للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك  وفريقه الأمني براءة اختراع استخدام البعران في قمع التظاهرات الاحتجاجية .  لكن طريقة المخلوع    لم تمنع المحتجين   من  مواصلة  التظاهر وتحقيق شعار الشعب يريد اسقاط النظام  .  الزعماء العرب من أصحاب الجلالة والسيادة والسمو اعتادوا ضرب شعوبهم تحت الحزام  حفاظا على النظام ، للتشبث بالسلطة  بكل الوسائل و والسبل ،  ولا ضير من   اللجوء الى السلاح الكيمياوي والتقليدي  لمواجهة الغوغاء ،  كجزء من متطلبات الامن القومي .
 الحكام  العرب المتشبثون بالسلطة  يحرصون على الاحتفاظ بجهاز امني  مزود بأحدث الأسلحة  المتطورة    لإحباط مخططات المغامرين في بتنفيذ انقلاب ابيض او من النوع العسكري ،  بدعم من جهة خارجية . الحاكم العربي المتربع على  كرسي السلطة  ينظر الى الزمن بوصفه عدوه اللدود  ، بقدر ايمانه بانه في يوم ما سينتقل الى جوار ربه ،  يحرص على تلميع صورته من خلال الاستعانة بفرق إعلامية محلية وخارجية لتنقل منجزاته التاريخية الى الأجيال المقبلة .    
الحكومة  العراقية السابقة  استحدثت  العشرات من وسائل الاعلام من صحف ومواقع الكترونية ووكالات انباء ، لتؤدي رسالة واحدة هي الدفاع عن صاحب القرار ظالما او مظلوما ، حتى تناسلت الصحف  المدعومة  من صاحب القرار لتلميع صورته من اجل اظهاره رمزا تاريخيا منقذا ،من وحي افكاره سيحقق العراقيون تمنياتهم  بالعيش الرغيد  بنقل القابعين تحت خط الفقر الى منتدى الاثرياء في العالم ،  العاملون في الوسط الصحفي اطلقوا تسمية " الجيش  الالكتروني" على وسائل  اعلام   تعنى بتلميع الوجوه الكالحة من خلال فبركة بيانات واعداد تقارير لأغراض التسقيط السياسي .
قادة الجيش الالكتروني  يقبضون  ثمن صولاتهم الجهادية  بمنحهم  امتيازات  كثيرة منها الحصول  على جواز سفر دبلوماسي  مع اجازة حمل السلاح للدفاع عن الامن الشخصي،  والظهور المتكرر في فضائيات تابعة لأحزاب معروفة    للدفاع عن مواقف  زعمائها  ، فحصلوا على صفة محللين سياسيين تحت الطلب ، مثل الشهود في محاكم الاحوال الشخصية ،  الادلاء  بالشهادة مقابل الحصول على دينار "قبل خرط السوق"   ثم تضاعف المبلغ حتى وصل الى خمسة الاف دينار في الوقت الحاضر.
ابرز مهمات الجيش   الالكتروني  تشويه  سمعة قادة التظاهرات عبر شبكات التواصل الاجتماعي   بأخبار  لا تحتاج  الى  خبير في الفبركة  .   نقل احد المواقع عن مصدر مطلع قوله  بان  دولة عربية مجاورة للعراق ،  حركت اجهزتها المخابراتية  لأجراء اتصالات مع شخصيات عشائرية وسياسية في محافظات  الوسط والجنوب   لحثهم على  تنظيم التظاهرات  مقابل منحهم مبالغ مالية بالعملة الصعبة  لأسقاط النظام السياسي . هذا الخبر وغيره لم يسمعه  شخص في سوق  الصفافير، لكنه وكما يقول العراقيون" كسر بجمع " يعد نموذجا  لصولات ستنطلق في غضون الأيام المقبلة في حلبة تبادل الاتهامات حيت  ترتفع "الحماوة"  بين المتنافسين للوصل الى السلطة .
  قادة   الجيش الإلكتروني  اثبتوا بانهم "بلطجية  تحت الطلب  ليس من المستبعد اطلاقا استخدامهم بعران المخلوع مبارك  في ساحة المنازلة التاريخية ، لإعادة رمزهم التاريخي الى صدارة المشهد السياسي ، على وفق نظرية  ما ننطيها .