حاوره: يوسف المحمداوي/تصوير: مهدي الخالدي بعد انتظار طويل دام شهور عدة تحقق حوارنا مع رئيس مجلس النواب إياد السامرائي والذي طالبنا به منذ بداية استلامه المنصب، استقبل (المدى) في مكتبه بحفاوة كبيرة وبصراحة عالية جداً اكد لها في حوار ضيف الخميس ان الانشقاقات التي حصلت في الحزب الاسلامي هي بسيطة اذا ما قورنت بانشقاقات الاحزاب الاخرى
موضحاً لها بان خروج نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي من الحزب لأن سبب انشغاله بالمنصب الحكومي اثر على عمله كأمين عام للحزب مبيناً بان مجلس شورى الحزب خيره بين المنصبين فآثر الهاشمي المنصب الحكومي وقدم استقالته من الحزب، وعن الضغوطات الاميركية التي مورست على قرارات الهيئة التمييزية بشان تأجيل قرار المستبعدين من التنافس الانتخابي، اكد السامرائي ان حماسة السفير الاميركي جعلت البعض يشعر بانحيازه الى المبعدين مشيراً الى ان السفير الاميركي اكد له اننا غير منحازين لاحد ولكن لدينا قلق على العملية الديمقراطية برمتها للمحافظة على اجراء الانتخابات بموعدها المقرر. وفيما يلي نص الحوار.. rnوالدي أعدمه البعث * أياد السامرائي من هو؟- أياد صالح مهدي السامرائي، والدي الشهيد العقيد الركن صالح السامرائي الذي تم إعدامه من قبل النظام البعثي في عام 1970، مع كوكبة من الشهداء العراقيين بحجة مؤامرة، ولدت في بغداد عام 1946 في منطقة الاعظمية، أكملت دراستي الثانوية في إعدادية الاعظمية، أكملت كلية الهندسة في جامعة بغداد قسم الهندسة الميكانيكية، عملت في مصلحة إسالة الماء لمدة عشر سنوات، ولاعتبارات سياسية في إعدام والدي الشهيد تركت العمل من غير تقديم استقالة، وغادرت خارج العراق الى الأردن حيث، عملت بالأردن عدة سنوات في شركة البوتاس العالمية، ثم انتقلت الى الإمارات للعمل في القطاع الخاص لغاية عام 1995، بعدها غادرت الى بريطانيا، وكل تلك الانتقالات ترتبط باعتبارات سياسية، وفي حزيران من عام 2003 عدت الى العراق، هذه سيرتي من الجانب المهني، وانا متزوج وعندي أربع بنات وولدان.* هل العائلة في بغداد؟- العائلة تسكن في بريطانيا لأن ارتباطات الدراسة للأولاد حتمت ذلك.بدأت العمل السياسي مبكراً* متى دخلت العمل السياسي وبالذات في الحزب الإسلامي؟- في السادسة عشرة من العمر كان التوجه الإسلامي يدفعنا صوب الأحزاب والتكتلات الإسلامية، ولدينا علاقات وتقارب مع الحزب الإسلامي بالذات، وكان العمل حينها سرياً خاصة بالنسبة للأحزاب الإسلامية، ولكي أكون أكثر وضوحاً، كانت بداية العمل حركة الأخوان المسلمين، وفي عام 1970 تم تجميد عمل الحركة لأجراء ذاتي قامت به الحركة وجمدت نشاطها، وعلى ضوء ذلك في نفس العام بدأنا تنظيمات إسلامية سياسية، ولم نحدد لها أسماً معيناً في حينها، وكنا من خلال تلك التنظيمات نتصدى للثقافة التي يمارسها حزب البعث والدعوة الى توعية المجتمع، انا وبعض الطلبة الذين معي كنا نمارس العمل بعيداً عن الجانب التنظيمي، واستمر العمل الى عام 1980 حيث بدأت بعض الاعتقالات تطال العناصر التي قمنا بتنظيمها وعملنا كان يمتد في محافظات (بغداد، الانبار، ديالى، نينوى، البصرة) وتلك الاعتقالات شملت أحزاباً أخرى كالدعوة والشيوعي، والسبب في ذلك انه بعد اندلاع الحرب العراقية – الإيرانية بدت الأجهزة الأمنية متحفزة وحذرة جداً، وتقوم بحركات اعتقالات احترازية، وفعلاً انكشفت بعض الحلقات عندنا، ووردتني بعض المعلومات بأني أصبحت مستهدفاً وتحت الرقابة، فأصبحت لدي قناعة بأن مسألة اعتقالي أصبحت مسألة وقت لاسيما وأنا مصنف بأني معارض نتيجة إعدام والدي، لان الوالد حين اعدم منعت انا والعائلة من السفر لغاية عام 1976، وبعد التماسات كثيرة تم رفع المنع.استلمت أمانة الحزب عام 2001* هل تعتبر نفسك من المؤسسين للحزب الإسلامي؟- نعم لكن لست من المؤسسين الأوائل في الستينيات لكوني حينها ما زلت طالباً وعمري لا يؤهلني لذلك، لكن في عام 1982 عندما بدأنا بإعادة التشكيل، أنا كنت في إطار أول قيادة منتخبة للحزب خارج العراق واستمريت في القيادة عبر جميع الانتخابات التي حصلت في الحزب، وفي عام 2001 توليت الأمانة العامة للحزب، وعام 2003 تخليت عنها الى الأخ محسن عبد الحميد، وكان توليه للأمانة على ضوء ترتيب عمل الداخل وعمل الخارج، وكان الرجل مؤهلاً لذلك.* حدثت انشقاقات كثيرة داخل الأحزاب سواء أكانت إسلامية او غير إسلامية وهذا الأمر طال الحزب الإسلامي أيضاً، ما المبررات؟- لا يوجد حزب من تاريخ نشوء الأحزاب الى يومنا هذا، لم تحدث فيه مثل تلك الانقسامات، وهي تعبير عن اختلاف وجهات النظر، واختلاف في الاتجاهات بشأن بعض المسائل، والبعض يجد نفسه قادراً على التكيف بالبقاء، وان اختلفت بعض الرؤى، وآخرون يجدون أنفسهم غير قادرين على ذلك، فالبعض ينسحب والبعض الآخر يتقبل الوضع الجديد ويتكيف مع المشهد الجديد، فهذا وضع عام ولا يوجد حزب لم تحصل فيه تلك الانقسامات، وعلى مدى تاريخ الحزب الإسلامي نجد أنفسنا أقل الأحزاب تعرضاً لهذه المسألة من الأخرى.rnخروج الهاشمي من الحزب خلاف سياسي* أسباب خروج طارق الهاشمي، هل أثرت على عمل وقواعد الحزب؟- للوهلة الأولى لكل انشقاق توجد هزة، وخروج شخص او شخصين قد لا يؤثر، ولكن
إيـاد السامرائي: الاحتقان الطائـفي قـادته أطـراف ليس لها صلة بالدين
نشر في: 17 فبراير, 2010: 09:28 م