السليمانية/ آكانيوزلحلبجة مكانة خاصة عند القوى السياسية والقوائم المتنافسة في إقليم كردستان، ذلك لأنها نموذج تعرض الى إبادة بالأسلحة الكيماوية في عهد النظام السابق، لهذا فان إعطاء الوعود بتنفيذ مطالب أهالي هذه المدينة أصبحت أحد المحاور التي يتنافس عليها المرشحون، في حين ان مواطني حلبجة يطالبون بالأفعال لا الوعود. يقول سالم محمد (18 عاما)،
سيدلي بصوته للمرة الأولى، ان "على الناس ان يعرفوا لمن يصوتون، لان البرلمان ساحة حرب ويحتاج رجاله"، مضيفا "إنني من جانبي سأختار مرشحا أكون مطمئنا بأنه سينتصر في معركة البرلمان في بغداد". ويضيف ان "على الشخص الذي سأصوت له ان يدافع في بغداد عن همومي وكل تلك المشاكل التي تهمني ككردي وكحلبجي". وكان أهالي تلك المدينة يطالبون على الدوام، الحكومة الاتحادية بتعويض أهالي ضحايا المدينة واستصدار قانون خاص حول هذه المسألة من البرلمان. فيما تقول دلنيا أمين (27 سنة) "كان على البرلمان في بغداد الاهتمام أكثر بحلبجة والملفات الشبيهة بها وإصدار قوانين خاصة لحل مشاكلها". وتضيف تلك الشابة "كان ينبغي أيضا عليه جعل يوم 16 آذار (مارس) يوما لمناهضة الأسلحة الكيماوية، لذا فإن من واجب البرلمانيين الكرد العمل على تحقيق ذلك، ولهذا سأختار من أرى فيه الكفاءة لحمل تلك الهموم". مرشحو القوائم المنافسة، وبالأخص المرشحين الذين تقع ساحة منافستهم داخل هذه المدينة، يحاولون الاقتراب من مشاعر أهالي حلبجة، حيث ان كل واحد منهم له رؤيته. يقول الدكتور آزاد حمد أمين النقشبندي المرشح عن قائمة التحالف الكردستاني في السليمانية ان "نضالي في البرلمان القادم سيكون من اجل تحقيق العدالة، وبتطبيقها سننجز أعمالا جيدة ومهمة لحلبجة". وأضاف النقشبندي: ان "حلبجة تضررت كثيرا وظلمت كثيرا، وبتطبيق العدالة في البرلمان سنقدر على استرجاع تلك الحقوق والمظالم الى حلبجة، وعلينا العمل من اجل تعويض حلبجة من قبل الحكومة الاتحادية وتلك الشركات التي وفرت الأسلحة الكيماوية لنظام البعث المنحل". بكر حمه صديق عارف (48 سنة) مرشح الاتحاد الإسلامي في كردستان، وهو عضو في هيئة المحامين المدعين لضحايا حلبجة في محكمة الجنايات العليا العراقية، قال: ان "حلبجة، بتصوري تتوقع أشياء كثيرة من البرلمان المقبل"، وكنت سابقا قد قدمت مشروعي قانون لمجلس النواب، سيعود بالفائدة على أهالي حلبجة وضحايا المناطق الأخرى من كردستان، وهو مشروع قانون حماية حق البريء، وتعويض ضحايا الأسلحة الكيماوية". وقال ملا محمد ملا صالح الحلبجي، مرشح قائمة الجماعة الإسلامية، ان "حلبجة ظلمت ويجب أخذ حقها . وأضاف "اذا ما صوت لنا أهالي حلبجة، فإننا سنحاول الدفاع عن تلك المظالم التي مورست بحقهم". محمد ملا علي عبد العزيز الحلبجي، مرشح قائمة التحالف الكردستاني عن حزب الحركة الإسلامية، وهو احد المرشحين عن حلبجة، قال: "يجب إحياء كارثة ضرب حلبجة بالأسلحة الكيماوية كالكوارث العالمية الأخرى، والبرلمان هو المكان المناسب لتحقيق هكذا مطالب فيه". وأضاف عبد العزيز ان "حلبجة، عرَفت الكرد بكل العالم، لذا كان من المفترض عمل الكثير لهذه المدينة، وعلى البرلمان والحكومة الاتحادية تقديم الخدمات المادية والمعنوية لحلبجة". وكانت الحركة الإسلامية، برئاسة صديق عبد العزيز، قد شاركت في انتخابات الإقليم بقائمة مستقلة تحت شعار (القائمة الإسلامية الوحيدة)، لكنها دخلت هذه المرة ضمن قائمة التحالف الكردستاني، التي شكلها الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وعدة أحزاب علمانية أخرى.وقال سالم محمد انه "من الضروري مساءلة المرشحين الفائزين بعد الانتخابات على الوعود التي قطعوها لحلبجة وجميع المصوتين، وان لا تكون وعوداً لفظية فقط، يحصلون بها على مشاعر الناس".
حلبجة: المرشحون يعدون.. والمواطنون يترقبون
نشر في: 19 فبراير, 2010: 05:26 م