جلال حسن ثمة مشاريع تشحذ الخيال بتصورات خلابة , مشاريع تبعث الامل وهي في مخططها الاول على مجسم هندسي أنيق ،ما يؤكد ان المشروع سيكون بنفس الموديل أو الهيكل الذي نشاهده في القفص الزجاجي والشاخص امام قاعات الشؤون الهندسية والفنية في مقار الوزارات الخدمية .
ونرى في النموذج " المشروع الرئيس " و الشوارع النظامية وحركة السيارات والواجهات البراقة والاشكال الفنية ،وتوابع الخدمات والمخازن ، وكل شيء محسوب بعناية فائقة، وبمقياس هندسي دقيق، حتى مواقع الحدائق والاشجار والنخيل العالي والكراجات. فكيف يمكن تصور مشروع يقلب موازين الخيال بسعته وتصريحات المسؤولين عنه كما في مشروع خط السكة الحديدية المستقبلية حول بغداد. ففي الوقت الذي اعلنت فيه وزارة النقل مسؤوليتها عن المشروع من خلال تصريح المسؤولين في الوزارة . اختارت امانة بغداد سبع شركات عالمية من دول مختلفة لتقديم عروض وتصاميم لمشروع ثان اسمه مترو بغداد وبكلفة تصل الى ثلاثة مليارات دولار. وزارة النقل ومن جهتها قالت انها ستنشئ محطتين حديثتين للمسافرين الاولى في جانب الكرخ في موقع المحطة العالمية الحالي والثانية في جانب الرصافة في موقع محطة شرقي بغداد القديمة، قرب شارع فلسطين ومنطقة النهضة . المشروع سيربط به خطوط السكك الرئيسة كافة المتجهة الى المحافظات ودول الجوار، وسيحل مشاكل الاختناقات التي تعانيها شبكة سكك الحديد داخل بغداد، وكذلك الاختناقات المرورية في شوارع بغداد، التي تحصل نتيجة اختراق قطارات البضائع لوسط بغداد عند مرورها بين المحافظات ، واهم ما في الامران سرعة القطارات تبلغ على الخط الدائري ( 200 ) كم / ساعة لقطارات المسافرين ويعمل على الطاقة الكهربائية . وبقدر ما تثير هذه التصريحات راحة بال المواطن وتجعله يسرح بأفكاره حيث ركوب القطارات الحديثة المكيفة من السكك السريعة حول مدينة بغداد وتابعاتها في المحافظات، وخصوصا التي تعاني اختناقات مروية وزحامات كما في كربلاء والنجف . راح المواطن يحلم ثانية بمشروع المترو وحياة التنفس تحت الارض ، والذي يبدأ في احدى مراحله من حي الأمين ويمر بمدينة الصدر، وصولا إلى الأعظمية وكيفية تقاطع المسارات بسيطرات الكترونية مضبوطة وحساسة جدا وتلك الواجهات الزجاجية العملاقة ، والانوار المريحة والتكييف والتدفئة المركزية، وغيرها من الارصفة البراقة والسقوف القرمدية. ترى متى تبدأ نقطة الشروع ليكون الحلم حقيقية بجلوسنا على مقعد اثيري في القطار الصاعد نحو حي طارق والنازل الى حي المعالف؟ اذا عرفنا ان هذا المشروع قديم جدا وشبعنا من التصريحات بشأنه من بداية الثمانينيات من القرن الماضي حتى الان ولم ينفذ، والى هذه اللحظة .jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : مشاريع تشحذ الخيال
نشر في: 17 فبراير, 2010: 06:09 م