TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: سكر وانتخابات!

وقفة: سكر وانتخابات!

نشر في: 17 فبراير, 2010: 06:04 م

افراح شوقيساعة ونصف أستغرق طريقي المعتاد من بيتي الى مكان عملي في الجريدة في الوقت الذي من المفترض ان يكون الزمن ربع ساعة فقط، لكن ليس في شوارع بغداد حتماً!، اقول ان الزمن الذي مضى كان مثيراً وكافياً لاي صحفي ان يشرع  بكتابة أكثر من تحقيق وقصة وخبر ومقالة،
تنطلق من شواهد حية وتصريحات عفوية للمواطنين لم تتم دبلجتها قبلاً، او وضعها في خانة انا أعتقد، وماينبغي ومالا ينبغي  وبصراحة بالغة  وغيرها  من مصطلحات افرغت من محتواها ولم تعد تصلح للاستهلاك،  واثبتت الدورة البرلمانية الماضية فشلها مع سبق الاصرار.ولعل الوعود والآمال الكبيرة التي غزت شوارع بغداد بلافتات المرشحين الجميلة وألوانها اللامعة،  ولم تتعد كونها مجرد وعود حتى الان،  وما احتوته من صور وتعابير باتت الموضوع الأكثر دسامة في حديث ركاب الكيا التي اعدت عليها  صباح أمس والأيام التي قبلها، والطريف ان شرارة الكلام الأولى  لحديث طويل عن الانتخابات انطلقت من امراة اتضح من خلال ردها على اتصالات وردتها عبر موبايلها (الثعلب)  انها صاحبة  وكالة لتوزيع الحصة التموينية، وبات  واضحاً من خلال حديثها ان حصة هذا الشهر فقيرة ايضاً وهي خالية من السكر الذي استهلك من دخل  الاسر العراقية كل خزينها،  وصار لزاماً على وزير التجارة المنتخب  ان يحلي (حلك العراقيين) عندما يفوز بمقعد في الانتخابات القادمة. حديثها استفز بقية الركاب وصاروا يتندرون بمفردات الحصة التي تؤشر كل المعطيات  الاخيرة على انها في طريقها للانقراض، وزادها حديث عن الكهرباء التي بقيت محافظةً على بقائها  ضيفاً خفيفاً على بيوتنا، وتشعب  الحديث ليشمل استنكار بعضهم من  التصريحات النارية التي اطلقها المرشحون  في لافتاتهم والتي تعدهم بان المرحلة القادمة مرحلة حساب وعقاب لأخطاء السابقين في الحكومة،  في حين ان أياً من تلك الوجوه لم تتغير ولانعلم هل يقصدون انهم سيحاسبون انفسهم؟ هذا مااطلقته امراة اخرى بدت في خريف العمر  وزادته لتقول: تعودنا  على الكلام والوعود   فلماذا لم يحققوا لنا وعودهم قبل ان  يتوسلوا بنا الآن وهم يخبروننا بأن أصواتنا صارت أغلى من الذهب؟ لماذا اذن لم يصونوا الذهب الذي سلمناه اياهم قبلاً؟ احدهم وكان يبدو عليه الفقر الشديد تساءل بتهكم: ماذا لو وزعوا على الفقراء ربع أقيام تلك اللافتات، اظن ان يومنا سيصبح أجمل! عارضه آخر بالقول ان اللافتات تلك أوجدت فرص عمل لكثير من العاطلين ممن تمنوا ان تتكرر حملة  الانتخابات كل ثلاثة اشهر علها تحل مشكلة  بطالتهم المستديمة! نزلت من الكيا وكنت قد اجتزت مقر جريدتي بقليل ووصلت اليها متأخرة كالمعتاد، وشرعت أكتب سطوري هذه واذيلها بصور الامنيات التي تحدونا  في ان  تمتلئ نفوسنا بالبهجة ذاتها  التي رسمتها تلك الصور في شوارعنا وأعمدة بناياتنا لتكون فعلاً ما تزدهي به أيامنا القادمة بهمة عالية  تشبه او حتى تتفوق على همة المرشحين ساعة تعليق لافتاتهم ونعدهم بان ايدينا ساعتها ستغمرسوية  بخبطة الرمل والسمنت العراقي  للشروع بالبناء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram