عبدالله السكوتي يحكى ان رجلا قرويا يدعى (بريّج) جاء الى بغداد ، فادهشه ماشاهد فيها من العمران، وعند عودته الى القرية، سئل عنها، فابدى اعجابه بالمدينة وكلما كرر عليه السؤال ، ابدى اعجابه ولكن عجز عن الوصف والاجابة ، ولذا قالوا:(علم بريّج ابصدره).
كثيرعندنا يشبهون (بريج) فهم يمتلكون العلم ، ولكن لايستطيعون البوح به اوترجمته الى افكار عملية تفيد الشعب ، ام ان علم (بريج ) سيبقى في صدره الى ابد الآبدين ، عسى الا يبقى علم (بريج) في الانتخابات البرلمانية المقبلة في صدره ويظهر الى العلن. لقد بقي علم بريج في صدره على مدى اربع سنوات ولم يستطع الافصاح عنه، امام صبر الجميع ومعاناة الشعب التي عاشها هذه السنين العجاف ، مع تقدير الشعب العراقي لمن عمل صالحا ، فليست السنوات الاربع كلها خالية من الجهود المخلصة ، لكن الصوت بقي مبحوحا من النداء المتواصل للبعض بلاطائل لان هذا الصوت طالما اصطدم بحجر التعنت الذي امسك به كثير من النواب، ليضيعوا كثيرا من الفرص التي كان من المؤمل ان تأخذ بيد الوطن نحو التطور وان كان جزئيا. ونحن كذلك نمتثل لقواعد المتعلمين، والعلماء الذين لايحتفظون بعلمهم لذواتهم، وانما يعلمون الاخرين ما تعلموه، ولانريد علماء من نوعية (بريّج) يحتفظون بعلومهم في صدورهم، وهؤلاء سنحكم عليهم بحسب الحكاية بالجهل والعي، لذا نقول على من لديه خطة او منهج اوبرنامج سياسيا كان ام اقتصاديا عليه طرحه ومحاولة تطبيقه افرادا كانوا ام كتلا من الذين ينوون دخول ساحة المعترك السياسي؛ لقد تعبنا من المهاترات والخروج من على الفضائيات بمشاكسات واتهام للاخر بلا ادلة همهم فيها هم دعائي، يضاف الى ذلك دعاياتهم الانتخابية فاحدهم كتب امام صورته ، ساوفر مليون فرصة عمل ، والاخر يريد توزيع مردودات النفط على الشعب ، دعاوى خيالية وغير منطقية ، لتكن دعواتنا على قدر امكاناتنا ، اذا كانت فرص العمل المعطلة بحسب برنامج التعيين على وفق موازنة 2010 والتي صوت عليها النواب جاوزت الـ(100) الف فرصة عمل ، فمن اين للمرشح الذي يروج لذاته بهذا الرقم غير المعقول . لانريد احدا مثل صاحبنا (بريّج ) ، ولكن من يبح فليبح بشيء مفيد ، اما ان يدعو الى نفسه ويريد ان يفوز ، بهذا الاسلوب المليء بالخداع واستغلال البسطاء ليحصد غلة اربع سنين سمان آتيات ، فهذا غير ممكن. وعلى الذين رشحوا من النواب القدامى ان يتوبوا عن الاسلوب الماضي، وينتهوا من عقد الجلسات التي تصب في مناقشة رواتبهم ومخصصاتهم الشخصية، وعسى الا تكون التوبة مثل (توبة سوادي)، فسوادي رجل تاب وعاد سريعا الى غيّه ليفعل افعالا اكثر شناعة من التي كان يفعلها من قبل ، ومع هذا نتأمل ان نحظى بوجوه جديدة، وافكار جديدة، وبرامج سياسية جديدة علنا نخرج مما نحن فيه، والذي اتى بالنواب القدامى يستطيع الاتيان بغيرهم، ام ان العراق لم يلد غيرهم وعلى ماقال الشاعر: (بيك توز حواريسك وحالت عليّ عيونهم حاطت وحالت امك جابتك يسمر وحالت حتى انته عذاب اتصير اليّه )
هواء فـي شبك :(علم بريّج ابصدره)
نشر في: 17 فبراير, 2010: 08:32 م