TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حمار”الفوتو شوب”

حمار”الفوتو شوب”

نشر في: 28 إبريل, 2017: 09:01 م

- ابنك حمار!،  قالت  المعلمة  لوالد تلميذ في المرحلة الابتدائية، اعترض الاب فطرح سؤالا  بقدر مرارة حملها من اتهام ابنه  بالغباء.
-  شلون؟؟؟
- سأثبت لك  ذلك،  فأمرت التلميذ  الأبن بالذهاب الى مكتب مديرة المدرسة للاستفسار عن وجود  المعلمة نفسها  في الإدارة، بعد دقائق عاد وقال:
- المعلمة غائبة.
- هل تأكدت من غباء ابنك؟موجهة كلامها للاب فقال الأخير
-  لماذا الاستغراب والحكم غير عادل ربما  انت اليوم بإجازة.
- ابنك حمار ابن حمار من نوع الفوتو شوب  قالت المعلمة، وتركت الاب مع ابنه  يبحثان عن حل لمشكلة مستعصية.  ربما  تمتلك الحمير قدرة على  فك طلاسمها.  تلك المحاورة يتداولها الكثير من العراقيين  لأثبات حقيقة قولهم  بان الغباء موهبة،  تؤهل حاملها في  ان يكون بمنصب حكومي رفيع المستوى. في الساحة العراقية الكثير من هذه النماذج، بحضورها اليومي عبر شاشات الفضائيات    اثبتت  انها اقل من الحمير في التعاطي  مع القضايا  المهمة، فمثلا حين ارتفعت الأصوات  الاحتجاجية المطالبة بتغيير المفوضية،  رفض  ممثلو الشعب في البرلمان  المساس بقدسية   المفوضين المبشرين بالجنة.
 اثبتت الدراسات العلمية ان  عقل الحمار يستجيب للايعازات بعد دقائق، ردود افعاله متأخرة للاصوات، فحين يسمع صوت منبه سيارة ذات دفع رباعي، ضمن موكب مسؤول او سياسي يسلك الطريق السريع، يظل في مكانه لا يتزحزح، فيضطر عناصر الحماية للنزول الى الشارع لإبعاد الحمار عن طريق الزعيم السياسي او صاحب المعالي ليواصل مسيرته الثورية نحو اهدافه  الآنية والمستقبلية، يمر الموكب بأمان وسلام، ثم يقفز الحمار استجابة للصوت بعد ان تجاوزه موكب عجلات  الدفع الرباعي بمسافة بعيدة.حوادث المرور في الطرق الخارجية بعضها يعود الى اصطدام المركبة بحمار، وتحتفظ دوائر المرور بصور تكشف حصول حوادث كثيرة راح ضحيتها الابرياء بسبب الحمير.
 منذ القدم حقق الحمار منجزا تاريخيا يحسب له، حين نجح في اقناع الفرس الاصيلة لتلد البغل، والمنجز وحده يعبر عن حقيقة، بأن الحمار يمتلك من القدرات العقلية والتفكير السليم والوصول الى اهدافه، بطريق مستقيم مباشر، عجزت الحيوانات الاخرى عن تحقيقه، الحمار انجب البغال، فوفر فصيلة تمتاز بالصبر والذكاء، لها قدرة كبيرة على صعود الجبال محملة بالاثقال، فسجل  الحمار  بانجاب البغل  امتياز تزويد الجيش بوسائل نقل لا تحتاج الى وقود الديزل والبانزين، وحصته من التموين والارزاق ليست باهظة تضيف اعباء مضاعفة لميزانية الدولة.
 في العالم المتحضر شكلت الجمعيات والاحزاب للدفاع عن الحمير لإزالة حيف لاحقه بسبب نهيقه ووصفه  بأنكر الأصوات. وأثبتت الاحداث في المنطقة  العربية منذ أكثر من نصف قرن،  بان النهيق يبدو مقبولا ترتضيه الأذن البشرية  مقارنة بخطب المسؤولين والساسة في المناسبات الوطنية والقومية، وما تبثه وسائل اعلامهم اثناء الأزمات وحلول الكوارث والنكبات، من بيانات وتصريحات  أصحاب الحل والربط.
“حمار الفوتو شوب”المحلي او الإقليمي او الدولي عاجز اليوم  عن انجاب البغال  لفشله في اقناع الفرس الاصيلة  في تحقيق منجز تاريخي، لكنه يستطيع  اشعال المنطقة بحماقاته،  الشواهد كثيرة،   فمفوضية الانتخابات”المستقلة”ستدخل الى سجلات حوادث المرور  بجهود القوى السياسية المتنفذة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram