اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مَنْ يذود عن البغادّة ..؟

مَنْ يذود عن البغادّة ..؟

نشر في: 3 مايو, 2017: 07:01 م

adnan.h@almadapaper.net

حتّى النصّابين والمشعوذين والدجّالين في هذي البلاد (العراق) لهم من يحميهم ويذود عنهم إذا ما أرادت الدولة أن تتّخذ، نيابة عن المجتمع، تدابير رادعة في حقهم. فقط عامة الناس، وبخاصة أهل الذمّة والضمير والخير والوطنية ما من حامٍ لهم ولا ذائد عنهم.
أحد أعضاء اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد،هو سعد المطلبي، انتقد أمس في تصريح صحافي قيادة بغداد ووزارة الداخلية لـ "تغاضيهما" عمّا يقوم به المشعوذون في مكاتب معلومة، ملمحاً إلى وجود "جهات سياسية وأمنية" توفّر الحماية لهم. قال المطلبي إن "هناك تغاضياً من قبل قيادة عمليات بغداد ووزارة الداخلية عن المشعوذين الذين يمارسون عمليات النصب والاحتيال في مكاتب معروفة ومعلنة في العاصمة"، مبيناً أن "الكثير من الاعمال المشينة والمخالفة للقوانين تُمارس في تلك المكاتب كالابتزاز وغيره".
المكاتب المشار اليها تتستر بشعارات الطب النبوي والعلاجات الروحية وقراءة البخت والطالع وسواها لممارسة نشاطاتها. لكنّ هذه المكاتب ليست الميدان الوحيد لأعمال الشعوذة والدجل والابتزاز وغسل الأموال والتجارة بالمخدرات والبشر.
 شوارع العاصمة وساحاتها، وحتى البعض من درابينها، أصبحت مُتخمة بالمتسوّلين من كل الاعمار، والجنسيات أيضاً، وعندما تستفهم عن سرّ هذه الظاهرة غير المسبوقة يقال لك أن ثمة عصابات، وحتى عناصر أمنية، توفّر الحماية لهؤلاء المتسوّلين الذين يؤكد البعض أنه قد رأى غير مرة بعيونه " اللي ياكلها الدود" مَنْ يأتي بهم في الصباح ويوزّعهم على الزوايا والأركان وعند نقاط التفتيش، ثم يعود بعد الظهر أو في المساء ليجمعهم ويستحوذ على ما جمعوه من مال ولا يترك لهم إلا الأود الذي يحفظ الرمق.
وبغداد تضجّ الآن أيضاً بالمواخير وعلب الليل من الدرجة العاشرة أو العشرين .. إنها في الحقيقة مباءات وأوكار دعارة تتّخذ من الإعلام والصحافة والثقافة والديمقراطية (!) صفات كاذبة لها، ولم يعد معها البغادّة وزوار العاصمة التمتع بالمسير في أهم شارعين في قلب المدينة، هما أبو نواس والسعدون... هي ليست حانات أو نواد ليلية كالمتعارف عليها في العراق في ما مضى وفي سائر البلدان، ولا هي محال للتسلية البريئة.
 تسأل عن السرّ الكامن وراء هذه الظاهرة فيقال لك أيضاً أن أكثرها غير مرخّص به وأن ثمة عصابات وميليشيات وعناصر أمنية توفّر الحماية لهذه المحال وأصحابها لقاء أموال طائلة، وأن ثمة نقابات ومنظمات متواطئة ..!
إذا كان ولابدّ من وجود هذه المحال، فلتكن في مناطق بعيدة عن قلب بغداد، وبخاصة شوارعه التي يمكن للناس أن تتمتع بالتمشي فيها كشارع أبو نواس.
كما توجّب توفير الحماية للنصابين والمشعوذين والدجالين والمتسوّلين وأصحاب المواخير والذود عنهم فإن أهالي بغداد من غير هؤلاء جديرون بالحماية والذود عنهم .... يا أمانة بغداد ويا قيادة عمليات بغداد ويا وزارة الداخلية !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    استاذ عدنان حسين من مصائب الزمن والدهر والعصر الغريب الأطوار الذي نعاصره ان تصل الأمور في الوطن العراق المستباح لكل من هب ودب ان يفتحوا فضائية قناة خاصة تبث انواع الدجل والشعوذات والخرافات وتنهب جيوب المواطنين الذين وقعوا في كمين هذه القناة المشعوذة التي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram