حين البحث عن موضوع يصلح للكتابة ، ومن ثم للقراءة،،، أهرب من قيعان السياسة الموحلة ، نحو تخوم الإقتصاد ، وحين لا اجد فيها بغيتي ، أعاود الهرب من مجسات الأرقام المتباينة والملتبسة ، نحو علم الإجتماع . يخذلني ،، اهجره ، اتوجه لرحاب العلوم والطب بالذات ، واتوقف عند مضارب مرض العصر : (( الإكتئاب )). والذي تفيد التقارير المتواترة ، انه يتفاقم في العراق بمتواليات هندسية :2—4— 16 ، رغم عزوف الكثير من المبتلين بالداء بالتصريح عنه ، حتى في الدول المتقدمة ك - بريطانيا - وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية .
(الإكتئاب ) مرض فتاك مدمر ، يعرفونه بتداعياته ونتائجه ( الكارثية) بآنه أشد وطأة على حامله من مرض
السرطان .
الإنسان المكتئب ، انسان مهزوز مهزوم ، لا يشعر بوطأة نيران كآبته الحارقة إلا الشخص المصاب ذاته ، يفقد القدرة على إكتساب مهارات جديدة ، يفتقد الشهية على تذوق الأطايب من الطعام ، تتوارى لديه القابلية على الشم ، شذى زنبق او جيفة ، لا يفرحه عرس ، ولا يترحه مأتم ، لا يطربه نغم ، ولا تستهويه أغنية ، يفقد الرغبة بتمييز الآلوان ، يسود اللون الرمادي القاتم ، او اللون الأسود الحالك على المرئيات حوله ،، لم يعد يؤثر او يتأثر ، يزهد بما عنده ، يفقد آهتمامه بعمله و بمن حوله ، وبنفسه ، فلا يعنيه الإهتمام بمظهره ، اوبمصالحه الشخصية ، يستوي عنده المكسب والخسارة ، ويتوازى في عرفه المستقيم والمعوج ، ويتوارى عنده الشك ملتبسا باليقين ، وتتساوى لديه الحقائق والأوهام ، والفضائل والرذائل و الخطأ والصواب ، و..و.. كل ذلك يتجمع وينصهر في اتون حركة مستديمة — في إهاب المكتئب ــ لا يتوقف مسراها إلا بإنفلات الروح من ربقة الجسد !! هل نتوسم من الباحثين دراسة عن أعداد المصابين بالكآبة في بلاد الرافدين ؟! .
الإنسان فـي المتاهة .
[post-views]
نشر في: 7 مايو, 2017: 09:01 م