قبل أيام دعيت من قبل نقابة فناني الديوانية لمشاهدة عرضين مسرحيين لمجموعتين، الأولى مكونة من ممثلين لديهم الخبرة الكافية، والثانية مكونة من طلبة قسم المسرح بالجامعة، وقد اعجبت بالعرضين، الاول يتعرض لمعاناة الشعب العراقي خلال السنوات الأخيرة وبأسلوب فيه الكثير من الابتكارات والإثارات وقارنته بعرض (سينما) لكاظم نصار الذي قدمته (الفرقة الوطنية) ووجدت انهما متشابهان في المحتوى وفي الخطاب المتوتر احياناً وبالصوت المرتفع وبالموسيقى المتعبة للأذان، ومختلفان في الشكل والاسلوب، ففي عرض الديوانية (اكتب باسمك) قلّت المباشرة في الخطاب وفي عرض بغداد (سينما) ازدادت المباشرة في الخطاب، وفي عرض الديوانية، كان هناك تنوع في المشهدية مع عدم وجود منظر مسرحي، وفي عرض بغداد كانت هناك رتابة في المشهدية مع وجود المنظر المسرحي الدال.
وقدم طلبة جامعة الديوانية ما يشبه تمرين الارتجال المستند إلى نظرية اللعب، وبدون زروقة اخراجية، بل تميز بخفة حركة الممثلين المستمرة طوال التمرين وبضبط ايقاعها وبمرونة الاجسام وبروح العمل الجمعي، وسبق لي أن شاهدت عروضاً مسرحية في محافظات أخرى شارك في معظمها طلبة كليات الفنون الجميلة، وكان منها ما يدعو إلى الدهشة لما فيها من ابتكار وخصوصاً تلك التي شاركت في مهرجانات محلية.
وهنا لا بد من الاشارة إلى أن، النشاط المسرحي في محافظات الفرات الأوسط والجنوب قد تصاعدت وتقدم في السنوات السابقة، ومنذ ان حدث التغيير واسقاط النظام الشمولي السابق، كشف ذلك النشاط عن عدد من المبدعين المسرحيين الذين لا يقلون شأناً من مبدعي مسرح العاصمة، بل ربما يتفوقون عليهم بالإبداع، لذلك بات من واجب دائرة السينما والمسرح، الالتفات إلى ذلك النشاط ودعمه معنوياً في الأقل، وذلك باستضافة عدد من عروض المحافظات المتميزة، لتقدم إلى جمهور العاصمة، وهنا اقترح اقامة اسبوع مخصّص لمسرح المحافظات، حيث تقدم مسرحياتها طيلة ايام الاسبوع، وفي المسرح الوطني ومسرح الرافدين ومنتدى المسرح، وربما حتى في مسرح معهد الفنون الجميلة أو في مسرح الروّاد التابع لقسم الفنون المسرحية بكلية الفنون الجميلة – بغداد، على أن تشكل لجنة متخصصة لاختيار تلك العروض.
وهنا نذكر أيضاً أن (المركز العراقي للمسرح) سبق وأن اقام مهرجاناً خاصاً بمسرح المحافظات في سنة سابقة، وكان المؤمل أن تتكرر اقامة مثل ذلك المهرجان، ولكن للأسف، فإن ظاهرة التقشف قد حالت دون ذلك، وعليه فإن اقامة اسبوع مكرّس لمسرح المحافظات يكون هو البديل عن المهرجان على أن توفر دائرة السينما والمسرح الأماكن المناسبة لإقامة المجموعات المسرحية المشاركة بصورة لائقة وتتكفل تلك المجموعات بنفقات النقل من محافظاتها الى بغداد.
إن اقامة مثل هذا الأسبوع المسرحي، سيسهم بتعريف مبدعين مسرحيين غير معروفين الى جمهور بغداد، وسيخلق روحاً جديدة للتنافس بين مسرحيي العراق، ما يدعو إلى نهضة جديدة في حركة المسرح العراقي.
بالإضافة إلى إقامة اسبوع لمسرح المحافظات، يمكن اقامة اسبوع خاص بمسرحيات المؤلفين العراقيين الروّاد واسبوع آخر بالمسرحيات المترجمة لمؤلفين عالميين مشهورين، واسبوع آخر لمسرحيات مؤلفين عرب، وكل هذا إلى جانب البرنامج الرئيس للفرقة الوطنية أو لفرقة الظل، وذلك من أجل تجديد الدماء واحتضان الإبداعات الشبابية.
لا بد من الاهتمام بمسرح المحافظات
[post-views]
نشر في: 8 مايو, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...