TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الإعلام يتحمّل وزرها !

الإعلام يتحمّل وزرها !

نشر في: 28 إبريل, 2017: 09:01 م

تجتهد الاتحادات الرياضية بمختلف الألعاب في الإعداد لأعذارها عن أيّ إخفاق في استحقاقاتها الخارجية بضراوة، وتحترف العمل لأجل صياغة مفرداتها هروباً من أجواء المساءلة أو استعراض نتائج المشاركات المخيّبة، خاصة مع غياب الموفد الصحفي  المرافق للفرق، الأمر الذي  وفّر حيّزاً هائلاً لأبطال المشاركات في التعتيم والتخفي عمّا حصل ويحصل في هذه المشاركات.
 ووفقاً لأغلب من نلتقيهم من الأعضاء لا يتمكنون في الغالب من إخفاء مشاعر سعادتهم المبطّنة بحلّهم وترحالهم في المشاركات بلا رسائل إعلامية تكشف تفاصيل مبارياتهم وما يدور في كواليسها في واحدة من أشد الانتكاسات التي يشهدها الوسط الرياضي بصورة عامة وقد أسهمت في ضياع حقيقة العديد من المشاركات الخارجية لمختلف الألعاب التي غلّفها النسيان وطويت بجميع تفاصيلها .
ولو كانت المشكلة قد توقفت الى هذا الحد لاستكنّا الى الذرائع التي تصاغ حول ضغط الانفاق وعدم وجود تبويب مالي لدى الاتحادات واللجنة الأولمبية لسفر الصحفي المرافق للوفود الذي غيّبت مهمته عمداً بين أدراج المكاتب وذرائع اللقاءات غير المجدية، ولكن كُتب على الإعلامي أن يتحمّل اتهامات وتبعات من نوع آخر طفت على السطح في السنوات الأخيرة حول تحميل الإعلام ورجال الصحافة المسؤولية عن الاخفاقات وإثارة سخط الشارع الرياضي كما حصل مع منتخبنا الوطني وانتكاسته في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018 حيث بدا وكأن اعضاء الاتحاد ومعهم رئيسهم قد كرّسوا في مخيلتهم، أن سبب الخروج الأول هو تدخل الإعلام أو ما يُقال عن تدخلهم في عمل المدرب وتسمية التشكيلة وتغطية الاعتراضات الرياضية عن عملهم، وقد شهدنا مدوّنات ونصائح بالجملة وظهوراً إعلانياً على شاشات الفضائيات يصوغ لنا اساليب العمل التي تتحدد بالمديح والمجاملة وتجاوز أية حالة سلبية بإشارة أو تناول موضوعي، لأن مهمة الإعلام بحسب ظنّهم، هي التصفيق والتهليل لأيّ شيء وإن كان خسارات مدوّية، وقد رأينا مثل ذلك مع منتخب الكرة الشاطئية الذي نال نصيبه من الهزائم الآسيوية والمنتخب النسوي أيضاً الذي جيّرت نتائجه وألقيت على الإعلام الرياضي أيضاً.
إن ما نشير اليه لابد أن يكون قد لمسه الوسط الإعلامي الرياضي بصورة عامة والجماهير الرياضية أيضاً، يُشكّل منعطفاً خطيراً في الحياد عن جادّة الصواب الموضوعية في تصحيح المسارات الرياضية والاستفادة من الإعلام كمرآة ناقلة وطرف مُسهم في صنع الانجاز ومحاولة التشتيت السلبي لهذه المهمة النبيلة وأهل الكلمة الصادقة الذين غالباً ما يكونوا سبباً في الشهرة وتعزيز النتائج وليس العكس، وما يحصل هو فهم خاطئ وقصور في البصر والبصيرة الى الحد الذي يحاول فيه المسؤول الرياضي، أن يمنع الإعلامي من مجرد الإشارة الى سجل انجازات المدرب الأجنبي الذي ننوي اعتماده رسمياً ضمن تشكيلة منتخبنا الوطني بصفة مدير فني.
ومن الطرف الآخر يحاولون وفق ذات الرؤيا، عمل اصطفافات ساندة لهم باجتذاب هذا وذاك بإسلوب الإغراء والرضا الذي يدرّ منفعة ضيّقة وينتج مِعوَلاً للهدم واستمراره بهذه المهمة، مع كل هذه الهجمة لابد أن نسجل بكل فخر واعتزاز، تصدي القامات الشامخة من رواد الصحافة والإعلام والجيل الجديد من المبدعين الشباب لهذه الأساليب وعدم الانجرار لرغباتها، فلابد أن يصح الصحيح عاجلاً أم آجلاً وتنتهي الأزمة الحالكة ويكون ميدان الصحافة والإعلام حُرّاً ومجتهداً لقول الحقيقة وانصاف فرقنا الوطنية والتعبير عن مكنونات جماهيرنا الرياضية ولا نعود بعقارب الساعات الى حُقب بالية تشكّلت ونمت بأوساط الفساد المُقيت وقد أكل الدهر عليها وشرب!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

العمود الثامن: هلوسات مرشح خسران!!

العمود الثامن: رجاء اقرأوا التدوينة

العمود الثامن: لماذا لا نثق بهم؟

الصراع على البحر الأحمر من بوابة اليمن "السعيد" 

العمود الثامن: رئيستهم ورئيسنا !!

 علي حسين أعذروا جهلي فأنا لا اعرف ما هي المسؤوليات التي يقوم بها رئيس الجمهورية في بلاد الرافدين ،فهو يظهر أياماً ، ويختفي دهوراً ، كما لو كان مجرد شبح يعيش في منطقة...
علي حسين

باليت المدى: رذاذ نافورة على تمثال برونزي

 ستار كاووش إنتصفَ النهار عند وصولي شارع برنس يوجين في مدينة فيينا، قادماً من الحي الذي خلف محطة القطار، فأكملتُ طريقي في هذا الشارع الطويل محاذياً سياجاً مبنياً بحجارة حمراء، تطل من خلفه...
ستار كاووش

كيف يمكنناالاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي* (الحلقة 12)التجربة السويديةفي عالم يتطلب الابداع والتفكير النقدي لمواجهة تحديات لم نعهدها من قبل، هل ما زلنا نعلم ابناءنا بالطرق التقليدية التي تعتمد على الحفظ والتلقين؟ بينما يتسارع العالم من حولنا، تزداد...
د. محمد الربيعي

من المسألة الصهيونية إلى التحدي الفلسطيني: ماهي الوسيلة نحو الانعتاق الذاتي وبناء الذات

محمد صبّاح (1-2)في نهاية القرن التاسع عشر، كانت أوروبا تمر بتحولات فكرية واجتماعية عميقة، حيث نشأت أفكار جديدة تتعلق بالهوية القومية والعرقية، وعلاقتها بالدولة. في هذا السياق، ووسط الأزمات التي كان يعيشها اليهود في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram