TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > فرنسا.. عهد جديد مع رئيس شاب

فرنسا.. عهد جديد مع رئيس شاب

نشر في: 10 مايو, 2017: 12:01 ص

انتهت فترة الانتظار ومرحلة الترقب بفوز المرشح المستقل إيمانويل ماكرون بمنصب رئيس الجمهورية الفرنسية للسنوات الخمس المقبلة.. ضربة جديدة للجبهة الوطنية، حزب اليمين المتطرف الذي وقف على بعد خطوة واحدة من عتبة قصر الأليزيه للمرة الثانية في تاريخه السياسي

انتهت فترة الانتظار ومرحلة الترقب بفوز المرشح المستقل إيمانويل ماكرون بمنصب رئيس الجمهورية الفرنسية للسنوات الخمس المقبلة.. ضربة جديدة للجبهة الوطنية، حزب اليمين المتطرف الذي وقف على بعد خطوة واحدة من عتبة قصر الأليزيه للمرة الثانية في تاريخه السياسي..
في العام ٢٠٠٢ مني اليمين المتطرف بخسارة ثقيلة على يد المرشح الجمهوري جاك شيراك. واليوم هي خسارة ثانية، لكن مرشح اليوم لا يمتلك نفس الخبرة والمكانة التي تسلح بها شيراك آنذاك.
النتائج النهائية للانتخابات أظهرت تقدم إيمانويل ماكرون بنسبة ٦٦.١٠ بالمئة مقابل ٣٣.٩٠ بالمئة لمارين لوبن. وهي ضربة موجعة للوبن الزعيمة السابقة للجبهة الوطنية التي قدمت نفسها بوصفها مرشحة الشعب تحت شعار "اختر فرنسا".
وقد أكدت في أول خطاب لها بعد إعلان النتائج بأنها ستستمر في نضالها وستختار معسكر المعارضة لأنها ستكون " قوة المعارضة الأساسية" خلال حملة الانتخابات التشريعية التي ستنطلق في الحادي عشر من حزيران المقبل.
لثلاثة أيام قبل الدورة الثانية من الانتخابات تكلل الدعم الذي حظي به ماكرون من قبل أغلب سياسيي فرنسا بدعم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن طريق تسجيل مصور ومترجم باللغة الفرنسية دعا فيه الفرنسيين إلى مساندة إيمانويل ماكرون بوصفه: "المدافع عن القيم التقدمية والساعي لمنح دور مهم لفرنسا في أوروبا والعالم".
وهو على العكس من منافسته التي شددت على ضرورة إخراج فرنسا من عضوية الاتحاد الأوروبي لحماية الهوية الوطنية للبلاد ولاسترجاع استقلال فرنسا من الهيمنة الأوروبية على حد زعمها.    
لن تكون المواجهة التي تنتظر الرئيس الشاب ماكرون سهلة خلال الانتخابات التشريعية المقبلة، فالكثير من الناخبين لم يصوتوا له عن قناعة بحركة "إلى الأمام" التي يتزعمها والتي تغيّر اسمها إلى "الجمهورية إلى الأمام" بعد استقالته منها عشية فوزه بمنصب الرئاسة، وإنما كان دافع التصويت هو منع وصول حزب اليمين المتطرف إلى منصب القيادة بعد الحرب الشعواء التي شنتها مارين لوبن ضد اليورو والاتحاد الأوروبي وفضاء الشينغن والهجرة.  فقد بلغت نسبة الامتناع عن التصويت ٢٤.٩٥ بالمئة وهي نسبة قياسية كما وصل عدد البطاقات البيضاء إلى أكثر من ٤ ملايين بطاقة. بينما أظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة هاريس إنتر أن ٥٩ بالمئة من المصوتين لماكرون لم يفعلو ذلك إعجابا ببرنامجه الانتخابي وأنما فقط لسد الطريق أمام اليمين المتطرف وهو أمر تتميز به مارين لوبن عن منافسها.  التحدي الجديد الذي ينتظر ماكرون مع حركته التي تفتقد الخبرة السياسية هو مواجهة المشاكل الاقتصادية وإصلاح قانون العمل والتصدي للبطالة البالغة ١٠ بالمئة وكذلك مواجهة التحديات الأمنية وملف الإرهاب والتطرف الإسلامي الداخلي الذي تصاعد منذ اعتداءات عام ٢٠١٥.
ماكرون يسعى لتشكيل تحالف يضم شخصيات من تيارات سياسية عدة كي يحصل على الأغلبية البرلمانية التي لابد منها ليتمكن من حكم البلاد وتنفيذ برنامجه السياسي، إلا أنه اشترط على الشخصيات السياسية المخضرمة أن تتخلى عن انتماءاتها الحزبية قبل الانخراط في حكومته.  فهو يسعى إلى انعاش الاقتصاد عبر توسيع سقف التعويضات المالية للشركات والمؤسسات، وسيضطر إلى إلغاء ١٢٠ ألف وظيفة عمومية لتوفير ٦٠ مليار يورو من النفقات العامة.  وعلى الصعيد الأوروبي اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل أن: "فوز ماكرون هو فوز للملايين من الفرنسيين ولأوروبا بأكملها. فقد كان المدافع الحقيقي عن الاتحاد الأوروبي وسياسة الانفتاح".
 أما الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرانسوا هولاند فقد برّ بوعده بتأمين الممارسة الانتخابية تحت غطاء أمني مشدد، إذ تم نشر أكثر من ٥٠ ألف عنصر من رجال الشرطة والأمن في كافة أنحاء فرنسا لتوفير أجواء آمنة للناخبين. وأكد عشية الانتخابات وخلال إحياء ذكرى انتصار الثامن من أيار من عام ١٩٤٥ بأنه يشعر بالسعادة لتسليم مقاليد السلطة إلى ماكرون، فقد واظب منذ انتهاء الدورة الثانية على دعم المرشح المستقل ماكرون باعتباره "مرشح الشعب الفرنسي ضد الرجعية"، فهو يرى أن ماكرون قد كسب خبرته السياسية عندما رافقه في قصر الأليزية في البداية كمستشار ومن ثم كوزير للاقتصاد ليتسلق من بعد ذلك منصب الرئاسة أمام أنظار الأحزاب الرئيسية في البلاد التي شهدت تراجعا كبيرا في شعبيتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

"رد قوي" من الدنمارك على رغبة ترامب في شراء غرينلاند

متابعة المدىقالت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن، أمس الإثنين، إن غرينلاند ليست للبيع، بعد أن قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأسبوع الماضي إن اهتمام الرئيس دونالد ترامب بشراء الجزيرة "ليس مزحة".وتابعت قائلة قبل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram