TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شبابيك: الأجهزة الأمنية واحتراف المهنة

شبابيك: الأجهزة الأمنية واحتراف المهنة

نشر في: 19 فبراير, 2010: 04:45 م

عبد الزهرة المنشداوي اشار  سائق سيارة الاجرة الى ثلاثة من افراد الشرطة يتكئون على خلفية مقعد كرسي  في الجزرة الوسطية لشارع حيوي ومزدحم قريب من منطقة العطيفية  وهم مشتبكون في مناقشة موضوع ما على مايبدو .السائق علق بالقول :
افراد الاجهزة الامنية يتوجب ان يكونوا على جانب كبير من الانتباه واليقظة من اجل حماية المواطن اولا وحماية انفسهم .اوضاعهم التي هم عليها يمكن ان تجعل منهم صيدا سهلا للذين يحاولون النيل من الوضع الأمني الذي نتمنى ان ياخذ بالاستقراراكثر واكثر .لم تبعد كثيرا اذ التقينا بسيارة حمل مكشوفة  في الشارع المحاذي للمطار وهي محشوة بأعداد من منتسبي الشرطة بعضهم تعلق في جوانبها والبعض الآخر حشر في داخلها حشرا.هذه الظاهرة التي دائما ما نراها في شوارعنا ولدى أفراد الشرطة والجيش المنتشرين في اغلب نواحي العاصمة بغداد يمكن ان نستنتج منها ان البعض من هؤلاء لا يزال على قدر غير قليل من التأهيل والاحترافية في العمل وباعتقادي ان مثل هذه الظواهر او السلوكيات تجعل من هؤلاء الذين نوكل إليهم مهمة حماية المواطن غير آبهين حتى بحماية أنفسهم .نعتقد ان مرد ذلك يعود الى قلة التدريب والتأهيل والوعي الأمني الذي يجب ان يكون عليه العامل في مثل هذا المضمار والذي يمكن وصفه بالمضمار الحساس والخطير في الان نفسه .احتراف العمل يعني فيما يعنيه الالمام بكافة جوانبه من سلوك وانتباه ووعي وعلى قدر كبير من التميز عن الغير، إضافة الى التأهيل البدني ورد الفعل السريع وإعطاء الانطباع بان الذين يعملون في هذه المهمة أكثر من غيرهم انتباها ويقظة .لقد تسنى لهذه القوات ان احتكت بقوات أجنبية وكان يمكن لها الاستفادة القصوى من تجاربها المتمثلة في الاحتياط والاحتراس والحس بالمخاطر قبل وقوعها.ما يجلب الانتباه ان ذلك لم يستفد منه وبقي عنصر الأمن عندنا يعتبر الواجب المكلف به عد الساعات وقتل الوقت متناسيا المخاطر المحدقة به وبالآخرين .هذا الأمر يجب ان ينتبه له وان تعمل المؤسسات ذات العلاقة على تنمية وتطوير مهارات الجندي والشرطي معا وان يكون في الشارع والساحة ونقطة التفتيش موضع ملاحظة مباشرة من الضابط المسؤول لكي نتفادى الكثير من المخاطر وان لا نتيح الفرصة لعدو البلد والمواطن في ان يجعل من العراق عنوانا للفوضى والقتل العشوائي ليستثمره من يريد الاستثمار في الجانب الإعلامي الذي صار يعيش على المأساة العراقية منذ فترة طويلة ويتحمس لسماع المزيد من اخبار القتل والانفجارات.أحزنني كثيرا ان أجد احد افراد الشرطة وهو يستدعيني لامر لا يخطر على بال اذ طلب مني قراءة قصاصة ورق صغيرة سقطت بالقرب منه !ما يعني انه لا يجيد القراءة والكتابة في حين ان من موجبات عمله ان يكون على ثقافة ووعي مؤهل لان يتعامل في الشارع مع المثقف والعامي والطبيب والمرأة والطفل. التعامل من هذا النوع لابد من ان يحتاج الى ثقافة مؤهلة فما بالك بالجندي او الشرطي الذي يقف وسط منطقة مهمة في العاصمة بغداد في نوبة حراسة وهو لا يجيد قراءة ما مكتوب .اعتقد قد آن لنا ان يكون الشرطي والجندي لدينا مميزا في كل شيء في مهنيته وفي نشاطه وفي يقظته ورد فعله السريع وحتى في لياقته البدنية وسلوكه مع الغير الذي يجب ان يتصف بحرفية عالية اعتقد من حقنا ان نطالب بذلك ولكن لا نشك في ولاء من تحدثنا عنهم بل العكس نعتقد بأنهم على قدر كبير من الشجاعة والتضحية في سبيل الوطن والمواطن ولكن هناك أمور لابد منها أيضاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram