قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (الثلاثاء) إنه سيبحث العمليات المحتملة في منبج والرقة في سوريا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارة رسمية إلى روسيا اليوم، ومع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت لاحق الشهر الجاري. وأضاف أردوغان متحدثاً في مر
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (الثلاثاء) إنه سيبحث العمليات المحتملة في منبج والرقة في سوريا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارة رسمية إلى روسيا اليوم، ومع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت لاحق الشهر الجاري. وأضاف أردوغان متحدثاً في مراسيم للاحتفال بعودته إلى عضوية «حزب العدالة والتنمية» الحاكم، أنه يأمل في أن تؤدي المحادثات المقبلة مع بوتين وترامب إلى بدء مرحلة جديدة في سوريا والعراق. وأشار الرئيس التركي إلى أن، بلاده لن تسمح للجماعات الكردية المتمردة بتحقيق أهدافها في شمال سوريا. وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب» الكردية امتداداً لحزب «العمال الكردستاني» المحظور الذي يشن تمرداً منذ 30 عاماً ضد الدولة التركية للحصول على حكم ذاتي للأكراد. وتوترت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة بسبب دعم واشنطن «وحدات حماية الشعب» في القتال ضد تنظيم (داعش) في سوريا.
من جانب آخر قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس(الثلاثاء) إن روسيا تدين أي استخدام للأسلحة الكيماوية وتريد إجراء «تحقيق كامل ونزيه» في هجوم بالغاز السام في مدينة خان شيخون في سوريا الشهر الماضي. وصرح بوتين في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود، بأنه «يجب الوصول إلى المذنبين ومعاقبتهم. لكن لا يمكن فعل هذا قبل تحقيق نزيه». وأضاف «لا يمكن التوصل إلى حل في سوريا إلا عبر الوسائل السلمية وتحت إشراف الأمم المتحدة".
وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» اتهمت أمس قوات النظام السوري، بأنها استخدمت «على ما يبدو» قنابل تحتوي على مواد كيماوية تهاجم الأعصاب ثلاث مرات في الأقل قبل هجوم الرابع من نيسان (أبريل) الماضي على خان شيخون، والذي قتل فيه عشرات الأشخاص ودفع الولايات المتحدة إلى تنفيذ ضربة صاروخية على قاعدة جوية سورية. وقالت المنظمة التي استندت إلى مقابلات مع شهود وموظفين طبيين، إن غاز السارين أو غازاً ساماً يشبهه استخدم في هجوم خان شيخون. وأضافت أنه قبل الهجوم، أسقطت طائرات حربية حكومية «على ما يبدو» مواد كيماوية تهاجم الأعصاب على شرق حماة في 11 و12 كانون الأول (ديسمبر) 2016، وفي شمال حماة قرب خان شيخون في 30 آذار (مارس) الماضي. وقال المدير التنفيذي للمنظمة الحقوقية كين روث في مؤتمر صحفي في الأمم المتحدة: «وقعت الهجمات الأربع في مناطق تشن فيها قوات المعارضة أو تنظيم (داعش) هجمات تهدد قواعد جوية عسكرية للحكومة»، وأضاف «قرار التصعيد إلى هذا الحد يتعلق وفق ما يبدو بالوضع السيئ في ساحة المعركة". وذكر تقرير للمنظمة، أن ناشطاً تابعاً للمعارضة وسكاناً محليين قدموا أسماء 64 شخصاً قالوا أنهم توفوا نتيجة التعرض لمواد كيماوية في هجمات كانون الأول (ديسمبر) التي وقعت في منطقة يسيطر عليها "داعش". وأضاف أنه، وفقاً لما ذكره سكان وموظفون طبيون، فإن هجوم 30 آذار (مارس) لم يتسبب في وفاة أحد لكن عشرات الأشخاص أصيبوا.
وقال روث إن «هذا النمط يظهر أن الحكومة السورية احتفظت بغاز السارين أو مادة مشابهة تهاجم الأعصاب بعد هجومها في الغوطة الشرقية في آب (أغسطس) 2013، على رغم موافقتها على تسليم جميع الأسلحة الكيماوية لمفتشي الأمم المتحدة".
وكان النظام السوري وافق على تدمير أسلحته الكيماوية في 2013 بموجب اتفاق توسطت فيه موسكو وواشنطن.
وقال روث إن «هيومن رايتس ووتش» وجدت أن بقايا قنبلة في موقع هجوم الرابع من نيسان (أبريل) الماضي «تتفق وفق ما يبدو مع خصائص قنبلة كيماوية سوفياتية الصنع يمكن إسقاطها من الجو، مصممة خصيصاً للهجوم بالسارين». وقال التقرير أن بقايا القنبلة تبدو مشابهة لقنبلة من النوع "خاب – 250".
ودعت المنظمة مجلس الأمن إلى فرض حظر للسلاح وعقوبات على سوريا وإحالة الوضع في البلاد إلى المحكمة الجنائية الدولية. وعرقلت روسيا والصين محاولة غربية لإحالة سوريا على المحكمة الجنائية الدولية في 2014، وعطلتا في شباط (فبراير) الماضي محاولة لفرض عقوبات بسبب اتهامات بشن هجمات بأسلحة كيماوية.