من النادر أن أرى المدرب جوزيه مورينيو وقد تغلبت مخاوفه على يقينه فيما المباراة تجري أمام ناظريه.. فهو عندي من المدربين القلائل الذين يحسنون التدبير في الأوقات الصعبة أو العصيبة، وما يمر به المانيو منذ أكثر من موسم يوحي بشعور التعاطف، إن لم أقل الشفقة على المدرب الذي يقوده .. فقد دخل حقل الألغام بملء إرادته!
وبين (النادر) الذي اتحدث عنه، أخطاء الاختيار والإبدال في قرارات مورينيو خلال مواجهة أمس الأول أمام الأرسنال.. فمن يعرف ما لدى الشياطين الحمر وما يغيب عنهم بعدما كثرت الغيابات القسرية، كان يتوقع أن يركن مورينيو الى التنظيم أو حتى التقنين الدفاعي الذي اشتهر به منذ بواكير نجوميته التدريبية مع بورتو البرتغالي قبل خمس عشرة سنة.. وهذا الركون مبرر تماماً حين نعلم أن أمام الفريق استحقاقاً أهم بعد غد الخميس في نصف نهائي الدوري الأوربي أمام سيلتا فيغو الإسباني بعدما نفض الشياطين أيديهم من أيّ مركز متقدم في الدوري الإنكليزي!
لكن مورينيو، ومثل كل مدرب كبير لابد أن تكون له هفوة أو سقطة غير متوقعة في التخطيط والتدبير ، خالف نفسه عندما تأخر فريقه بصفر مقابل هدفين ، فزجَّ باللاعبين راشفورد ولينغارد اللذين كان يدخرهما المدرب لمواجهة الخميس، واندفع الفريق مهاجماً بلا هوادة وحانت له فرص سهلة عديدة للتسجيل، ولكن متى كان كذلك؟ تم الأمر بعد خسارة المباراة بانتهاج الدفاع المقيت طوال الوقت حتى كادت معالم مانشستر يونايتد تختفي تماماً من الميدان!
ناقض مورينيو نفسه في هذه المباراة، ولم أعرف تماماً ماذا كان يريد، فلا هو كسب الرهان بأسلوب الدفاع السلبي الذي جرّد المانيو من كل مزاياه الهجومية، ثم بأسلوب الهجوم المفتوح في الربع الأخير من المباراة بعدما خرجت المباراة من بين يديه!
هنالك من يقول في هذا الشأن أننا كمشاهدين نعرف شيئاً يدور أمام أنظارنا وتخفى عنا أشياء لا نعرفها ، أو لا نفهمها.. وهذا قول مردود على صاحبه حين يتعلق الأمر بوجهين لفريق وأسلوبين متناقضين لمدرب في قراءة أو إدارة مباراة!
لهذا لم يتعرض مورينيو إلى نقد الصحافة الانكليزية خصوصاً المتحزبة لفريق مانشستر يونايتد كما هوجم بعد مباراة الأحد.. وعلى حد تعبير غاري نيفيل نجم المانيو السابق الشهير، فإن (مورينيو ظهر ضائعاً، فمرّة كان يستبقي خيرة نجومه على الدكة انتظاراً للموقعة الأهم أمام سلتا فيغو، ومرة أخرى يستفيق ويلعب على نحو مفتوح لا ندري أين كان الفريق يخفيه)!
واضح تماماً، أن مانشستر يونايتد مازال يتعثّر في الظلام بحثاً عن هويته في الأداء وفي الهدف المرسوم له.. إنه ضياع خلفه رحيل السير اليكس فيرغسون الذي اقترن به زهو الشياطين الحمر في أجمل عهود الإنجاز، وعمل من تسلم الزمام بعده على تكريس هذا الضياع!
ولن يكون مورينيو شريكاً في نسج مسلسل الضياع هذا، إذا حقق لجمهور النادي العريض اللقب الأوروبي في تجسيد لوقف التداعي ، وفي استهلال لعهد جديد له ما وراءه .. على أن يستكمل الاصلاح بعد نهاية هذا الموسم بأكثر من تعاقد مجد يغلق به الثغرات التي باتت مزمنة خصوصاً في العمق الدفاعي للفريق والذي كان موضع تجارب قاصرة وسيئة منذ رحيل النجمين فيديتش وفيرديناند!
والأمر كله منوط بمورينيو الذي تعثّر كثيراً هذا الموسم في دروب التعادل، ثم تكلل التراجع بخسارة ليست في أوانها أمام الغانرز.
أخـطـاء الكـبـار!
نشر في: 8 مايو, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/Almada-logo.png)