اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اختبار لوزير الداخليّة

اختبار لوزير الداخليّة

نشر في: 6 مايو, 2017: 05:45 م

التحقيق الذي أمر به وزير الداخلية في قضية موت صبي من أهالي الديوانية في مخفر للشرطة ببلدة الهندية (طويريج) التابعة إلى محافظة كربلاء، ليس متوقعاً أن يُسفر عن نتيجة تخالف ما أعلنته قيادة شرطة كربلاء، ذلك أنّ الوزارة ستعتمد، كما جرت العادة، ما تفيد به قيادة الشرطة.
شرطة كربلاء نفت في بيان المعلومات التي أفادت بأنّ الصبي حسين مازن ناصر (16 سنة) قد توفي بسبب تعرّضه للتعذيب في مخفر الشرطة الذي احتُجز وآخرون فيه، وقالت إنه أُصيب بـ "وعكة صحية" أثناء ذهابه إلى المغاسل أودت بحياته برغم نقله إلى المستشفى، وإنه كان يعاني من فتحة في القلب. البيان تضمّن أيضاً معلومات لا معنى لها ولا محلّ في بيان كهذا:"مصادر القيادة علمت من ذوي المجنيّ عليه بأنه قد ترك البيت منذ حوالي عشرة أيام لوجود خلافات عائلية في بيتهم متجهاً إلى جهة يجهلونها"، وأضاف أنّ الصبي احتُجز مع الآخرين لأنهم كانوا "يتسكعون" (!) في أحد شوارع بلدة الهندية وأنه لم يكن يحمل وثيقة تعريف.. هل المقصود هنا التهوين من موت الصبي بوصفه "ابناً ضالّاً" هارباً ومتسكعاً..؟!
عائلة الصبي نفت معلومات قيادة شرطة كربلاء جملة وتفصيلاً، فأحد أشقائه  قال إنّ أخاه "كان يعمل مع صديق له في أحد الفنادق بمدينة كربلاء وكان يقضي فترة استراحة مع صديق له على ضفاف نهر كربلاء عندما جاءتهم دورية من شرطة قضاء طويريج وطلبوا منهم إبراز هوياتهم الشخصية"، وإنه "بعد بقائه لمدة يومين داخل السجن توفي متأثرا بالجراح التي تعرّض لها جرّاء التعذيب الشديد".
والد الضحية هو الآخر نفى صحة ما ورد في بيان الشرطة، وأكد تمتّع ولده بصحة جيدة قبل وفاته، وقال إنه "رياضي يلعب التايكواندو، وليست له أي مشكلة مع أحد، فضلاً عن عائلته، وذهب للعمل بموافقة ذويه وعائلته وكان يحمل معه هوية الأحوال المدنية"، وأضاف إنه "تم تشريح جثته من  دون علمي ومن دون موافقتي ،وطلبتُ الاطّلاع على الجثة لكن المسؤولين على ثلاجة الجثث منعوني وبعد البكاء والإلحاح اطّلعتُ على الجثة ووجدت عليها آثار التعذيب والدماء"، وإنّ "المستشفى أعطاني شهادة وفاة لا يوجد فيها سبب الوفاة وغير مدرج فيها أي شيء عن حالة ولدي". وقال ايضاً إنّ أصدقاء الضحية الذين كانوا معه ساعة الاعتقال "تحدثوا لي بأن ولدي تعرّض للتعذيب الشديد من قبل أحد عناصر مكافحة الإجرام وسقط بعد ضربة قوية على الأنف فكسرته ومات من فوره بعد أن سقط مغشياً عليه".
التجربة علّمتنا ألّا نثق بالشرطة .. هذا ناجم عن تراكم لممارسات في غاية السوء لجهاز الشرطة على مرّ العهود، فقد استُخدم للقمع أكثر ممّا لفرض القانون والنظام. الشرطة في العهد الجديد لم تختلف كثيراً عمّا كانت عليه في الماضي .. كل الوعود والتعهدات بإصلاح هذا الجهاز الحيوي لم تظهر لها آثار، كما هي الحال مع الوعود والتعهدات الأخرى بالإصلاح السياسي والإداري والاجتماعي والثقافي.
 قضية الصبي حسين مازن ناصر ستكون اختباراً للوزير قاسم الأعرجي ووعوده وتعهداته.
سننظر لنرى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. أبو أثير

    سيدي الكريم ... لا تتوقع أي معلومات عن سبب ومصير مقتل الشاب العراقي في أحد مراكز الشرطة في قضاء طويريج في محافظة كربلاء ... ومثلما وضحت قي مقالتك سيكون التقرير الذي ترفعه مديرية شرطة كربلاء هو الفيصل في تحديد سبب الوفاة لشاب لم يتعدى الخامسة عشر من عمره ا

  2. بغداد

    استاذ حسين شكراً لك انك ذكرت هذه المصيبة المؤلمة بخصوص هذا الشاب الضحية حسين مازن الذي قتلوه وعمره ١٦ سنة اي لازال دون سنه القانوني وهو من أهل الديوانية وقاتله قائد شرطة كربلاء وأوغاد طاقمه المجرمين الذين عذبوا الشاب ثم شرحوه ووضعوا جثته في ثلاجة الموتى و

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram