الفوتوغراف، هو فن توثيق اللحظة والذاكرة، في الوقت الذي اصبحت جميع ذكرياتنا معرّضةً للنسيان، ومن خلال الصورة اصبح بإمكاننا العودة لجميع اللحظات التي نبتغي حفظها وتوثيقها، ولكن هذا الفن لم يُناقش يوماً خلال جلساتنا الثقافية والفنية التي نشهدها ضمن الحد
الفوتوغراف، هو فن توثيق اللحظة والذاكرة، في الوقت الذي اصبحت جميع ذكرياتنا معرّضةً للنسيان، ومن خلال الصورة اصبح بإمكاننا العودة لجميع اللحظات التي نبتغي حفظها وتوثيقها، ولكن هذا الفن لم يُناقش يوماً خلال جلساتنا الثقافية والفنية التي نشهدها ضمن الحدث الثقافي العراقي اليوم...
وضمن المنهاج الثقافي للاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق تمت مناقشة موضوعة (امبراطورية النظرة المحدقة / الفوتوغراف الجنسي والفوتوغراف العاري انموذجاً) خلال محاضرة ألقاها الناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي، وذلك مساء يوم الأربعاء الفائت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد....
قدّم الجلسة الناقد التشكيلي جواد الزيدي، الذي أوجد أن في الثقافة العراقية محاولتين في اتجاه كتابة السيرة، إحداها هي كتابة السيرة بالشكل الصوري، وقال الزيدي "كانت للفنان كفاح الأمين مبادرة مهمة في انشاء مشروعه الخاص لتدوين الذاكرة بشكلها الصوري، وهو يشابه في ذلك محاولات تشكيليين اجانب في البنى العمرانية ليوصل الصورة الى البنية الثقافية والمجتمعية".وأضاف الزيدي" لابد للإشارة الى محاولات شاكر لعيبي في بلاغة الصورة الثقافية وقراءتها بشكل مختلف، ومحاولاته لدفع فن الفوتوغراف للعمل في مناطق جمالية".
بدوره تحدّث المحاضر في هذه الندوة الناقد والتشكيلي خالد خضير الصالحي، حول مؤسسة المراقبة الشاملة وامبراطورية النظرة المحدقة وهو " الفوتوغراف" ذاكراً أنه "يصور الجسد بشكلين، الأول الفوتوغراف العالي والذي يسكن الظلام، والآخر الذي يسكن الضوء".
ويشير الصالحي إلى "الجذر الجيني الموجود في الفن لتشكيلي، ومن خلال هذا الجذر استطعنا دراسة لوحات الفنان هاشم حنون، وهي لوحات ترتفع فيها الكتل اللونية إلى الأعلى وتترسب فيها الكتل اللونية للأسفل وهنا تتطور البنى والموضوعات تطوراً شكلياً من خلال التجريد والتعبير".
وهنا يجد الصالحي أن، الجذر الجيني للفوتوغراف بمثابة عملية تلصّص على الآخر، ويذكر ذلك مستنداً لقانون هيدغار، معتبراً إياه ظاهرة فنية وأنموذجاً ايروتيكياً في التصوير، وهي درجة من استراق النطقات وإدارة الموديل العاري".
أيضاً أشارت الجلسة ومن خلال محاضرها، الى العلاقة بين الفجوة المضاءة والفن، ذاكراً انها تشبه العلاقة بين الضوء والظل، وتعد صورة الفوتوغراف جزءاً من نظام مراقبة شامل، وامبراطورية النظرة المحدقة، التي أشار لها الصالحي انها تعد "نظاماً يراقب العالم في كل جزيئاته، كما يؤكد فوكو، في كتاب "المراقبة والمعاقبة" ذاكراً أن نظام المراقبة يشبه تماماً السلطة العقابية أو ما يعرف بشكلية النظام المعقلن أو المؤسسة العقابية".
ويعود الصالحي ومن خلال مجموعة من الصور التي يعرضها ضمن الجلسة إلى "أن كلافيدس يؤكد أن الفرق بين التصوير الملون والأسود والأبيض، هو طريقة تصوير مختلفة، ويعتبر الكونتراس هو طريقة تفكير بالفوتوغراف ويذكر أنها لا تتحول للأسود والأبيض بل صورة ملونة وبلا الوان".
ضمن المداخلات التي شهدتها الجلسة كانت إحداها للناقد بشير الحاجم، الذي عبر عن استمتاعه فيما ورد ضمن المحاضرة، مشيراً الى بعض نقاط النظام التي توقف عندها، قائلا " من بين النقاط التي يجب أن اشير لها ما جيء في كتاب فوكو، وما ذكره الصالحي في بحثه، لم يكن ضمن آراء فوكو، بل كان ضمن مقدمة مترجم الكتاب، مطاع صفدي والمأخوذة عن جيل تولوس، وليس فوكو، وكان ينبغي على المحاضر أن يكون دقيقاً في نقل هذه النقطة".
كما أكد الحاجم "أن في الحالة التي يشير لها المحاضر حين لا يحمل الفوتوغراف صفة المزج بين اليد والعقل، فهذا يعني اننا اخرجناه من محول الإبداع".
