موقع (الفيس بوك) للتواصل الاجتماعي مارك زوكربيرغ، "شخصية العام" بعد ان بلغ عدد مشتركي "فيس بوك" 500 مليون شخص ساهم الموقع في ربطهم ببعضهم البعض..وطوال السنوات الفائتة، ساهم الـ (فيس بوك) في تغيير حياة مئات الملايين من البشر..
وحين عصر مارك عبقريته ليمنح العالم ابتكاره، لم يكن يتوقع طبعا ان يتحول الموقع الى وسيلة لعرض آخر ابداعات ربات البيوت في صنع (الدولمة ) و( الكليجة ) او قنطرة لعبور (الزاحفين) او (الزاحفات )الى ضفاف قلوب تعوِّض الحرمان بالحب الافتراضي.. لقد حاول ان يصل اطراف العالم ببعضها عبر تحاور انساني، وهو ما أثار شهية البعض الى نشر مبدأ الانسانية ونبذ كل ما يعرقل ازدهارها من تطرف وتعصب وتخلف وكراهية، لذا استقبلت صفحاتهم اصدقاءً من دول وقوميات وطوائف مختلفة وخاضوا معهم في نقاشات متشعبة وطرحوا قضايا ساخنة وشائكة ليخرجوا منها بخلافات وشتائم او بتفاهم وتوحد
افكار...
أحد المؤمنين بمبادىء الانسانية وثقافة التسامح ونبذ التعصب في العراق وجد طلبا للصداقة من شخصية تنتمي الى بلد آخر يعتنق طائفة مخالفة لطائفته وتلتصق بالبلد الذي ينتمي اليه صفة الارهاب ويتهم بكره العراقيين ولطائفة معينة منهم بالذات..قرر العراقي أن يوافق على طلب الصداقة ليكسرالحاجز ويصل الى افكار ابناء هذا البلد ويكتشف ماهية مشاعرهم الحقيقية تجاه العراقيين، وبعد حوار طويل خاص، اكتشف كلا الشخصين ان نواياهما متقاربة ولديهما نفس الحرص على محاربة الافكار الجاهزة ونشر مبادىء الانسانية وتاشير مواطن الخلل في سلوك حكومات دولتيهما ونقاط المبالغة والتطرف في مذهبيهما، وقرر العراقي أن ينشر الحوارالخاص على صفحته ليطلع عليه الاصدقاء والمتابعون لها بهدف كسب أكبر عدد ممكن من مناهضي العنف والارهاب والجفاء بين البلدان بسبب سياسات قذرة وفتاوى متطرفة لشيوخ لا يتقنون الحديث بلغة التسامح وفهم مبادىء الدين الحقيقية، قوبل الحوار بتأييد عدد من اصدقاء ومتابعي صفحته لكنه لم يحظ بقبول العديد منهم ايضا، وهوجمت افكار العراقي ليس بسبب ما ورد في الحوار من نقاش حضاري، بل لأن العراقي سمح لنفسه أصلا بالتحاور مع شخص ينتمي لذلك البلد ( الملعون ) في نظرهم.. بعضهم عاتبه وآخرون هاجموا ضيفه وشككوا بنواياه وذهب بعضهم الى ابعد من ذلك، فحذر العراقي منه ومن دسائسه..
حاول العراقي أن يواصل مابدأه وألا يشعر باليأس فقرر مع ضيفه ألا تستفزهما التعليقات وأن يردّا عليها بهدوء وتوضيح ولم يهمل العراقي الرسائل والمكالمات الغاضبة على الخاص ايضا واجاب عنها كلها بصبر واسهاب..
المهمة ليست سهلة..هكذا شعر القطبان اللذان تجاذبا بعد حوار انساني، لذا لن تثنيهما عن قضيتهما محاولات البعض لإطفاء شعلة الانسانية باسم الدين والمذهب والسياسة فـ"الانسانية ليست ديناً – كما يقول سقراط – بل رتبة يصل لها بعض البشر " وافضل مافعله مارك هو منحنا وسائل للتواصل الاجتماعي الفاعل ليلتقي عبرها مَن يصل رتبة البشر...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram