خليل جليلبتقدير واستحسان كبيرين تلقت أوساطنا الكروية ما أثير هنا وهناك عن مساع طيبة يعتزم تبنيها اثنان من ابرز نجوم الكرة العراقية وفرسان مننتخبنا الوطني السابق فتاح نصيف وعدنان درجال من اجل التدخل لدى أطراف صراع ملف انتخابات اتحاد كرة القدم وتذويب الخلافات الناشبة بين طرفي النزاع
وإيجاد سبل كفيلة بوضع حد لهذه الأزمة التي صارت الآن مسألة واحدة من هموم مستديمة للكرة العراقية لاتعني معالجتها وإيجاد الحلول لها ، بشيء لبعض أطراف الصراع الذين أكدوا في أكثر من مناسبة ان هذه الأزمة لا تعني لهم شيئا بقدر ما يعني لهم التغيير داخل اتحاد كرة القدم .عموما نعود لهذه المبادرة من قبل نجمي الكرة العراقية مثلما أشارت وسائل الإعلام ونحن بطبيعة الحال نفتخر بمسيرتهما وتاريخهما الحافل في صفحات الكرة العراقية طالما ان هذه المبادرة انطلقت من حسن نيات نجمينا المفخرة عدنان وفتاح بعدما وجدا ان من واجبهما الوطني ان يتدخلا لوضع حد لكل إشكال أزمة كرة القدم والدعوة لطرفي النزاع اللجنة الاولمبية العراقية والاتحاد العراقي لكرة القدم ليلتئم شمل هذه الأطراف في اجتماع يفترض ان يقام في الدوحة سارعت اللجنة الاولمبية العراقية وعبر بيان مقتضب أبدى مسؤولوها استجابتهم لهذه الدعوة على امل ان لا تتحول إلى أملاءات او اشتراطات تثلم من قرار اتحاد كرة القدم مؤكدين بين سطور البيان عدم التراجع عن قرار حل اتحاد كرة القدم ، وهذا هو جوهر الصراع السائد الآن على الساحة الكروية. اذن احد الأطراف الرئيسة في قضية صراع ملف انتخابات اتحاد كرة القدم ويتمثل باللجنة الاولمبية يلوّح بعدم وجود أي تنازل عن المواقف والتراجع عن القرارات السابقة ، بل عدم التطرق لها لا من قريب ولا من بعيد بعدما اعتبر رئيس اللجنة رعد حمودي ان القرار الذي صدر عن المكتب التنفيذي بات قرارا واضحا ونافذا وصريحا ومعروفا. والحديث عن التخلي عنه صار ضربا من الخيال ، وتأكد ذلك فعلا بعدما أخفقت محاولات الاولمبية الكردستانية وغيرها من مبادرات أخرى اصطدمت جميعها بالموقف الذي تبنته اللجنة الاولمبية بخصوص التعاطي مع قرارها وما اسفر عنه من مؤشرات ووقائع. عموما في الوقت الذي نثني بل ننحني احتراما لمثل هذه المبادرة تقديرا واحتراما لهذه الخطوة التي دأب درجال ونصيف ان يتبنيا مثلها العديد من المبادرات وهما يحيطان وفودنا الكروية بها عندما تحل في الدوحة وكما اثبتت ذلك وقائع ومناسبات عديدة ،لابد من ان نتوقف قليلا عند حيثيات هذه المبادرة والمساعي التي يتحدث البعض عنها وعن أهدافها وجدواها ومدى ضمان نجاحها وتحولها على ارض الواقع كمبادرة ستؤدي الى نتائج طيبة تجنبنا العقوبات والحرمان الذي ما تزال فرقنا تواجهه منذ تشرين الثاني الماضي عندما قررت اللجنة الاولمبية العراقية حل الاتحاد في السادس عشر من الشهر ذاته. إذن نتساءل هنا بشأن مستقبل هذه المبادرة التي اطلقها نجما منتخبنا السابق عدنان درجال وفتاح نصيف عبر حرصهما على إنهاء محنة كرة القدم وهما بكل تأكيد ينطلقان من نيات حسنة ومشاعر وطنية ،هل يتوفر غطاء يضمن نجاح هذه المبادرة ونقصد بالغطاء ما يتعلق بالمواقف الداخلية وتحديدا ما يتصل باللجنة الاولمبية العراقية بعدما أصبح موقفا الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الآسيوي واضحين وكلاهما يستند إلى لوائح وأنظمة ومواثيق دولية لم ولن تتأثر بأية مبادرات شخصية يبدو ان أصحابها لم يتوفروا إلى الآن على طبيعة الصراع وأهدافه ومضامينه وفصوله الجارية الآن ومن يقف وراءه فالقضية ليست مبادرة يكتب لها النجاح بل ان جوهر الأمر يتعلق بثوابت وسياسات أكدتها أكثر من مرة متاريس الصراع المتقابلة وبتحديد أكثر لا مكان للتنازل سواء من هذا الجانب او المقابل له ليبقى بذلك ملف أزمة الكرة مرهونا بسياسات المؤسسات الرياضية الدولية ولوائحها وانظمتها، فهي الكفيلة بالحسم وإلاّ ماذا نفسر الاستبعاد عن كأس الاتحاد الآسيوي وما يليه من سيناريو مماثل متوقع لمنتخب كرة الصالات وقرعة نهائيات أمم آسيا في الدوحة 2011 ؟
وجهة نظـر: يتحدثون عن مساع!
نشر في: 19 فبراير, 2010: 05:12 م