اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حماس تتغيّر .. ما المعنى وما المتوجّب؟

حماس تتغيّر .. ما المعنى وما المتوجّب؟

نشر في: 2 مايو, 2017: 06:17 م

adnan.h@almadapaper.net

ما الذي تعنيه الوثيقة السياسية الجديدة التي أعلنت عنها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أول من أمس متراجعةً فيها عن سياسات ومواقف بالغت في التمسّك بها على مدى ثلاثة عقود؟
إنها، ببساطة، تعني الاعتراف بخطأ سياسات التشدّد والمزاودة التي انتهجتها الحركة منذ تأسيسها قبل ثلاثين سنة .. وهي تعني أيضاً فشل مشروع "الحل الإسلامي" لقضية فلسطين الذي تبنّته هذه الحركة وسواها من الحركات الإسلامية بدعم من بعض الحكومات، وبخاصة إيران وسودان البشير.. وتعني كذلك، ضمناً، فشلاً لمجمل المشروع الإسلامي للدولة.
لثلاثة عقود ظلّت حماس تناصب منظمة التحرير الفلسطينية العداء وكذلك سائر المنظمات التي تبنّت فكرة القبول بإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية .. هذا العداء دفع الشعب الفلسطيني وقضيته ثمنه باهظاً.. مات المئات من الفلسطينيين على أيدي عناصر حماس، وتفتّت مناطق السلطة الفلسطينية إلى جزءين بعد انقلاب الحركة على الحكومة الوطنية الشرعية واقامتها سلطتها الخاصة في قطاع غزة في العام 2007.
لم تكن حماس تقبل بأقل من تحرير فلسطين "من النهر الى البحر" وبأقل من طرد اليهود منها، لكنها عندما صارت سلطة على البحر لم تجد مناصاً من مهادنة اسرائيل لتنتهي الآن إلى القبول بوجود دولة اسرائيل على أراضي ما قبل 1967 والتخلي عن شعارات الكراهية لليهود و"المواجهة التاريخية المقدسة" ما بين الإسلام واليهودية.
في وثيقتها الجديدة أعلنت الحركة صراحة فصم علاقتها بحركة الاخوان المسلمين، وهو ما ينطوي على الاعتراف بفشل مشروع الأخوان الذي تناسلت منه كل مشاريع الإسلام السياسي التي لم ينجح منها أي مشروع في أي وقت ... تجارب السودان والجزائر وتونس وايران ومصر في عهد الاخوان، وكذلك تجارب طالبان والقاعدة وداعش وسواها من المنظمات الإسلامية المتطرفة، تقدّم الدليل.
إذا كانت حماس قد تغيّرت عن قناعة، وعن إدراك لعدم صحة سياساتها وعدم سلامة مواقفها، فإن أول ما يتعيّن عليها فعله، للتكفير عن خطايا العقود الثلاثة الماضية، الاعتذار إلى الشعب الفلسطيني، وبالذات سكان قطاع غزة، عمّا تسببت فيه من ويلات ومحن لحقت بهم، ومن أضرار بالغة بنضال الشعب الفلسطيني في سبيل استرداد حقوقه.. عليها الاعتذار إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وسحب تهم الخيانة المجانية التي درجت على أن تصم بها القيادات الفلسطينية التي رفضت القبول بما أرادت حماس إملاءه، كيما يكون هذا الاعتذار التمهيد المتوجب لانضواء حماس تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية.
بخلاف هذا لن تكون ثمة قيمة كبيرة لخطوة حماس الجديدة .. هي خطوة ستبدو مجرد مناورة سياسية للخروج من حال الحصار المُحكمة التي تعيشها الحركة ولم تستطع فكاكاً منها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram