اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قضية القطريين.. حقنا في معرفة الحقيقة

قضية القطريين.. حقنا في معرفة الحقيقة

نشر في: 28 إبريل, 2017: 06:17 م

adnan.h@almadapaper.net

في أول وأبسط تعريف لها، الديمقراطية تعني حكم الشعب لنفسه. هو بالطبع حكم يكون بالواسطة أو بالإنابة عن طريق ممثلي الشعب المُنتخبين والمعيّنين في مؤسسات الدولة، البرلمان والحكومة وسواهما.
من القواعد الراسخة في النظام الديمقراطي أن يُحيط ممثلو الشعب ومؤسسات الدولة الشعب علماً بكل ما يهمّه ويؤثّر في حياته  ومصيره، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً. في الدولة الديمقراطية هذا الحق مضمون بقوانين محترمة من الجميع، هي المتعلّقة بالوصول الحرّ الى المعلومات والنشر الحرّ للمعلومات.
لدينا ما يزال مجلس النواب يماطل في تشريع مثل هذا القانون. السبب معروف ولا يحتاج الى التخمين أو التنبؤ. الطبقة السياسية المتنفّذة - وهي غير ديمقراطية، والديمقراطية فُرِضت عليها فرضاً كما تبيّن تجربة الأربع عشرة سنة الماضية - لا ترغب في أن يتمتّع الشعب بحق الوصول الحر إلى المعلومات ولا بحق النشر الحرّ للمعلومات. التمتّع بهذين الحقّين سيعني كشف المستور، والمستور في تفاصيله فضائح كبرى تتعلق بعمليات الفساد الإداري والمالي ودعم الإرهاب والجريمة المنظمة، والتواطؤ مع منظمات الإرهاب والجريمة، وهذا تواطؤ متورط فيه مسؤولون كبار في الدولة بمؤسساتها المختلفة.
في مؤتمره الصحافي الاسبوعي الأخير، تحدّث رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي الثلاثاء الماضي عن قضية القطريين الذين أختِطفوا داخل الاراضي العراقية قبل أكثر من سنة وأطلِق سراحهم الاسبوع الماضي. العبادي قام بعمل جيد، هو الكشف عن بعض خفايا القضية، وبالذات ما تعلّق منها بالمال الذي بعثت به حكومة قطر على متن إحدى طائراتها. 500 مليون دولار كان من المفترض أن تنتهي إلى الخاطفين فدية، أو بالأخرى مكافأة لهم، عن إطلاق المخطوفين القطريين الاربعة وعشرين ومعهم سعوديان وباكستاني واحد.
في الحقيقة إن العبادي اختار أن يُخبر الشعب بالحلقة الأضعف في هذه القضية.. المهمّ للشعب ليس حجم المال المُرسل الذي وضعت سلطات حكومتنا عليه يدها مؤقتاً قبل البتّ في مصيره. المهمّ بالنسبة لنا هو الكشف عن الجهة أو الجهات الخاطفة. هذه الجهة أو الجهات إنما انتهكت حرمة قوانين البلاد وتصرّفت كما لو أنها الدولة، بل على نحو لا يمكن لأي دولة تحترم نفسها أن تتصرفه.
لابدّ أن الجهة أو الجهات الخاطفة كانت قد فعلتها غير مرة في السابق، من دون علم الدولة بالطبع، بل تجاوزاً على الدولة وسلطاتها وهيبتها وقوانينها.
السيد العبادي، بوصفه مُختاراً من الشعب لإدارة الحكومة، ملزم سياسياً وأخلاقياً بأن يكشف للشعب المعلومات المتّصلة بالجهة أو الجهات الخاطفة ، فضلاً عن الجهود التي بذلتها الحكومة لتأمين الإفراج عن المخطوفين ولمنع وصول الأموال القطرية الى الخاطفين.
قريباً أو بعد حين سيتكشّف كل شيء عن هذه القضية، ولكن حتى يحصل ذلك سيكون الأمر قابلاً لتداول الكثير من المعلومات الملفّقة أو الناقصة. ما يمكنه أن يمنع هذا هو أن تؤدي حكومة العبادي واجبها في تلبية حق الشعب في معرفة الحقيقة. هذا الحق ثابت وقائم برغم تقصير مجلس النواب بعدم تشريع قانون حق الحصول على المعلومة حتى الآن. تقصير الحكومة في إعلان الحقيقة رسالة تشجيع إلى الخاطفين وسواهم بمواصلة تحدّيهم الدولة وسلطاتها وقوانينها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. بغداد

    استاذ عدنان حسين وهل المخطوفين القطريين ارواحهم أعز وأثمن من ارواح المخطوفين من الشعب العراقي وهم بالألوف ؟!!! ثم لماذا لم يهتم حيدر العبادي بقضية الشاب الذي دافع عن سيادة العراق ضد الفساد وهو الشاب جلال ابشحماني أين هو والبحث عن جلال اسهل بكثير عن ال

  2. أبو أثير

    لا تريد الحكومة العراقية أن تكشف أكثر مما صرح به السيد رئيس الوزراء السيد العبادي للأعلام وهذا هو من أبسط شيء يمكن أن تقدمه وتوضحه لأنه من صلب و ظائفها الرسمية في أطلاع الشعب العراقي على ما يجري في الخفاء ... والسبب في عدم كشف المستور لما يجري في الخفاء

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram