TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الأمن ليس مقاولة

الأمن ليس مقاولة

نشر في: 10 مايو, 2017: 06:55 م

تنشغل الكتل الكبيرة منها والصغيرة، بوضع لمساتها على قانون الانتخابات، والاستقتال على حماية نفوذها في المفوضية ومجلسها الذي ستنتهي ولايته في أيلول المقبل.
ما يهمّ الكتل والقوى السياسية هو التمهيد لحضور مريح في مجلس النواب القادم، ومن خلاله، في الحكومة المقبلة. ولذلك فهذه الاطراف مضطرة للدخول في سوق المساومات والمفاوضات الماراثونية التي عادة ما تستهلك آخر سنة من عمر البرلمان.
يحدث هذا الآن، في وقت تعاني البلاد من ازمات عديدة لا تقل خطراً وتأثيرا على مستقبلنا من تهديد داعش والفساد الذي ينهش أقواتنا. لذا، اصبح الحديث عن المفوضية وقانون الانتخابات الشغل الشاغل لجميع القوى والزعماء، إلا ان احداً منهم لا يفتح فمه، ولايكلف نفسه للنظر بمشروعين خطيرين تسير فيهما الحكومة بخطى حثيثة من دون حسيب ولا رقيب.
فمنذ اشهر تحاول وزارة الكهرباء تسويق مشروعها لخصخصة التيار بـ"العيني والاغاتي". لكن الوزارة فشلت في محاولاتها، الامر الذي اضطر رئيس الوزراء التصدي للموضوع بنفسه واعلان تأييده للمشروع رغما عن اعتراضات الحكومات المحلية.
في هذه الاثناء، تلتزم الكتل الصمت المطبق حيال منهج الفرض الذي تتبناه الحكومة في خصخصة الكهرباء من دون ضمانات واضحة، عبر صفقات مشبوهة وغير شفافة.
إذ بدلا من زيادة الانتاج، او ادخال شركات متخصصة لسوق الطاقة، تلجأ الحكومة للضغط على المواطن لتقليل استهلاكه، في صيف قاسٍ سيتمر لاكثر من 8 أشهر. وبينما تعجز الحكومة عن تنظيم قطاع المولدات، التي تتواطأ مع وزارة الكهرباء منذ ربع قرن، لكنها تهرول للتعاقد مع شركات مجهولة لمنحها حق الجباية، مقابل عمولة قدرها 15% من الفاتورة.
لا تكلف لجنة الطاقة النيابية ولا زعماء الكتل أنفسهم لمساءلة الوزير ورئيسه عن هذا المشروع، الذي لم يكتب له النجاح إلا في مناطق راقية من بغداد كاليرموك وزيونة.
ترفع الحكومة تسعيرة وحدات الكهرباء اربعة اضعاف، بحسب البنك الدولي، وتأتي لاحقا لتمنّ على المواطن بانها تقدم له خدمة مدعومة بـ90%.
تمضي الحكومة ووزاراتها، ومن ورائهما صيادو الكومشنات، حثيثا باتجاه إرغام المحافظات والمواطنين على قبول مشروع الخصخصة، مستعينة بسكوت حلفائها وخصومها، وانشغال قوى الاحتجاج بقضايا ثانوية.
تتحجج الحكومة بخصخصة الكهرباء، والإيغال بسياسة الاقتراض الاجنبي، ببند غامض في الموازنة تم تمريره عبر خداع البرلمان والكتل.
في موازاة ذلك، يتكشف يوماً بعد آخر مشروع آخر للخصخصة تعمل عليه الحكومة منذ أشهر، وهو منح الطريق الدولي بين بغداد وطريبيل لشركة امن اميركية.
واذا كان للمشروع الاول ما يبرره، فإن المشروع الثاني يجب ان يشهر امامه ألف ضوء احمر، نظرا لمساسه المباشر بالسيادة والامن القومي، اللذين لا ينبغي التعامل معهما كأي مقاولة من المقاولات.
فالأمن يرتبط بسلطة الدولة على اقليمها، وعندما تتخلى عن دورها وصلاحياتها لشركات اجنبية مجهولة، فإنها لا تستحق ان تصبح دولة.
وبعيدا عن المحاذير التي تواجه امننا القومي لجهة سيطرة شركات امنية اجنبية على عقدة مهمة في شبكة طرقنا التي تقع على الحدود مع 3 بلدان عربية، فإن فضيحة الشركة الاميركية التي تحمي قاعدة بلد، وتورطها بقضايا تهريب واتجار بالبشر، تمنعنا من قبول هكذا مشاريع كما تريد الحكومة.
تنشغل الكتل بالبقاء في دائرة السلطة، ويواصل البرلمان غفلته، بينما تواصل الحكومة المضي بمشروع الخصخصة على عينك يا تاجر!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram